وطني

مختصون عن تزايد الباكستانيين في العمليات الإرهابية بالسعودية: “لافت للنظر”

في المقابل يتناقص عدد السعوديين المنتمين إلى جماعات الفكر الضال بشكل واضح

مختصون عن تزايد الباكستانيين في العمليات الإرهابية بالسعودية: “لافت للنظر”

وصف مختصون ظهور أفراد من الجالية الباكستانية في العمليات الإرهابية بالسعودية بـ”الأمر اللافت للنظر”.

وفيما يتزايد عدد الإرهابيين من الجنسية الباكستانية العاملة في السعودية يتناقص عدد السعوديين المنتمين إلى جماعات الفكر الضال بشكل واضح، في إشارة بحسب مختصين إلى نجاح السعودية في برامج التوعية والنصح والإرشاد، التي وجَّهتها إلى الشباب السعودي، وحملات التحذير من اعتناق الفكر المنحرف. وفي الوقت ذاته، دعا المختصون سفارات الدول التي تعمل جالياتها في السعودية إلى التحالف فيما بينها، وتوجيه رسائل توعوية إلى أفراد هذه الجاليات؛ لتجنب عمليات التغرير التي تمارسها الجماعات الإرهابية في أوساط الجاليات. ويفسر المختصون زيادة أعداد الباكستانيين الإرهابيين بـ”إفلاس” الجماعات الإرهابية، وفشلها في تجنيد المزيد من السعوديين؛ فلجأت إلى تجنيد الجنسيات الأخرى، بواسطة المال تارة، وبث الفكر المنحرف والوعود الكاذبة تارة أخرى.

وكشفت وزارة الداخلية أمس عن اعتقال 16 شخصًا على ذمة التحقيقات، من بينهم 13 باكستانيًّا؛ للتأكد من صلتهم بالجماعات الإرهابية، من بينهم الباكستانية فاطمة رمضان بلوشي، التي قال عنها المتهم السعودي حسام الجهني إنها زوجته وشقيقة المعتقل الباكستاني عبدالرحمن رمضان بالوشي.

جاء ذلك على هامش حديث المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أمس، اللواء منصور التركي، وهو يتحدث عن تفاصيل هويتَي الإرهابيَّين اللذين فضَّلا الانتحار على الوقوع في قبضة رجال الأمن في جدة قبل أسبوع، إلى جانب تفاصيل اعتقال سعودي وباكستانية في شقة أخرى في المدينة نفسها.

وأشاروا إلى أن “الذي فجّر نفسه في مواقف مستشفى سليمان بالقرب من القنصلية الأمريكية في أغسطس الماضي كان باكستانيًّا، ومن أراد استهداف مسجد أم الحمام في القطيف في الصيف الماضي كان باكستانيًّا، ونحمد الله أن جهات الأمن اكتشفته قبل تنفيذ مخططه الإرهابي”. موضحين أن “تجنيد الجاليات الأجنبية في السعودية يشير إلى أن تنظيم داعش بدأ يفقد قدرته على تجنيد السعوديين بين صفوفه؛ وهذا يعكس نوعًا من زيادة الوعي لدى الشباب السعوديين، وعزوفهم عن الانضمام لهذا التنظيم”.

ودعا المختصون سفارات الدول التي لها رعايا عاملة في السعودية إلى التحالف؛ من أجل إيجاد وسائل توعوية مباشرة، تصل إلى جميع الجاليات الأجنبية في السعودية، بلغاتهم الأصلية، تحذرهم من الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش.

وكشفت التفجيرات الثلاثة الفاشلة، التي وقعت قبل شهور في كل من موقف مستشفى فقيه في مدينة جدة، ومدينة القطيف، ومحيط المسجد النبوي، وشارك فيها باكستانيون، عن حقائق مهمة، من بينها أن تنظيم داعش الإرهابي في طريقه إلى الزوال والفناء بحسب تصريح ضابط كبير في الوزارة وارتفاع نسبة الوعي لدى الشباب السعودي، الذي أدرك حقيقة هذا التنظيم، وميله إلى سفك الدماء ونشر الدمار، ليس بين صفوف أعداء الإسلام، وإنما في صفوف المسلمين أنفسهم، مركزًا عملياته الإجرامية على بيوت الله والمتعبدين فيها دون سواهم؛ وهو ما دعا التنظيم أخيرا إلى تجنيد أفراد بعض الجاليات العاملين في السعودية؛ لسد عزوف الشباب السعودي عن الانضمام إليه. وثالثة الحقائق أن برامج مركز المناصحة التابع لوزارة الداخلية بدأت تؤتي ثمارها، بعدما أكد المركز أن نسبة العائدين إلى الفكر الضال في معدلها الطبيعي. وأفاد بيان الوزارة تعليقًا على العمليات الإرهابية الثلاث بالقبض على 19 متهمًا، ممن توافرت أدلة وقرائن على علاقتهم بها، منهم 7 سعوديين و12 من الجنسية الباكستانية، وهي الجنسية التي رأى التنظيم أنه يسهل عليه تجنيد بعض أفرادها لتنفيذ عملياته الإرهابية داخل السعودية؛ وهو ما يعني أن نحو 65 في المائة من أفراد التنظيم المقبوض عليهم غير سعوديين.

وكان العميد بسام عطية، خبير مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية، قد أشار إلى أن أداء تنظيم داعش يشهد نوعًا من العشوائية والارتجالية والتخبط، مستشهدًا بفشل العمليات الثلاث، ومعتبرًا هذا الفشل مؤشرًا على بداية النهاية للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش.

ويبلغ عدد المنتمين لتنظيم “داعش” الإرهابي نحو 20 ألف مقاتل من 80 دولة حول العالم.

وكشف تقرير، نشرته شبكة “روسيا اليوم” في فبراير من العام الماضي، نقلاً عن صحيفة “واشنطن بوست”، أن تونس تعد أكثر الدول انتسابًا لصفوف تنظيم داعش بـ3000 شخص، ثم السعودية بـ2500 شخص، تليها العراق بعدد 247 مقاتلاً، ثم اليمن 110 مقاتلين، والكويت 71 مقاتلاً، بينما يقل الانتساب كثيرًا من دولة الإمارات؛ إذ يبلغ عددهم 15 مقاتلاً، ومثلهم من قطر، وأخيرًا البحرين 12 مقاتلاً. أما على مستوى دول الغرب فتحتل فرنسا النصيب الأكبر بين صفوف “داعش” بواقع 1200 مقاتل.

ولفت التقرير إلى ثبات أعداد المنتسبين من دول الخليج لداعش على حالها دون أية زيادة، وذلك بعكس دول الغرب، التي شهدت أعداد المنتسبين منها زيادة لافتة خلال تلك الفترة؛ ليكون لها نصيب الأسد في صفوف “داعش”.

وأوروبيًّا، زاد عدد المنضمين من فرنسا إلى “داعش” ثلاثة أضعاف؛ فسجل التقرير توافد 1200 فرنسي، مقارنة بـ412 في أكتوبر 2014، بينما احتلت ألمانيا المرتبة الثانية في تصدير المقاتلين، وارتفع عدد الخارجين من أراضيها باتجاه “داعش” إلى 600 مقاتل، مقارنة بـ240 في أكتوبر 2014. وارتفع عدد المقاتلين الملتحقين بالتنظيم من باكستان من 330 إلى 500 مهاجر، أما أفغانستان فقد زاد العدد من 36 إلى 50 مقاتلاً مهاجرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى