وطني

طبيب سعودي يعالج مريضة “لوكيميا الدم” بزراعة الخلايا الجذعية

وفاة الحالة كانت احتمالاً وارداً.. ومراحل العلاج استغرقت 3 أشهر

طبيب سعودي يعالج مريضة “لوكيميا الدم” بزراعة الخلايا الجذعية

نجح طبيب سعودي في مركز الأميرة نورة للأورام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة، في إجراء عملية زراعة للخلايا الجذعية لمريضة تعاني من مرض لوكيميا الدم المزمن، وتكللت العملية بالنجاح وساهمت في شفائها من اللوكيميا.

 

وتَمَكّن استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم ورئيس برنامج زراعة نخاع العظم للبالغين بالمستشفى الدكتور زايد بن صالح الزهراني، من تحقيق ذلك النجاح وفريقه الطبي والتمريضي؛ وذلك عن طريق زراعة النخاع العظمي من متبرع قريب.

 

والمتعارف عليه طبياً أن زراعة الخلايا الجذعية يكون عندما تحدث أضرار في خلايا الدم أو تلف أدى إلى الإصابة بأمراض الدم المعروفة كأمراض سرطان الدم، وكذلك عند فشل النخاع العظمي المسؤول عن إنتاج خلايا الدم، وفي هذا النوع ترتفع صعوبة العملية؛ نظراً لتطلبها مهارة عالية جداً، وكذلك توفر طاقم طبي، ويكون المريض معرضاً لحدوث مضاعفات قد تصل إلى الوفاة بنسبة 15%.

 

وقال رئيس الفريق الطبي الدكتور زايد الزهراني لـ”سبق”: “الحالة كانت لمريضة تعاني من مرض لوكيميا الدم المزمن، ولعدم حصول استجابة من استخدام الأدوية المتعارف عليها والمصرح بها دولياً في علاج مثل هذه الأمراض؛ قررنا اللجوء إلى عملية زراعة الخلايا الجذعية”.

 

وأضاف: “تَقَرّر أن يتم التبرع لها من شقيقها بعد اكتشاف أنه مطابق كلياً للمريضة عن طريق تحليل تطابق الأنسجة، ويضيف الدكتور “زايد” أنه قبل الشروع في إجراءات عملية زرع الخلايا الجذعية للمريضة، تم تجهيز المريضة بعدة مراحل؛ ومنها تهيئتها نفسياً، وأيضاً إخضاع المريضة لإعداد بدني يشمل النظام الغذائي، ويتم ذلك عن طريق أخصائي تغذية”.

 

وأردف: “نعمل على تثقيف المريضة والمتبرع صحياً بجميع الأمور المتعلقة بزراعة الخلايا الجذعية، ويتم العرض على طبيب آخر غير المشرف على الحالة؛ وذلك لتفادي الازدواجية في قرار إجراء العملية من قِبَل المريضة والمتبرع”.

 

وتابع: “بعد ذلك تبدأ مرحلة عمل الفحوصات اللازمة، والتي شَمِلَت: تحاليل الدم، وفحوصات كشف الفايروسات، وأيضاً عمل فحوصات تتعلق بوظائف الأعضاء كالقلب، والرئة، والكلى، والكبد.. وبعد التأكد من سلامة الشخصين يتم إدخالهما في مرحلة البدء بالعلاج”.

 

وقال “الزهراني”: “في البداية يتم إعطاء المريضة جرعات مكثفة من العلاج الكيماوي؛ وذلك لقتل جميع خلايا الدم، وبهذا تخطينا مرحلة الجرعات الكيماوية دون حدوث أي أضرار على المريضة أو أي مضاعفات كان من الممكن أن تؤدي إلى إيقاف الزراعة”.

 

وأضاف: “تم إعطاء الشخص المتبرع جرعات منشطة لتحفيز الخلايا الجذعية في النشوء بعدد أكثر؛ وذلك لمدة خمسة أيام.. بعد ذلك قام الفريق الطبي بتجميع الخلايا عن طريق جهاز يسمى جهاز الأوبتيا، وهو جهاز حديث يقوم بتجميع الخلايا الجذعية، وتستغرق عملية التجميع قُرابة الأربع إلى الست ساعات حسب وزن المتبرع وكمية الخلايا المنتجة في جسمه”.

 

وأردف: “بعد انتهاء مرحلة التجميع يتم حقن الخلايا الجذعية في جسم المريض عن طريق القسطرة الوريدية، وعملية الحقن هي شبيهة جداً بإعطاء الدم للمريض وليس حقن الخلايا الجذعية في العظم كما يتصور أغلب الناس، وتم الانتهاء من عملية النقل، واستطاع الشخص المانح مغادرة المستشفى في نفس اليوم مع الاستمرار في متابعة حالته؛ تفادياً لحدوث مضاعفات وهذا لم يحدث”.

 

وتابع: “يتم إعطاء المريضة أدوية مثبّطة للمناعة كي لا تحصل مقاومة خلوية أو رفض للخلايا الجذعية، وهذه الفترة حرجة جداً إذ قد يصاب المريض بالتهابات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله، ويمكث مريض الزراعة من 4- 6 أسابيع، إلى أن يتم ارتفاع صفائح الدم والمناعة كما حصل للحالة في اليوم “11” بعد حقن الخلايا الجذعية”.

 

وقال “الزهراني”: “بعد ذلك تم تهيئة المريضة للخروج من المستشفى، وقد تمت متابعة المريضة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً في عيادة الأورام؛ حتى الوصول إلى انتهاء فترة الأشهر الثلاثة المجدولة في مراحل العلاج، والتي حينها يتم عمل كشف كامل للمريضة يشمل فحص الخلايا بشكل عام، والتأكد من سلامتها.. ونتيجة لذلك تم التأكد من شفاء المريضة من مرض اللوكيميا المزمن بشكل تام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى