كُتاب البوابة

حنا البدو.. حنا عمى عين العدو

نعم يا سادة ، نحن البدو الذين غزلوا بالأمس خيامهم بوبر جمالهم وشيدوا اليوم ناطحات السحاب وصروح العلم بسواعدهم وعقولهم ؛ نعم يا لبنان ! نحن البدو الذين ركبوا الجمال والآن أصبحنا نركب أفخم المواصلات.. نحن البدو الذين أحرقت أقدامهم صحراء الجزيرة العربية سابقًا حتى فرشناها الآن سهولاً خضراء تسر الناظرين ، نحن البدو الذين كنا أميين بلا تعليم واليوم لدينا 690 براءة إختراع و50 ألف طبيب وطبيبة وأكثر ، ونسبة أمية لا تتجاوز 5% ، أما زالت كلمة بدو تقال للإهانة يامزبلة التاريخ !!

فالذي سمع لقاء وزير الخارجية اللبناني وهو متعالٍ على البدو لايشكك أن لبنان ما زالت أسيرة النظرة المتعالية على السعوديين ؛ ألا يعلم هذا الأرعن أن المملكة العربية السعودية أحد أهم دول مجموعة العشرين ومن أقوى اقتصادات العالم ، ومن أهم الدول الداعمة لتحقيق السلام في العالم أجمع ؟ ألا يعلم هذا السافل أن السعودية قامت بتعمير خراب حروب لبنان الأهلية وتقديم المليارات لحفظ عملتها طيلة عقود مضت . البجاحة القذرة التي تفوّه بها وزير الخارجية اللبناني في اللقاء التلفزيوني لاقت رواجًا كبيرًا مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري عندما قال فيها : ” أنا من لبنان عم يهينني واحد من أهل البدو” هذا الحوار كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأسقطت الأقنعة وكشفت عن الوجه الآخر الذي يخفونه منذ زمن .
ليست المرة الأولى التي يحاول بعض أشقاءنا «العرب» الانتقاص منا ووصفنا بالبدو أهل الصحراء والجِمال والخيام ، ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال لكن ؛ نحن لم تجرحنا كلمة (بدو)، بل زادتنا فخرًا واعتزازًا بموروثنا ومكانتنا ، وفضحت ما تُخفي صدور بعض الوزراء وفقرهم الدبلوماسي ؛ وكشفت حقد أذناب الفرس ومطاياهم ، ثم إن كلمة بدو هي حقيقة كل المجتمعات عبر التاريخ، وهو تقسيم اجتماعي وليس مسبّة .
ختامًا ؛ نعم نحن البدو الذين حولنا رمال الصحراء لمعجزات وتقدمنا على الزمن بالفكر والعلم والتطور ، أما أنتم فما زلتم في قاع التاريخ تعتاشون على النفايات واقتصادكم قائم على الرمان المحشو بالمخدرات ، فلماذا التعالي على البدو يا حمقى ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى