تحقيقات

“مشاهير الفلس” والمحتوى الهابط واثره على المجتمع

الحريري …

 

وسائل التواصل الاجتماعي في بيوتنا.. عالم مفتوح بلا قيود ولا معايير

 

الذيابي …

 

مشاهير الفلس يقدمون محتوى سطحي.. وكشفت أزمة كورونا فراغ محتواهم

 

القاضي…

 

المتاجرة بالترفيه الخادش للحياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقوبته السجن  والغرامة المالية.

 

في ظل التطور التقني تزداد حاجة المجتمع  إلى محتوى هادف بعيدًا عما يقدمه (مشاهير الفلس) أو من يدعون أنهم يمسكون كفة التغيير والتأثير، وقد تضرر من محتواهم صغار السن من بنين وبنات وأصبح ذلك المشهور هو من يؤثر وهو القدوة  دون رقابة من الوالدين  فأصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً سيئاً فكم رأينا بعض صغار السن يتلفظون بكلمات بذيئة وخروج عن الدين وتقاليد المجتمع المحافظ  وبعضهم بتشجيع ومباركة من أهلهم.

وحول هذا الموضوع تحدث بروفيسور الصحة النفسية أحمد الحريري قائلًا: ” إن أحد المخاطر المستجدة على التربية والقيم الأسرية السوية هي مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً المُحملة على الهواتف الذكية والأجهزة الشخصية بجميع أنواعها على الكبار والصغار على حدٍ سواء

ففي دراسة أجريتها شخصياً وجدت أن متوسط استخدام هذه الأجهزة لمن هم في سن المراهقة يصل إلى أربع ساعات يومياً، ولنا أن نتخيل حجم هذا الوقت وما يكتنفه من مخاطر سلوكية ونفسية واجتماعية وبالتأكيد أمنية…

اليوم لم يعد مقص الرقيب التقليدي وموظفي مراقبة المحتوى في الإنترنت رغم أهمية رفع تقنيات الحماية في هذا الجانب  فاعلين أمام هذا السيل الجارف من البيانات والمعلومات والصور والمقاطع التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي ( انه عالم مفتوح بلا قيود ولا معايير في داخل بيوتنا) نافذته هاتف ذكي قد يعبر من خلاله الابن إلى المجهول…

المحزن أكثر عندما تربي الأسرة  ابنتها على الظهور الإعلامي في هذه الوسائل بلا حشمة ولا قيود، وتكبر هذه الفتاة البريئة بقيم ليست من قيم أسرتها، ولا من قيم مجتمعها، وعندما تريد الفتاة استمرارها في الظهور عبر هذه الوسائل بكل ما تتعرض له من تحرشات لفظيه أو محاولة ابتزاز أو اي تهديدات أخرى على اعتبار أنها شيء عادي تتصادم مع اسرتها بحجة ( خلاص أنتي كبرتي!! ) بعض الأسر تستطيع السيطرة، وبعضها للأسف يستسلم، ويسلّم بهذا الواقع .

وفي بحث آخر أجريته عن تغيب الفتيات في السعودية وجدت أن من العوامل الكبرى المؤثرة في تغيب الفتيات ( الصديقات ووسائل التواصل الاجتماعي )

والصديقات والأصدقاء والغرباء والصالحين والطالحين متواجدين بوفرة في وسائل التواصل الاجتماعي إنها ببساطة منصات مفتوحة لكل من هب ودب.

ولا يمكن منعها في عالم مفتوح يرتبط بالفضاء السيبراني والواقع الافتراضي أكثر من ارتباطه بالواقع الحياتي المعاشي، وما تستغربه أيضاً وجود كبار سن واشخاص راشدين ايضاً ينشرون محتوى مخالف أمنياً وقيمياً، ولعل تصدي النيابة العامة لمثل هؤلاء غير شاهد على أهمية مكافحة ناشري الشائعات والمجاهرين بالمعصيات، والمتباهين بالمخالفات والانحرافات..

هذا كله يجعلنا أمام تحدٍ مهم لتغيير أسلوب حياتنا

نعم يجب أن نستفيد ونوظف وسائل التواصل الاجتماعي لخدمتنا وتسهيل حياتنا وهي بلا شك سلاح ذو حدين.. فكيف نستفيد منها؟

هذا يعود للأسرة التي تريد أن تحافظ على قيم ابنائها، ويعود أيضاً للأشخاص الذين لا يريدون اشهار اسواء ما لديهم.

والحقيقة أن هذه الوسائل كشفت الغث والسمين في المجتمع فهي كشفت أصحاب الرسائل الخلاقة، وخدمت المنظمات المحترفة والمهنيين الراشدين، وكشفت في جانب آخر المختلين وتجار الأزمات والمستغلين وأصحاب الانحرافات.

فهي بلا شك تقدم وظيفتين للمستخدم  والمتلقي الوظيفة الايجابية المطلوبة والمستحبة والوظيفة السلبية المكروهة والممنوعة والمجرمة احياناً، وهذا يعكس اهمية رفع اساليب الوقاية السلوكية والتربوية والأمنية، وزيادة ارتباط الاسرة بأبنائها وعدم تسليمهم لسلوكيات الإدمان والعزلة على هذه الوسائل فإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اضطراب نفسي، وخلل سلوكي يستوجب المعالجة المختصة، والتدخل الفوري قبل حدوث نتائج كارثية لا سمح الله.

كما أخذنا رأي الإعلامي  عبدالكريم الذيابي حيث قال:” أن  المتتبّع لشرارة انطلاقة مشاهير الفلس يجد أنها جاءت عن طريق مقاطع تافهة يعتمدونها بغرض اضحاك المجتمع وهي سخافة كاملة الأركان لكن ينخدع فيها صغار السن والنساء فيستمرون في تقديم سخافتهم حيث لا يوجد شيء اخر يقدمونه وهذا يهدد سلوك الأطفال والنشء ويؤسس لجيل سطحي فارغ من ثقافة العلم والفكر بسبب هؤلاء المشاهير الذي يعرفون بالفلس.

وقد كشفت ازمة كورونا فراغ محتواهم واعلنت النيابة احالة عدد منهم قاموا بمحاولة كسر التجوّل وتصوير انفسهم قادة للمجتمع لكن الاجراءات الصارمة حيّدتهم تمامًا وتم منعهم من تغطيات جهود الجهات المشاركة لمكافحة الفيروس بعد ثبوت فشلهم، لذا نطالب بسن قوانين تمنع تماديهم وخطر مقاطعهم على صغار السن.

وبالنسبة للجانب القانوني قال المحامي عبد الكريم القاضي: :أن لائحة الذوق العام تشمل الفعل الوارد والمتداول لمخالفته المنصوص عليه في لائحة الذوق العام، و لما تحمله من عبارات تخدش الحياء،  وكذلك مباشرة الأفعال الممنوعة، ووضع المظهر العام في حرج، إضافة إلى المتاجرة بالترفيه الخادش للحياء في الأماكن العامة أو وسائل التواصل الاجتماعي،وأيضًا التلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه مخالفة، أو بما يؤذي مما تستدعي على مرتكبيها الغرامة المالية وحذف وإلغاء ما التقطوه من صور ما من شأن ذلك تكليف صاحب التصوير والنشر السجن مدة تصل إلى سنة وتحميله غرامة تقارب نصف مليون، وفق نظام الجرائم المعلوماتية مما يعد ذلك جرمًا؛ لمساسه بالآداب العامة، حيث يعاقب القائم به وفقًا لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية في الفقرة الرابعة من المادة الثالثة ونصها الإساءة للحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا أو ما في حكمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى