الموسوعةحكم وأقوال

أجمل غزل في العيون

أجمل غزل في العيون

الشعر العذري هو الشعر الذي يصف العيون، وقد تفنن الشعراء في وصف عيون محبوباتهم، خاصة العيون الغامضة التي يظهر من خلالها السحر والجمال.

ولكن أجمل شعر قيل هو الذي وصف فيه الشعراء العيون، ومنهم من نظم القصائد لحبيبته ذات للعيون السوداء وجاء بأجمل غزل في العيون كالشاعر إيليا أبو ماضي، وسنذكر بهذا المقال اقتباسات أدبية وأبيات شعر في التغزل بالعيون.

أجمل غزل في العيون

لقد ظهر منذ قديم الزمن التّغزّل بالمرأة وجمالها وذكر مفاتنها في الأشعار والأدب؛ فكل الأشعار على مدي عصورٌ الأدب كان للغزل نصيب كبير منه، وكان الافتتان بجمال المرأة والتغزّل فيها هو مطلب للرّجل قديمًا، فمنهم من تغزل بقدّها المعتدل.

وتغزل البعض في وصف شَعرها الأسود الحالك؛ الذي كان يميز المرأة العربية، وبعضهم تغزل ببياض الوجه، أمّا العيون فكان العرب يفضّلون العيون السوداء الواسعة أو ما يعرف بالحور، وهن من تكون عيناها شديدة بياض البياض وشديدة سواد السواد، ولا يزال التغزل بالعيون حتى وقتنا هذا.

أبيات شعر عن العيون

ونظرًا لأنّ العين هي المرآة التي يظهر بها الحب، أو الحقد، أو العداوة، أو جميع المشاعر الإنسانية، كما أن العيون هي مفتاح للشخصيّة، فلا يزال الشّعراء يصفون أجمل غزل في العيون، لأنها مصدر الجمال للوجه؛ فتشكّيل العيون مع الأجفان ورسمتها مع الحواجب؛ بالإضافة للرّموش هذا الجزء يعد منتهى الجاذبية للمرأة.

وهذا ما دفع الأدباء للإبداع والبلاغة في ابتكار معانٍ جديدة، وإظهار معانٍ مختلفة للتغزل فيها، مع إبراز مظهرًا جماليًّا لحبيبته، يسمو به إلى قمة الخيال، ويأتي بأجمل غزل في العيون بمعانًي غير مسبوقة، فيأسر بأبياته قلوب محبي الشعر.

ومن الشعراء الذين نظموا أبيات شعر وتغزلوا بالعيون الأديب مصطفى صادق الرافعي:

  • يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني
  • رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا
  • لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي
  • لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا

أجمل غزل في العيون لنزار قباني

وجاء نزار قباني بأجمل غزل في العيون فقال:

  • عيناك كنهري أحـزانِ
  • نهرَي موسيقى حملاني
  • لوراءِ وراءِ الأزمـانِ
  • نهرَي موسيقى قد ضاعا
  • سيدتي. . ثم أضاعـاني
  • الدّمعُ الأسودُ فوقهما
  • يتساقطُ أنغامَ بيـانِ
  • عيناكِ وتبغي وكحولي
  • والقدحُ العاشرُ أعماني
  • وأنا في المقعدُ محتـرقٌ
  • نيراني تأكـلُ نيـراني
  • أأقولُ أحبُّكِ يا قمري؟
  • آهٍ لـو كان بإمكـاني
  • فأنا لا أملك في الدنيـا
  • إلّا عينيـك وأحـزاني
  • سفُني في المرفأ باكيـةٌ
  • تتمزّقُ فوقَ الخُلجـانِ
  • ومصيري الأصفرُ حطّمني
  • حطّـمَ في صدري إيماني
  • أأسافرُ دونَكِ ليلكـتي؟
  • يا ظـلّ الله بأجفـاني
  • يا صيفي الأخضرَ يا شمسي
  • يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني
  • هل أرحلُ عنكِ وقصّتُنا
  • أحلى من عودةِ نَيسَان؟
  • أحلى من زهرَةِ غاردينيا
  • في عتمةِ شَعـرٍ إسبـاني
  • يا حُبّي الأوحد.. لا تبكي
  • فدموعكِ تحفرُ وجـداني
  • إنّي لا أملِكُ في الدنيـا
  • إلّا عينيـك و أحزاني
  • أأقـول أحبكِ يا قمـري؟
  • آهٍ لـو كـان بإمكـاني
  • فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
  • لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
  • ضيّعـني دربي.. ضيّعـني
  • اسمي.. ضيّعـني عنـواني
  • تاريخـي! ما لي تاريـخٌ
  • إنّي نسيـانُ النسيـانِ
  • إنّي مرسـاةٌ لا ترسـو
  • جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ
  • ماذا أُعطيـكِ؟ أجيبيـني
  • قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
  • ماذا أعطيـك سـوى قدرٍ
  • يرقـص في كفّ الشيطان
  • أنا ألـف أحبّكِ.. فابتعدي
  • عنّي.. عن نـاري ودُخَاني
  • فأنا لا أمـلِكُ في الدنيـا
  • إلّا عينيكِ وأحـزاني

قصيدة العيون السود لإيليا بن ضاهر أبي ماضي

ولد الشاعر إيليا بن ضاهر أبي ماضي وتوفي (1889م-1957م)، وهو من مشاهير شعراء المهجر، ويعد أيضا من أعضاء (الرابطة القلمية)، وولد لبنان، وعاش بالإسكندرية عام 1900م، كان مولعًا بالأدب، وكان ينظم الشعر ويحفظه، وكتب قصيدة من أجمل غزل في العيون السود، فهو ما يقاوم سحر العيون السوداء وجاذبيتها، فنظم قصيدة قال فيها:

  • لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا
  • خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا
  • لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها
  • ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا
  • عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها
  • أَو مُت كَما شاءَ الغَرامُ شَهيدا
  • إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم
  • كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا
  • وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً
  • فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا
  • يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي
  • وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا
  • مُستَوفِزٌ شَوقاً إِلى طَحبابِهِ
  • المَرءُ يَكرَهُ أَن يَعيشَ وَحيدا
  • بَرَأَ الإِلَهُ لَهُ الضُلوعَ وِقايَةً
  • وَأَرَتهُ شِقوَتُهُ الضُلوعَ قُيودا
  • فَإِذا هَفا بَرقُ المُنى وَهَفا لَهُ
  • هاجَت دَفائِنُهُ عَلَيهِ رُعودا
  • جَشَّمتُهُ صَبراً فَلَمّا لَم يَطُق
  • جَشَّمتُهُ التَصويب وَالتَصعيدا
  • لَو أَستَطيعُ وَقَيتُهُ بَطشَ الهَوى
  • وَلَوِ اِستَطاعَ سَلا الهَوى مَحمودا
  • هِيَ نَظرَةٌ عَرَضَت فَصارَت في الحَشا
  • نارا وَصارَ لَها الفُؤادُ وَقودا
  • وَالحُبُّ صَوتٌ فَهوَ أَنَّةُ نائِحٍ
  • طَورا وَآوِنَةً يَكونُ نَشيدا
  • يَهَبُ البَواغِمَ أَلسُناً صَدّاحَةً
  • فَإِذا تَجَنّى أَسكَتَ الغِرّيدا
  • ما لي أُكَلِّفُ مُهجَتي كَتمَ الأَسى
  • إِن طالَ عَهدُ الجُرحِ صارَ صَديدا
  • وَيَلَذُّ نَفسي أَن تَكونَ شَقِيَّةً
  • وَيَلَذُّ قَلبي أَن يَكونَ عَميدا
  • إِن كُنتَ تَدري ما الغَرامُ فَداوِني
  • أَو لا فَخَلِّ العَذل وَالتَفنيدا
  • يا هِندُ قَد أَفنى المَطالُ تَصَبُّري
  • وَفَنَيتُ حَتّى ما أَخافُ مَزيدا
  • ما هَذِهِ البيضُ الَّتي أَبصَرتُها
  • في لِمَّتي إِلّا اللَيالي السودا
  • ما شِبتُ مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي
  • حَمَّلتِ نَفسي حَمَّلتُهُ الفودا
  • هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وَرَدَّهُ
  • خَلقا وَجَعَّدَ جَبهَتي تَجعيدا
  • عَلَّمتِ عَيني أَن تَسُحَّ دُموعُها
  • بِالبُخلِ عَلَّمتِ البَخيلَ الجودا
  • وَمَنَعتِ قَلبي أَن يَقَرَّ قَرارَهُ
  • وَلَقَد يَكونُ عَلى الخُطوبِ جَليدا
  • دَلَّهَتني وَحَمَيتِ جَفني غَمضَهُ
  • لا يُستَطاعُ مَعَ الهُمومِ هُجودا
  • لا تَعجَبي أَنَّ الكَواكِبَ سُهَّدٌ
  • فَأَنا الَّذي عَلَّمتُها التَسهيدا
  • أَسمَعتُها وَصفَ الصَبابَةِ فَاِنثَنَت
  • وَكَأَنَّما وَطِئَ الحُفاةُ صُرودا
  • مُتَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما
  • حالَ الظَلامُ أَساوِدا وَأُسودا
  • وَأَنَّها عَرِفَت مَكانَكَ في الثَرى
  • صارَت زَواهِرُها عَلَيكِ عُقودا
  • أَنتِ الَّتي تُنسي الحَوائِجَ أَهلَها
  • وَأَخا البَيانِ بَيانَهُ المَعهودا
  • ما شِمتُ حُسنَكَ قَطُّ إِلّا راعَني
  • فَوَدِدتُ لَو رُزِقَ الجَمالُ خُلودا
  • وَإِذا ذَكَرتُكِ هَزَّ ذِكرَكِ أَضلُعي
  • شَوقاً كَما هَزَّ النَسيمُ بُنودا
  • فَحَسِبتُ سِقطَ الطَلِّ ذَوبَ مَحاجِري
  • لَو كانَ دَمعُ العاشِقينَ نَضيدا
  • وَظَنَنتُ خافِقَةَ الغُصونِ أَضالِعاً
  • وَثِمارَهُنَّ القانِياتِ كُبودا
  • وَأَرى خَيالَكَ كُلَّ تَرفَةِ ناظِرٍ
  • وَمِنَ العَجائِبِ أَن أَراهُ جَديدا
  • وَإِذا سَمِعتُ حِكايَةً عَن عاشِقٍ
  • عَرَضاً حَسِبتُني الفَتى المَقصودا
  • مُستَيقِظ وَيَظُنُّ أَنّي نائِمٌ
  • يا هِندُ قَد صارَ الذُهولُ جُمودا
  • وَلَقَد يَكونُ لِيَ السُلُوُّ عَنِ الهَوى
  • لَكِنَّما خُلِقَ المُحِبُّ وَدودا

قصيدة أحمد شوقي لأجمل غزل في العيون

يشكو لهفة الشوق والحب لمحبوبته، حيث كانت العيون الذابلة مقصده هو ملجأه، فقال:

  • أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا
  • وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا
  • قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ
  • مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا
  • وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ
  • فَكانَت صِحاحًا في القُلوبِ مَواضِيا
  • حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ
  • إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا
  • وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ
  • أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا
  • صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحًا
  • وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا
  • وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ
  • كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا
  • وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ
  • كَخَصرِكِ بَينَ النَهدِ وَالرِدفِ واهِيا
  • وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى
  • عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا
  • يَرومونَ سُلوانًا لِقَلبي يُريحُهُ
  • وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا
  • وَما العِشقُ إِلا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ
  • كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا

وحيث أن العيون كانت هي الجزء الأكبر التي نالت معظم الغزل من جسم المرأة، لذلك استحقّت غزل الشّعراء، فإنّه ليس من العجب في ذلك، إذ أنّ الله -سبحانه- عندما ميز نساء الجنّة بالعيون الحور، فقال سبحانه وتعالى في سورة الدُّخَان: “كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ”، إذن فالعيون ستظل مصدر إلهام الشعراء والأدباء في كتاباتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى