إسلامياتالموسوعة

ما هي أركان الميراث وشروط الإرث وأسباب الميراث

ما هي أركان الميراث ؟ وشروط الإرث وأسباب الميراث

هناك قوانين وتوجيهات ذكرت في القرآن الكريم تحدد ما هي أركان الميراث في الإسلام، فلقد أعطى الإسلام للميراث اهتمامًا كبيرًا، حيث أن العرب في الجاهلية كانوا يورثون الرجال دون النساء.

عمل الإسلام على تحديد فروض الإرث والورثة بشكل واضح، وهناك العديد من الآيات القرآنية ذكر فيها أحكام وقوانين الميراث، قال الله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين”.

ما هي أركان الميراث

قال الله تعالى في سورة النساء: “فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين”.

الكثير منا لا يعلم ما هي أركان الميراث في الإسلام فمن خلال موقع البوابة ندلك على أن الإرث في الإسلام ثلاثة أركان هي:

الموروث

هو الشخص المتوفي أو المفقود ويعتبر هو صاحب تركة المتوفي.

الوارث

هو الشخص الحي الذي يحق له أن يحصل على الميراث.

التركة

هي الحق الموروث، ويشمل الأموال المنقولة وغير المنقولة والعقارات والحقوق المختلفة والمنافع بعد تجهيزه وقضاء ديونه وتنفيذ وصاياه.

مزايا الإرث في الإسلام

هل تساءلت قبل ذلك عن ما هي أركان الميراث في الجاهلية، ولماذا تعد القوانين التي سنها الإسلام من أعظم القوانين؟

يعتبر الميراث هو الركن الخامس من أركان التركة التي قسمها علماء الدين، وهذا الميراث يعمل على تنظيم العلاقة الأسرية بعضها البعض، وللميراث أهداف اقتصادية ونفسية تساعد على تقوية روابط الأسرة.

القانون في الإسلام يحدد ما هي أركان الميراث ويحقق للأسرة والمجتمع أهدافًا كثيرة، ومن أهمها:

تقوية أواصر العلاقات

فهو يساعد على تقوية أواصر الود والعلاقة بين الأب وأبنائه وزوجته وأفراد أسرته، فهو يشعر أنهم يرثون جهده وماله، وهم يشعرون بأنه صاحب الفضل الذي ترك لهم مالاً يعينهم على سد حوائجهم، أو مالًا يساعدهم على فتح بعض آفاق العمل من أجل حياة معيشية جيدة أمامهم.

ضبط الموازنة الاقتصادية

يساعد قانون الإرث على ضبط موازنة التوزيع الاقتصادي، وتقسيم الثروة التي يملكها فرد بين مجموعة من الأفراد، بشكل يساعد على إلغاء التضخم المالي من جهة، ومكافحة الفقر والحاجة من جهة أخرى.

التشجيع على الإنتاج

قانون الإرث يشجع الأفراد على الإنتاج، ومضاعفة الجهد، لأن الفرد يدرك بأن أقرب الناس إليه هم الذين يرثونه، فيحرص على أن يوفر لهم حاجاتهم ويضمن لهم مستقبلهم.

وذلك بعكس الإنسان الذي يعيش في مجتمع كالمجتمع الاشتراكي مثلاً لا يجد الفرد أي مبرر من أجل توفير الإنتاج ومضاعفة الجهد، فهذا المال سوف تأخذه أو تصادره الدولة بعد وفاته هذا الشخص، وحينها سوف يصير هذا المال إلى من لا علاقة له بهم.

العدالة في توزيع الإرث

بالفعل سوف يشعر المجتمع كامًلا بالمساواة عندما يتم تحقيق العدالة في توزيع الميراث، مما ينتج عنه تباعد روح الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع، وبالتالي سوف تتحقق العدالة القانونية وأيضا الأخلاقية.

على عكس بعض القوانين الظالمة التي تعطي هذا الميراث للذكور فقط دون الإناث، أو مثلًا للابن الأكبر دون غيره من الأبناء، كما في كثير من القوانين الوضعية الدنيوية وبعض الشرائع المحرفة، وبالتالي سيساعد هذا التشريع على بناء المجتمع كاملًا وبالتالي سوف تتماسك الأسرة ببعضها البعض.

شروط الميراث

يوجد بعض الشروط الواجب معرفتها للميراث وهي:

موت المورث

لابد من دليل على موت المورث الحقيقي ويكون بالمشاهدة أو السماع أو البينة، أو الموت الحكمي ويكون بحكم القاضي كحكمه بموت المفقود بعد توفر الشروط والأدلة المبررة لهذا الحكم، أو الموت التقديري مثل موت الجنين الذي ينفصل عن بطن أمه.

حياة الوارث عند موت المورث

يشترط لثبوت الإرث للوارث أن يكون حيًا عند موت المورث.

عدم وجود المانع من الميراث

ويوجد للوارث بعض الشروط الواجب وجودها فيه منها ألا يكون هناك أي مانع من موانع الإرث مثل ألا يكون هذا الوارث قاتلًا للمورث أو ألا يكون مرتدًا عن الدين الإسلامي أو رقيقًا.

ما هي أركان الميراث وأسبابه

القرابة

وهى صلة النسب والدم بين الوارث والمورث ويرث بهذا السبب الأبوين أو الأولاد أو إخوته وأولاد إخوته أو أعمامه وأخواله وأولادهم، لأن حياة القريب امتداد لحياة قريبة فالأقرباء يتعاونون في حمل أثقال الحياة ويتشاركون في الحقوق والواجبات، ولهذا كان للقريب نصيبه من تركة قريبه وقال تعالى: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون”.

الزوجية

يكون الزواج صحيحًا في حالة واحدة وهي أن يكون العقد صحيح وشرعي حتى ولو قبل الدخول على المرأة لذلك فهو أحد أسباب تحقق الإرث، لأن الزواج هو أقوى رباط خلقه الله عز وجل ومن خلاله تقوى الصلة الاجتماعية بين الزوجين ما دامت الحياة الزوجية باقية بينهما.

واتفق العلماء على أنه يثبت الميراث إذا مات أياً من الزوجين في عدة الطلاق الرجعي، وذلك لأنه لا تزال هذه الرابطة الزوجية ولا يقطعهما إلى أن تنتهي المرأة من عدتها.

الولاء

وهي عصوبة سببها نعمة المعتق على عتيقة فإذا اعتق شخص رقيقًا، ثم صار للرقيق مال، فإن مات فماله لورثته وإن لم يكن له وارث فماله للمعتق، لكن لا يتفق الفقهاء على هذا الشرط.

موانع الإرث

القتل

إذا قتل الوارث مورثه فإنه يحرم من الميراث لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس للقاتل من تركة المقتول شيء”، حيث أن التوريث بالقتل يؤدي إلى الفساد لو جعل للقاتل الحق في أن يرث لتسارع الناس في قتل مورثيهم، برغم اتفاق الفقهاء على هذا المانع إلا أنهم اختلفوا في إذا كان القتل قصاصا أو دفاعًا عن النفس والعرض فمن حقه أن يرث.

الرق

لا يرث الرقيق حرًا.

اختلاف الدين

اتفق معظم الفقهاء المسلمين على أن اختلاف الدين يعتبر مانع من موانع الإرث، وقالوا لا يرث المسلم من غير المسلم وأيضًا لا يرث غير المسلم من المسلم لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “لا يتوارث أهل ملتين شيء ‏وقال لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم” وهذا ينطبق بين الإخوة والزوجة وزوجها.

آيات تتحدث عن أركان الميراث

قوله تعالى: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً، وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولًا معروفًا”.

قول الله تعالى: “والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله وأووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًا لهم مغفرة ورزق كريم، والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم”.

قوله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا فريضة من الله إن الله كان عليمًا حكيمًا”.

وقال الله عز وجل في قرآنه الكريم: “ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين”.

كما جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى: “وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم”.

قوله تعالى: “يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالًا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم”.

وفي النهاية نرجو أن نكون قد استطعنا الإجابة عن ما هي أركان الميراث ومن يرث ومن لا يرث بالقرآن والسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى