إسلامياتالموسوعة

فضل صيام الإثنين والخميس على المسلم

فضل صيام الإثنين والخميس

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس وأنا أحب أن تعرض أعمالي وأنا صائم” رواه الترمذي وصححه الألباني، ولكن ما هو فضل صيام الإثنين والخميس.

للصوم فضل عظيم وثواب كبير في أي وقت، ولكن هناك أوقات يكون فيها الصوم عبادة وله أجر أكبر مثل صيام رمضان، وقد جعل الله تعالى الصوم أحد أركان الإسلام الخمسة وذلك لمكانته العظيمة في الإسلام.

نبذة عن الصيام

قبل أن نتعرف على فضل صيام الإثنين والخميس علينا أن نتعرف أولاً ما هو الصوم.

عُرف الصيام على أنه التعبد إلى الله عز وجل بالإمساك بنية التوقف عن الأكل والشرب وأي نوع من أنواع المفطرات، وذلك بداية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد أطلق على الصيام الصبر حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحر الصدر” رواه الألباني.

فضائل وأهمية الصيام

قبل أن نذكر فضل صيام الإثنين والخميس سوف نذكر فضائل الصوم بشكل عام حيث تعددت وتنوعت فوائد سواء للفرد أو للمجتمع ومن أهم هذه الفضائل:

روى جابر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الصوم جنة، يستجن بها العبد من النار” رواه أحمد، ومعنى الحديث الشريف أن الصوم يعتبر ستر ووقاية للعبد من نار جهنم

كما روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: “يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له”، ومن هذا الحديث يتضح أن الصوم يعتبر أحد الطرق والسبل التي تؤدي إلى الجنة، حيث أوضح الرسول في حديثه أنه لا يوجد شيء يقرب العبد من ربه مثل الصوم.

ومن أحد فضائل الصوم أيضًا أن عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد”.

ومن ضمن فضائل الصوم أيضًا أنه يأتي شفيعًا يوم القيامة حيث روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان”.

ويعتبر الصيام أيضًا من أكثر الأسباب التي تكفر ذنوب العبد وسيئاته حيث ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.”

وللصيام أجره وثوابه العظيم الذي لا تقييد فيه حيث أن الله يعطي للصائم أجره بدون حساب، ولقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به”.

وفي رواية لمسلم: “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي”.

الصوم يكسر الشهوة ويهذبها فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”، متفق عليه.

فضل صيام الإثنين والخميس كما ذُكر في السنة النبوية

قد أوضح الرسول سبب وفضل صيام الإثنين والخميس فقال فيهم ترفع الأعمال، وذلك كما روى مسلم عن أبي قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  سُئل عن صوم الإثنين فقال: “فيه ولدت، وفيه أُنزل عليّ”.

ويظهر فضل صيام الإثنين والخميس أيضًا من الحديث الذي رواه النسائي وأحمد واللفظ له عن أسامة بن زيد قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصوم الأيام يسرد حتى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما، قال: أي يومين؟ قال: قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس، قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم، قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

أسباب صيام يوم الإثنين والخميس

يباعد لله بين الصائم وبين جهنم مسيرة مائة عام يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام”، السلسلة الصحيحة (6 / 2565).

يجعل الله بين الصائم والنار خندق مثل ما بين السماء والأرض يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض”، حسن: السلسلة الصحيحة (2 / 563).

من ضمن أسباب وفضل صيام الإثنين والخميس اتباعًا لرسول الله وسنته حيث أن عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس”، حديث صحيح رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي.

ومن يموت صائمًا يدخل الجنة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خُتم له بصيام يوم، دخل الجنة”، رواه البزار عن حذيفة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

الأيام التي يستحب الصوم فيها

بعد أن تعرفنا الصوم وفضل صيام الإثنين والخميس، سوف نتعرف على الأيام المستحب فيها الصوم من خلال ما يقدمه لكم موقع البوابة، كما ذكرنا أن الصوم له فضل وأجر وثواب عظيم في أي وقت ولكن هناك أيام معينة قد أشار عليها الرسول صلى الله عليه وسلم والمستحب فيها الصيام ومن أهم هذه الأيام:

صوم ستة أيام من شهر شوال

فعن أبي أيوب رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فذاك صيام الدهر”، رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي.

صوم العشر من أيام ذي الحجة

فعن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كلّ شهر، والركعتين قبل الغداة”، رواه أحمد والنسائي.

صوم يوم عرفة لغير الحاج

وهو من أفضل الأيام التي يصوم فيها المسلم، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية، ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنةً ماضية ” رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى