الموسوعة

تأثير الإنسان على البيئة سلبياً وإيجابياً

تأثير الإنسان على البيئة

لا يمكن حصر تأثير الإنسان على البيئة في مجال واحد فقط، فقد وصل تأثيره على أصغر الفيروسات وعلى أكبر المحيطات وأقدم الحيوانات والنباتات، بل تجاور تأثيره ليصل إلى الغلاف الجوي.

لكن هل تعرف عزيزي القارئ متى بدأ تأثير الإنسان على الأرض سواء التأثير الضار أو النافع وما مدى كل منهما، بل ما معنى كلمة تأثير وهل تختلف عن كلمة تلوث.

الإنسان والبيئة

حين خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان أمره بأن يعمر في الأرض ولا يخرب فيها، كما كانت الملائكة تخاف من أن ينشر الإنسان الخراب في الأرض فقال الله تعالى في كتابه العزيز على لسان الملائكة في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون”.

لذا فخوف الملائكة من أن يبدأ الإنسان ويضع بصمته في الأرض ويبدأ في خرابها كان شيئًا قديمًا، وبالفعل بدأ الإنسان بالخراب في الأرض وأثر على البيئة حين قتل قابيل أخوه هابيل وسالك الدماء الطاهرة على الأرض، ومنذ هذا الحين بدأ الإنسان في تأثيره السلبي على الأرض.

بدأ تأثير الإنسان على البيئة طفيفًا مع محاولته الأولى لإشعال النار حتى ولو كانت مجرد صدفة، وزادت هذا التأثير مع مرور الزمن بصورة واضحة وكبيرة حتى وصل الإنسان إلى مستوى جديد من التأثير على البيئة وذلك مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ففي هذه الحقبة الزمنية بدأ الإنسان بعمل الثورة الصناعية الأولى.

فبداية الثورة الصناعية هي بمثابة المسمار الكبير التي بنت به الأمم نفسها فسنجد ما وصلت إليه ألمانيا والصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من تقدم صناعي وازدهار في المصانع، فهذا التأثير على البيئة قد أضرها كثيرًا للأسف.

أشكال تأثير الإنسان على البيئة سلبياً

  • الزيادة في بناء المصانع بدون تركيب فلاتر قوية تمنع وصول الغازات المسممة أو الغازات المضرة للغلاف الجوي.
  • قطع الغابات بدون أي حساب، فمن أجل أن يقوم الإنسان بعمل كرسي خشب فيقطع أمامه شجرة وهذا للأسف شيء سيء للغاية.
  • الزيادة السكانية فتلك الزيادة في عدد السكان تأتي وللأسف بنتيجة سيئة على البيئة، فيزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو وتقل نسبة الأكسجين.
  • بالطبع لا ننسى عوادم السيارات ودخان السجائر فهما من الأشياء التي تضر البيئة بصورة كبيرة.
  • قتل الحيوانات الموجودة في الهرم الغذائي بدون أي وعي، فانقراض نوع منهم تكون بمثابة انقراض لأنواع أخرى بدون أن يشعر الإنسان.
  • الحروب وما بها من مخلفات مثل القنابل العادية والصواريخ والقنابل النووية، فتلك القنابل تقوم بالتأثير على البيئة بصورة كبيرة جدًا، فتقتل معظم إن لم يكن كل الحيوانات الموجودة في نطاق هذه الصواريخ أو القنابل.

كما يعتبر التلوث هو أهم ما جلبه الإنسان على البيئة، وله أنواع كثيرة منها

التلوث الكيميائي

ظهر تأثير الإنسان على البيئة واضحًا بعدما انتشر التلوث الكيميائي في معظم أنحاء العالم، ونتج هذا التلوث الكيميائي بسبب استخدام أغراض كيميائية كثيرة في حياة الإنسان مثل:

  • مواد التنظيف التي تستخدم داخل منازلنا.
  • زيوت السيارات الغير مصنفة عالميًا أنها صديقة البيئة.
  • كل المخلفات الجانبية التي تتوجت عن عمليات التصنيع التي تتم في الورش الصغيرة وفي المصانع.
  • وكما ذكرنا أيضًا أن المخلفات النووية والذرية التي تتم تصنيعها في المعامل تؤثر على البيئة بصورة كبيرة فمن الممكن أن تنتج بعض المخلفات التي تنتشر في الجو أو أن تلقى هذه المخلفات في المجاري المائية.

ظهرت آثار هذا النوع بوضوح في النصف الثاني من القرن العشرين حتى وصلت إلى الغذاء مع استخدام المواد الحافظة، الألوان الصناعية، مكسبات الطعم والرائحة والتي أدت إلى انتشار الأورام السرطانية.

ومع ازدياد الحوادث الصناعية والنووية اتجهت أنظار العديد من الحكومات وهيئات المحافظة على البيئة إلى وضع برنامج وخطط بشأن المواد الكيميائية وطرق نقلها وتخزينها وتقسيمها على حسب خطورتها للحفاظ على البيئة.

التلوث البيولوجي

يمكن الربط بسهولة بين التلوث البيولوجي وتأثير الإنسان على البيئة المحيطة له، والتي تنشأ نتيجة وجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية مثل البكتريا والفطريات والعوالق وغيرها من الكائنات المعروفة أو الغير معروفة لنا في الوسط البيئي كالماء أو في الهواء أو في التربة.

أما مخلفات المصانع والصرف الصحي التي ترمى في المجاري المائية فحدث ولا حرج حيث يحتوي الجرام الواحد منها على ألاف الفيروسات والبكتريا، مثال على ذلك بكتيريا السالمونيلا التي تسبب حمى التيفود والنزلات المعوية وبكتيريا الشيجلا التي تسبب أمراض الإسهال، ولا ننسى بكتريا اللبتوسبيرا التي يعاني بسببها أكثر من ربع سكان العالم لما تسببه من أمراض للكبد والكلى والجهاز العصبي.

هذا من جانب الإنسان أما من جانب البيئة فيعتبر التصحر من أبرز أشكال التلوث البيولوجي الذي ظهر مع فقدان التربة الفوقية نتيجة استخدام الإنسان لها في صناعة الطوب الأحمر فقدت الأراضي قدرتها على الإنتاج الزراعي، أظهرت دراسة نشرت من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ضياع أكثر من ستة مليون هكتار من الأراضي الزراعية منذ منتصف الأربعينات نتيجة ظاهرة التصحر والتملح.

كما يعد انتشار الآفات الطبيعية من مظاهر التلوث البيولوجي والذي تسبب في تقليل عدد العديد من الحيوانات وتعرضها للانقراض كالنمر الآسيوي ووحيد القرن الأبيض.

ومع ازدياد عدد الأمراض التي تصيب كل من الإنسان والحيوان وحتى النباتات وتطور حمضها النووي لتصبح أكثر خطورة مثل وباء الكورونا على سبيل المثال، بدأت العديد من الحكومات والهيئات الدولية بوضع خطط للحد من تدخل الإنسان الضار.

على سبيل المثال لا الحصر تنادي العديد من منظمات البيئة بالحد من استخدام المواد البلاستيكية لصعوبة تحللها ولما تسببه من تلوث في المحيطات وقتل للأسماك والطيور، كما ناشدت رجال الأعمال بالاتجاه إلى إعادة التدوير ومعالجة النفايات الصلبة لحماية البيئة.

التلوث الإشعاعي

لم ينحصر تأثير الإنسان على البيئة على التربة والمحيطات والنباتات فقط، بل امتد ليصل إلى الفضاء الخارجي، فبسبب التلوث الكبير في الجو والغلاف الجوي بدأ طبقة الأوزون في ظهور ثقب فيها، وذلك نتيجة غازات الفريون التي تصادر من أجهزة التكييف والثلاجات.

نذكر لك عزيزي القاري هنا في موقع البوابة أكبر كارثة تلوث إشعاعي حدثت في عصرنا الحديث والتي تدل على مدى سوء تأثير الإنسان على البيئة ألا وهي كارثة تشيرنوبل والتي تسببت في خسائر قدرت بأكثر من ثلاثة مليار دولار أمريكي وما زلنا نعاني من آثارها حتى الآن، فبسببها تم قتل الكثير من الحيوانات وتم حرق العديد من النباتات.

وفتحت كارثة تشيرنوبل أنظار العالم أجمع إلى أهمية التوجه إلى الطاقة النظيفة من أجل الحد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو والقضاء على الاحتباس الحراري الموجود.

تأثير الإنسان على البيئة إيجابيًا

  • يعتبر اختراع الكهرباء من أهم الاكتشافات التي اكتشفها الإنسان في كافة العصور الزمنية، كما تعتبر هذا الاختراع العظيم من أهم التأثيرات التي جلبها الإنسان للبيئة.
  • زيادة الرقعة الزراعة، فاكتشاف الإنسان للزراعة وتطويرها من الأشياء التي أثرت على البيئة بصورة إجابيه.
  • دفن الموتى من الأشياء المفيدة جدًا جدًا على البيئة، فكلنا نعرف قصة هابيل وقابيل والحيرة التي كان عليها قابيل بعد قتله لأخوة هابيل إلا أن أرسل الله غرابًا يبحث في الأرض ليواري جثة غراب آخر، فمنذ هذا اليوم أصبح المتوفى يدفن أسفل الأرض أو على الصورة التي ندفن بها موتانا هذه الأيام.
  • اختراع الفلاتر للتقليل من التلوث الناتج عن المصانع.
  • الاتجاه العام لكثير من الدول استبدال مصادر الطاقة التي تؤدي إلى زيادة نسبة التلوث بالطاقة النظيفة مثل استخدام الخلايا الشمسية والسخانات الشمسية والطاقة الكهرومائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى