الرموز في مسرحية waiting for godot

الرموز في مسرحية waiting for godot

تعتبر الرموز في مسرحية waiting for godot من أكثر المسرحيات التي أثرت في الأدب الأيرلندي، للكاتب النقدي صموئيل بيكت، والتي تعد من أشهر مسرحيات الكتاب الطليعي الأيرلندي في هذا العصر.

مسرحية في انتظار جودو من المسرحيات التي عرضت في باريس في السنوات التي تعاقبت بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت فيها إشارة لما عاشته أوروبا من الضياع والخوف في هذه الفترة وهذا ما سنعرضه في المقال.

صموئيل بيكيت

هو كاتب من الكتّاب المسرحيين في الفترة التي عاصرت الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومن أشهر كتاباته الرموز في مسرحية waiting for godot، وكان ناقد أدبي في عصره مؤثرًا في الأدب الأيرلندي، وقد أطلق الكتّاب المعاصرين لبيكيت على هذا النوع من الأدب اسم مسرح العبث.

أشتهر أسلوب بيكيت في معظم كتاباته بالفكاهة السوداء، أي أنه كان يميل إلى التشاؤم في معظم أعماله ولكنه كان يمثلها في أعماله وكتاباته بالأسلوب السهل الساخر، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب لعام 1969، وقد ترجمت معظم أعماله للغتين الإنجليزية والفرنسية.

تميزت معظم أعمال بيكيت بأنها سهلة وجوهرية، أي كانت تمثل واقع مؤلم عاشته أوروبا في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية على وجه التحديد، وكان دائمًا ما يميل بيكيت في أسلوبه إلى الاختصار لتوضيح الفكرة العامة، وقد توفى في باريس عام 1989.

الرموز في مسرحية waiting for godot

تعتبر الرموز في مسرحية  waiting for godotكما سنجد في موقع البوابة، من المسرحيات التي تعبر عن الفوضى التي كانت تسود الواقع، وقد جسدها صموئيل بيكيت كما عودنا في معظم كتاباته بالفكاهة والحس الدرامي معًا.

كما أشتهر عن معظم كتابات صموئيل بيكيت في استخدام العبثية الفكاهية المغلفة بالدراما في أعماله، فإن شخصيات المسرحية من الشخصيات المعدمة الحثالية والمنعزلة، تنتظر الشخصيات جودو ذلك الذي سيأتي ليغير لهم حياتهم نحو الأحسن دون أدنى مجهود منهم.

ولقد كانت المسرحية رغم أنها تبدو في ظاهرها بأنها فكاهية إلا أنها اكتست باللهجة الساخرة والمتشائمة التي اشتهر بها صموئيل بيكيت في أعماله، في ظل الدوران حول الألفاظ الساخرة والرموز لكل ما كان يحيط بالشعوب في أوروبا في هذا الوقت.

من هو جودو الضيف الذي طال انتظاره

بينما ينتظر الرموز في مسرحية waiting for godot ذلك الجودو الضيف الذي لا يعرفون ما هو، وكان هذا هو المغزى من المسرحية، لا يعرف أبطال المسرحية من ينتظرون هل هو الموت أم السعادة أم المال أم المجهول، أم الزمن الذي يسرق أعمارهم وهي ما زالوا في الانتظار.

مسرحية جودو اللا منطقية

تعد الرموز في مسرحية waiting for godot والتي تحمل كل ألفاظها ورموزها كثير من الإشارات وعبارات إلى المجهول والتقرب التي سادت جميع الأعمال الأدبية في هذه الفترة من تاريخ أوروبا وخاصة في الفترة التي تعاقبت بعد الحرب العالمية الثانية.

وقد عرفت مسرحية في انتظار الجودو بمسرحية اللا منطق، لما تميزت به من كثر العبثية والفوضى، والتي كانت دائمًا ما تشير إلى أن الإنسان يشعر بالضياع في بلاده كما لو كان في خارجها، وقد استطاع بيكيت أن يترجم الواقع المؤلم في رواية عالمية تحدثت عنها جميع اللغات.

عاصر بيكيت في الوقت الذي قدم فيه مسرحيته “انتظار جودو” الروائي الأيرلندي جيمس جويس وقد استفاد كثيرًا من تجاربه الروائية، وجميعهم ترجموا الواقع الخاوي الذي كان يحيط بالجميع من توابع الهزيمة والفقر الذي كانت تغط بهم أوروبا في هذا الوقت.

أحداث الفصل الأول مسرحية انتظار الجودو

تبدأ أحداث المسرحية وتدور جميعها حول مشهد واحد ولكنه يترجم الواقع المؤلم وهو عبارة عن طريق موحش لا يوجد به شيئًا وتوجد به شجرة ليس بها فروع، فارغة ميتة، ليس بها أي روح، وتحت الشجرة يوجد رجلان من العامة ثيابهم مهلهلة يتحدثان في انتظار جودو.

حول الرموز في مسرحية waiting for godot يأتي الأبطال أولهم هو شخصية استراجون وهو شخصية غبية مقهورة، دائمًا ما يكون ضحية لمجهولين دائمي الاعتداء عليه ودائمًا ما يشعر بالألم ولا يهتم في الحياة سوى بكيف يؤمن طعامه اليومي ومكان لنومه فقط.

الشخصية الثانية هو فلاديمير، وهو رجل في ثياب إلى حد ما مهندمة ولكنه رجل متعلم مشغول الفكر طوال الوقت في الآراء وما يحدث حوله، والغريب في الأمر أن هذا الثنائي الغير متجانس مرتبطان بشكل قوي ببعضهما البعض ويحاولان أن ينفصلا ولكن هذا لا ينجح على الإطلاق.

تظهر الشخصية الثالثة هنا وهو بوزو، وهنا يظهر منذ النظرة الأولى أنه شخص متسلط غبي عديم الفكر ودائم الضرب في تابعه الذي يسوقه أمامه وهو حامل كل أشيائه وأدواته ومشدود من حبل موجود في رقبته مثل الكلب وهذا هو الشخصية الرابعة لاكي.

أحداث الفصل الثاني من مسرحية انتظار الجودو

تبدأ أحداث الفصل الثاني حول أغنية تشير كلماتها حول كلب قام بسرقة خبز فقام الطباخ بضربه حتى الموت، وتتعاقب الأيام التي بلا معنى على شخصيات المسرحية حتى تظهر الشخصية الخامسة غلام وهو شخص قد أرسله جودو ليؤكد للشخصيات أنه قادم ولكن ليس اليوم.

يؤكد الغلام للشخصيات أن جودو سوف يأتي وتتكرر الوعود وتتوالى الأيام التي بلا غد مشرق وما زال الغلام يؤكد وعود جودو بالقدوم وتغيير حياتهم للأفضل، وهنا تنتهي المسرحية ومازال جودو لا يأتي، ويحاول الغلام أن ينتحر بسبب فشله في الإجابة على أسئلتهم المتكررة ولا يستطيع ذلك.

تنتهي المسرحية وكل الشخصيات في انتظار جودو الذي ما زال يكرر وعوده بالمجيء ولا يمكنه تنفيذ أي وعد من وعوده، ومازالت الشخصيات الأربعة في انتظار هذا المجهول الذي لا يأتي.

المغزى الأدبي والفكري من المسرحية

حول الرموز في مسرحية waiting for godot وما تمثله من مسرح عبثي والذي يمثل تمرد على الوضع الذي كانت تعاني منه البلاد في هذا الوقت، وفي مثل هذه المجتمعات كان المسرح هو لسان حال العامة وكان الكتاب في هذا الوقت بارعين في تقديم مثل هذا الفن المسرحي.

وتعتبر مسرحية “انتظار الجودو” طفرة غلبت على معظم الكتابات التي قد ظهرت في هذا الوقت، لما تميزت به من العبثية واللا منطقية وقد خلقت على المسرح صراع بدون صراع يأخذ عقل المتفرج إلى منطقة ليست موجودة في الواقع ولكنها كانت موجودة في عقول كل من عاصروا هذه الفترة.

قد برع صموئيل بيكيت في جعل الحوار متسلسل ولكن بدون ترتيب لذا يبدو منذ اللحظات الأولى للمتفرج انه طبيعي وقد سعى إلى تصوير كيف كانت معاناة الإنسان مع المستقبل الذي لا تظهر بشائره والفجر الذي طال انتظاره.

مسرحية “انتظار الجودو” قامت بنسف كل ما كان متعارف عليه في هذا الوقت من تقاليد الحوار المسرحي، لذا اعتبرها نقاد الأدب والفكر المسرحي في كل العالم بأنه طفرة في عالم الكتابات المسرحية، ورغم أن بيكيت قد ألف العديد من المسرحيات إلا أن هذه المسرحية كانت علامة في تاريخه الأدبي.

استطاع صموئيل بيكيت أن يترجم الواقع المؤلم إلى حوار ذو حبكة فكاهية ساخرة مؤلمة، لشخصيات لا تملك أي شيء سوى انتظار الوعود، مش شخص لا يعلمون ماذا سوف يقدم لهم، هل سيأتي بالخير أم بالموت أم بالمستقبل، شخصيات لا يمكنها سوى الاستماع ولا يمكنها تنفيذ أي شيء سوى الانتظار.

Exit mobile version