قصص نجاح مشاريع صغيرة بدأت من الصفر
قصص نجاح مشاريع صغيرة
قد يظُن الكثير من الناس أن جميع المشروعات الناجحة الموجودة على أرض الواقع، بدأ تأسيسها بسبب امتلاك أصحابها إلى رأس مال كبير، ولكن على العكس فمعظم قصص نجاح مشاريع صغيرة، تطور معها الأمر حتى أصبحت من كبرى الشركات الشهيرة.
تطور المشاريع
من الوارد أن تنشأ مشروعات كبيرة من الوهلة الأولى لأصحابها الأغنياء بالفعل، ولكن هذا لا يعني أن هذا هو مبدأ نجاح جميع المشاريع الموجودة في الحياة، فغالبية المشاريع المشهورة كانت في يومًا ما مجرد فكرة بسيطة، بدأت برأس مال بسيط، حتى أصبحت مثال يُحتذى به في قصص نجاح مشاريع صغيرة.
ولكن كان لأصحاب تلك المشاريع الدور الأكبر في نجاحها، فهم يمتلكون الذكاء الذي يستطيعون بواسطته إدارة هذه الفكرة البسيطة وتطويرها من مشروع صغير إلى مشاريع كبيرة ناجحة.
ومن هذا المنطلق قام موقع البوابة بعرض مجموعة من قصص نجاح مشاريع صغيرة بدأت من الصفر حتى وصلت إلى كيان ضخم ربما يصل إلى العالمية.
قصة شركة كنتاكي للدجاج
هذه القصة كانت لرجل أمريكي وهو الكولونيل(هارلند دافيد ساندرز) الذي ولد في أمريكا عام 1890، عاش يتيمًا بعد أن توفى والده وهو في السادسة من عمره مع والدته وأخوته تحت خط الفقر، مما دفع والدته للعمل حتى تستطيع أن تعولهم.
كانت هذه بداية (هارلند) مع فنون الطبخ، حيث اضطرت والدته أن تترك له أخوته ليراعهم في غيابها، فكان يقوم بإعداد الطعام لهم، مما أكسبه خبرة عالية في مهارات إعداد الطعام والوجبات المختلفة.
اعتاد (هارلند) على تجهيز الدجاج المقلي وبيعه في محطات القطار، ثم تطور معه الأمر إلى أن يدخل عالم الاستثمار في المطاعم بأمريكا.
وعلى الرغم من المشقة التي عانى منها(هارلند) وهو في طفولته، إلا أنها لم تقف عائق أمامه للنجاح، ولكنه اكتسب منها قوة للتحمل وكيفية مواجهة الصعاب التي قد يمر بها في حياته.
وبعد أن قام بتأسيس أول مطعم في حياته، بدأت الصعاب والنكبات تلاحقه حتى لم يجد له مفر سوى أن يعمل براتب شهري، ولكنه لم يستسلم إطلاقًا، بل استمر في طريق كفاحه حتى استطاع أن يمزج 11 نوع من التوابل المختلفة ليصل بها إلى سر خلطته الشهيرة والتي اعتمدها سلسلة مطاعم (كنتاكي).
توسع نشاطه بعد ذلك حتى اشتهرت خلطته السرية في مختلف بلدان العالم تحت مسمى دجاج كنتاكي الذي أصبح أحد أشهر المطاعم العالمية في مجال إعداد الدجاج المقلي بخلطته السرية، فهذه واحدة من أفضل قصص نجاح مشاريع صغيرة.
قصة شركة ايكيا العالمية لصناعة الأثاث
تعود قصة تأسيس شركة ايكيا الشهيرة لصناعة الأثاث، التي تعبر عن قصص نجاح مشاريع صغيرة إلى (انجفار كامبرد) الذي ولد عام 1926 في بلدة صغيرة جنوب السويد، فكان هذا الطفل من المتفوقين دراسياً إلى جانب أنه كان يمارس التجارة في عمر 5 سنوات، فكان يقوم بشراء أعواد الكبريت، ثم إعادة بيعها بسعر أعلى.
وفي عُمر السابعة، قرر(انجفار) أن يتوسع فى نشاطه التجاري، فقام ببيع الحبوب والأسماك وأشجار مستخدمًا دراجته للوصول إلى عدد أكبر من الزبائن.
ونظرًا لتفوقه الدراسي، قرر والده أن يكافئه على هذا التفوق، فأعطاه مبلغ من المال، ولكن طفل مثل (انجفار) في عمر 17 عام، لم يفكر في هذا المال بشيء سوى استثماره في إنشاء شركة تقوم على تجارة التجزئة في بيع أقلام الرصاص المصنوعة من الخشب والمجوهرات والساعات.
لم يتوقف(انجفار)، بل تطور مع الحال إلى تأسيس مصنع لصناعة الأثاث المنزلي المصنوع من الخشب وذلك في عام 1948، فقرر إلغاء جميع أنشطته السابقة حتى يتفرغ لشركة ايكيا لصناعة الأثاث المنزلي.
ولكن طموح (انجفار) كان أكبر من ذلك بكثير، فبدأ بافتتاح صالات عرض في كثير من البلدان، حتى استطاع أن يصل إلى وجود 301 صالة عرض حول العالم.
قصة نجاح الشيخ سليمان الراجحي
ولد الشيخ (سليمان الراجحي) في منطقة البكيرية في القصيم بالمملكة العربية السعودية، وذلك في عام 1929 لعائلة فقيرة اضطرتها الظروف الصعبة إلى الانتقال إلى الرياض بحثًا عن الرزق.
وكان الشيخ (سليمان الراجحي) منذ طفولته المبكرة يهوي تعلم طرق صنع الأشياء في محاولة منه لبيعها وكسب المال، فعمل في التاسعة من عمره في بيع حقائب التسوق في سوق الرياض، وعندما بلغ العاشرة من عمره، اتجه إلى تجارة الكيروسين مُستغلاً عدم وجود الكهرباء في ذلك الوقت، لبيع الكيروسين وجمع المال.
ثم انتقل بعد ذلك إلى حمل البضائع، حتى وصل إلى سن الثانية عشرة فقام بجمع البلح من النخيل وبيعه، بالإضافة إلى العديد من المهن بعد ذلك مثل: مجال الطبخ، والنظافة، والحراسة وحتى أعمال البناء.
وبعد أن أصبح شابًا قام الشيخ (الراجحي) بتأسيس أول محل صغير له، يقوم فيه ببيع السلع الغذائية مثل: الشاي، والسكر، والكبريت والحلوى، وكان هذا المشروع هو بداية جمع ثروته بعد ذلك.
وبعد خمس سنوات من هذا الوقت، بدأ عمله في المجال المصرفي، فكان يقوم ببيع وشراء العملات مع الحجاج، حتى تم تعيينه مع أخيه صالح الراجحي في مؤسسة تعمل في مجال صرف العملات.
ثم قام بعد ذلك بتأسيس شركة خاصة به تعمل في تبادل، وحقق فيها نجاحًا كبيرًا، ثم توسع بعدها ليفتتح أكثر من 30 فرع لهذه الشركة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
وبعد مرور 6 سنوات اجتمع الشيخ (سليمان الراجحي) مع إخوته لتأسيس شركة الراجحي للصرافة والتجارة، وفي عام 1957 تم تأسيس مصرف الراجحي الذي يبلغ رأس المال به حوالي 15 مليار ريال سعودي، وهو يُعد الآن أكبر المصارف الإسلامية في العالم، وأحد قصص نجاح مشاريع صغيرة بدأت من الصفر.