نادي الفيحاء بين عمق التاريخ وعبقه
أبارك لأهالي المجمعة جميعاً صعود فريقنا الفيحاء البطل إلى "دوري جميل" متربعا على المركز الأول ليقف برجاله والشامخ والشامل بنشاطاته المختلفة ضمن الأندية الكبيرة في وطننا الغالي، إنها لفرحة عمت وغمرت الجميع ليس لأجل الصعود لأول مرة وإنما للصدارة وما حصل من الالتفاف من أهالي المجمعة قلباً واحداً خلفه ولو عدنا للتاريخ نجد أن هذا النادي العاصمي نسبةً لمدينة المجمعة عاصمة المحافظة والتي تقع في موقع جغرافي مميز في وسط المملكة وتحيط بها الرقع الخضراء من جميع الجهات وتزيدها جمالاً مواسم الأمطار وتضفي على رياضها مناظر خلابة تسر الناظرين ولهذه الميزة نطلق عليها "الفيحاء الغناء" وهذا الاسم الذي تسمى به ناديها.
وبالعودة إلى أعماق التاريخ فقد تأسس الفيحاء عام 1370هـ، وكان قبل هذا النادي يوجد بالمنطقة أندية عدة مثل الأهلي والشباب اللذان كانا يضمان لفيفا من ابناء المجمعة ثم اندمجا لاحقاً وشكلا الفيحاء عام 1384هـ وسجل رسميا في رعاية الشباب عام 1386 هـ، وإذا كانت الأندية الرياضية تشتهر بالألعاب الجماعية وبعض الألعاب الفردية فإن الفيحاء تميز بنشاطه الاجتماعي والثقافي وتوجد به مكتبة تضم العديد من الكتب العلمية والأدبية إضافة إلى ما تميز به من بطولات في الألعاب الفردية ومنها على سبيل المثال لا الحصر تفوقه في رياضة التنس الأرضي على مستوى المملكة لفترة طويله، وبفضل الأنشطة التي برع فيها أبناؤه تصدر هذا النادي العريق أندية وطننا الغالي في التقييم السنوي للأكثر نشاطاً.
وصعد الفريق الأول لكرة القدم للدرجة الأولى عام 1405هـ لأول مرة واستمر بعدها في المنافسة وبقوة إلى أن صعد للدوري الممتاز سابقاً إلى تحققت هذه الأمنية هذا العام 1438 هـ بتصدره لدوري الدرجة الأولى ليكون أول الصاعدين لـ"دوري جميل" بتوفيق من الله عز وجل ثم جهود رجاله المخلصين ومجلس إدارته ولاعبيه ودعم اعضاء الشرف وتشجيع جماهيره الوفية.
وهذا الصعود هو أول خطوة والتي يجب أن تتبعها خطوات عدة بدءاً بالاستعداد الجيد باكراً للموسم المقبل ودعم الفريق باللاعبين المميزين والمدرب المناسب ونتمنى من أعضاء الشرف استمرار الالتفاف حول النادي لتكون انطلاقته الأولى بـ"دوري جميل" قوية وتشرف المجمعة وأهاليها الكرام الذين ما دخلوا مجالا إلا أبدعوا وتبوأوا أعلى المراتب به إذ برزوا وتفوقوا بتوفيق الله في شتى المجالات في وطننا الحبيب فمنهم القضاة والعلماء والوزراء والأدباء وكبار رجال الدولة وغيرهم منذ تأسيس دولتنا الحبيبة، وحتى الآن وهم يشاركون بكل جد وإخلاص في ظل قيادتنا الرشيدة، لذلك فإن المسؤولية كبيرة على عاتق هذا النادي ليكون خير سفير للمنطقة والتي لا ترضى إلا بالتميز وهو ديدن أهل المجمعة دائماً نظرا لما لها من أهمية تاريخيه على مستوى الوطن، واستشهد بقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سلمه الله عندما زار لتقديم العزاء في وفاة القاضي المؤرخ الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل قبل أكثر من ثمانية اعوام إذ قال (إن بيرق الملك عبد العزيز رحمه الله كان ينصب في المجمعة وينضم إليه البلدان والقبائل كافة حول المجمعة للمشاركة معهم في حروب الملك عبدالعزيز لتأسيس المملكة)، اذاً المسؤولية كبيرة على عاتق النادي إدارة وجهازا فنيا ولاعبين وأعضاء شرف لحمل راية هذه المدينة العريقة والكبيرة بأهلها والساعية بكل جد واجتهاد لتكون مدينة الاحلام والمستقبل والذهب لا يرضى إلا بالذهب.
ولتحقيق مزيد من الانجازات لفريقنا وللمنطقة بشكل منظم ومؤسسي اعيد اقتراحي الذى قلته في مجلس رئيس أعضاء الشرف الأخ العزيز الشيخ عبدالمحسن التويجري في رمضان الماضي وهو أقترح إنشاء "أكاديمية نادي الفيحاء " تتضمن الانشطة الرياضية وعلى رأسها كرة القدم لتستقي مواهبها من مدارس المجمعة منذ الصفوف الأولى وتقدم فيها الجوائز والمكافآت العينية والمعنوية لتشجيع الطلاب الموهوبين للانضمام إليها، وأقترح أن يخصص قسم فيها للنشاط التعليمي بتوفير مدرسين للمراجعة وتقوية هؤلاء الطلاب الموهوبين كجزء من المسؤولية الاجتماعية لهم ومكافأة لما يقدمونه للنادي من جهد ووقت ومن معلمي النشاط الرياضي للاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم للمشاركة في تدريب هؤلاء الطلاب، ولتنفيذ ذلك لابد ان يقوم النادي بتوقيع مذكرة تفاهم مع إدارة التعليم بالمجمعة وأيضا الجامعة للتنسيق ووضع خطة عمل، كما اشير أيضا الى اقتراحي الثاني في الاجتماع السابق لأعضاء الشرف باستنساخ تجربة جمعية البر بالمجمعة بوضع مشاريع استثمارية بالمبالغ التي يتبرع بها أعضاء الشرف ليكون دخلا ثابتا للنادي ويستفاد منها بشكل مستدام ومستمر، وتشكيل فريق عمل للرعاية والتخصيص يزور أصحاب المصانع والشركات في المحافظة وغيرها لاستقطابهم للرعاية وشرح مميزات رعاية النادي والتسهيلات المقدمة لهم.
والملخص مما سبق ليس نهاية المطاف هو الصعود وانما هو بداية الطريق الذي لابد ان يتبعه خطوات لوضع استراتيجية يتم فيها توفير المواهب الوطنية لتقليل التكاليف الباهظة لأي فريق ومشاريع توفر للنادي دخلا مستمار ومتناميا وهي الأساس للعمل المنظم الذي يحقق الديمومة من دون مفاجأة او قصور في أي وقت وهذه الأمور من اهم الروافد لمسيرة أي ناد والوقت كاف ووجود المختصين المخلصين من أبناء النادي قبل بداية الموسم الكروي المقبل للبدء بتلك المبادرات، مع وضع فريق آخر لتقييم الأداء وتوجيه العمل بشكل صحيح ونموذجي.
وأختم حديثي بتجديد تهنئتي ومباركاتي لرئيس النادي وزملائه على ما بذلوه من جهد تكلل بالصعود والصدارة وانا واثق بعون الله ان المشاركة لهم في "دور جميل" تكون ناجحة ومميزه لإحساس الجميع بالمسؤولية، ولا يفوتني شكر رئيس أعضاء الشرف ونائبه وأعضاء الشرف على دعمهم واخص بالشكر الداعم الأكبر الذي قدم ويقدم بكل سخاء، وكل من ساهم بجهد أو رأى.
- عضو شرف نادي الفيحاء