الموسوعة

#العفو النبوي

 

الحمد لله وأصلِّي وأسلِّم على رسول الله ,,, وبعد:

حبيبنا عليه الصلاة والسلام ما أوسع حلمه وأكرم عفوه , وأعظم خلقه .

لك أن تتخيل كم هي المواقف التي عفا فيها عمن أساء إليه وممن أراد قتله , ومن آذى أهله , ومن سبه وشتمه وعيَّره مسلماً كان أو غير ذلك.

مشاهد العفو المحمدي فيها انتصار على شهوة الانتقام والتشفي من الخصوم ولا عجب .. فنبينا عليه الصلاة والسلام ” أدّبهُ ربُّه فأحسن تأديبه ”
فلم يكتفِ بمجرد – العفو عن الظلم، والصفح عن الإساءة، والإعراض عن الجهل، ولكن تجاوز ذلك إلى التكرم والإحسان , وغايات المروءة وحسن الخلق .

إنها أخلاق الأنبياء و المصلحين العظماء ..
فقد سما قلبُه.. وطابت نفسه .. عن أن يكون ممن يصفي حساباته مع أحد أو يستوفي ثأراً قديما .
بل هداية الناس هدفه ومقصده وهي التي يسعى لها. ولما قال أحدهم وكان يقسم الغنائم :” هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ” شقَّ ذلك عليه –صلى الله عليه وسلم – حتى تغيَّر لون وجهه وغضب
ولم يزد على أن قال : [ رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ]

ومن أعظم المواقف لعفوه صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وأذعنت له قريش بالفتح وقف فيهم خطيباً وقال : ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، وقد تناسوا كل الأذية التي ألحقوها به حتى وهو يتعبد لربه عند أستار الكعبة، ودماء أصحابه وقرابته التي أراقوها في سبيل الصدِّ عن سبيل الله، وحصارهم له في الشعب ثلاث سنين حتى أكل هو وأصحابه -بأبي هو وأمي- أوراق الشجر وغيرها من المواقف، ومع ذلك كله يقول عليه الصلاة والسلام : “هذا يومٌ تُعظّم فيه الكعبة .. اذهبوا فأنتم الطلقاء “.

قال أبو سلمة يصف أصحاب رسول الله : “لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين , وكانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم
ويذكرون أمر جاهليتهم , فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه , فما غضبوا لذواتهم ولا استشاطوا غيظا انتصارا لأنفسهم
وإنما الشأن فيما إذا تُعُدِّيَ على حرمات الله ”

ومع قرب شهر كريم، ورحمات ربٍّ رحيم، أما آن لقلوبنا أن تلين .. وأن نعفوا جميعا عمن ظلمنا
وتصفوا قلوبنا .. فراحة الجسد منبعها من القلب الصافي والنفس الأبية التي تتذكر دوما وأبدا قول المصطفى عليه الصلاة والسلام :
“وما زاد الله عبداً بعفوٍإلا عزاً”

فاللهم إنا نسألك نفوسا مطمئنة .. وقلوباً نقية
وصلى الله على خير البرية .

كتبه :
عبدالله بن فهد الزهراني
1438/8/27

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى