كُتاب البوابة

ماقبل كورونا ليس كما بعده

منذ السابع من رجب من عام ١٤٤١ للهجرة وحتى يومنا هذا ، مرت ثمانية أشهر تقريبًا على تغيير كورونا لنمط حياتنا الطبيعية وما زال هناك من يشتم آكل الخفاش و يلقي باللوم على هذا العام ويتطير به ويقول عام ٢٠٢٠ عام الكوارث ، وماذا بعد ؟ جميعنا مرَّ بالتجارب وتعلَّم منها و من أقوى التجارب التي يجب أن نخرج منها بدروس لا تنسى هي تجربة ” جائحة كورونا ” التي أشعرتنا بنعم كثيرة حولنا لم تكن أذهاننا تفطن لها ، فالحركة والتجول بالشوارع بلا قيود تُحتّم عليك ضرورة المكوث في المنزل وهذه نعمة تستحق الشكر ، واليوم المليء بالأعمال ابتداءً من استيقاظك صباحًا وذهابك للعمل أو الجامعة أو المدرسة إلى حين رجوعك للمنزل مرهقًا نعمة ، حتى التكاتف بين أفراد المجتمع يدًا بيد لضمان سلامتك و اتباع التعليمات وارتداء الكمامة في كل الأحوال والوعي في عقول الجميع لكسب صحتهم أجمل نعمة ، فهذه الأزمة جعلتك ترتب أولوياتك لتكتشف نفسك وما بداخلك من مواهب فتبدأ بممارستها خلال فترة الحجر ، جعلتك تعلم أن الحياة الصحية والاستغناء عن كثير من مطاعم الوجبات السريعة وممارسة الرياضة لا تحتاج لبذل الكثير من الجهد ولا لذهابك وتسجيل اشتراكك في أي نادي ، فنقطة البداية تكمن في ” عزمك أنت ” حتى وإن كانت من داخل منزلك ، و من رؤيتي الخاصة أرى هذه الجائحة أعادت لم الشمل لكثير من العوائل ليقتربوا من بعضهم طوال فترة الحجر الماضية ،
الحديث يطول عن جائحة كورونا وما أعادت ترتيبه في مجريات أيامنا الطبيعية ، ربما لم تكن هذه جائحة صحية فحسب بل كانت مسارًا جديدًا لبدء حياة جديدة بفكر مختلف ونمطٍ معيشيٍّ مغاير ، فتوقف عن ذم ” آكل الخفاش ” وسب الدهر والتذمر الزائد ، فذمك وشتائمك لا يُجديان نفعًا ، واجعل من هذه الجائحة محطة تغيير وإعادة ترتيب لك ولنفسك لتشعرك بقيمة صحّتك ، وتأمل الحياة من زاوياها الجميلة ، عندها بالتأكيد ستتغيّر حياتك إلى الأفضل وسترى أن الخيرة فيما اختاره الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى