أخبار عربية و عالمية

“استراتيجية استرخاء” تتسبب بارتفاع نسبة الإصابة في السويد.. والأطباء يتساءلون إلى أين تأخذهم سياسة الحكومة!

رغم أن الحكومة السويدية على وعيٍ تام بمدى خطورة الأمر، إلا أنها سمحت باستمرارية فتح صالة ألعاب رياضية وسط العاصمة “ستوكهولم” وصرّحت بعدم اغلاقها مهما كان.
وترى الحكومة أن هؤلاء الأشخاص قد وجدوا متنفسًا لهم، ولن يوقفهم شيء طالما وأنهم متبعون لسياسة التباعد الاجتماعي.

تقول احدى عضوات الصالة الرياضية: “التدريب بالنسبة لي هو كل ما لدي الآن .. لذلك أحتاج أن أستمر بذلك لأطول فترة ممكنة” وهو شعور معظم الأعضاء.
ومن جهة أخرى لاقت هذه الصالة الرياضية غضبًا واسعًا من الكادر الطبي في دولة السويد، الذين يتعجبون بدورهم من تهور الحكومة وتغاضيها عن ذلك.

وبعد مرور الصيف على خير ما يُرام، عادت نسبة الإصابة للارتفاع بشكل يفتقد للسيطرة، ومن وحدة العناية المركزة في مستشفى “أوبسالا” يقول أحد الأطباء: “أنا لست مندهشًا، كنا نتوقع هذا” مشيرًا إلى الاستيعاب الفائق لقدرة المشفى على تغطية الحالات المتزايدة دون توقف.

وأخبر أطباء الخطوط الأمامية شبكة “CNN” أنهم محبطين وبشدة من ذلك، وبرأيهم لو تمّ الالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة لمواجهة الفايروس كورونا المستجد لما عادت السويد أدراجها حيث بدأت، وبشكل ما كان من الممكن تجنب ذلك.

ويظهر أن الموجة الثانية لم تؤثر على نهج السويد المغذي لانتشار الفايروس، وحتى الآن لا يوجد اغلاق الزامي رغم تزايد الحالات، واكتفت الحكومة بفرض قواعد بسيطة لا تتخطى النصح حول التباعد الاجتماعي كمسؤولية تقع على عاتق المجتمع.
يقول أحد الأطباء: “نحن بحاجة لفرض العقوبات” لأنه وكما يبدو فالقواعد الحالية لا تجدي نفعًا.

قائمة السلوك الأكثر صرامة بالسويد الآن يتبع نظام “الاغلاق الطوعي” ويثبط كل عمليات الاختلاط غير الضرورية، ويرى “أندرس تينغل” مهندس النهج السويدي بأن معظم الناس لا يتبعون نصيحته والتي يعتبرها المفتاح إلا أنها لا تُنفذ.
وقال: “حتى الآن وخلال فصل الربيع نجح هذا النهج بشكلٍ جيد، تمكنا من جعل الناس يتوقفون عن لقاء بعضهم لحدٍ كبير” ويعتقد بأهمية متابعة هذا النهج خلال هذا الفصل كبداية للتعامل مع هذا الموقف الخطير.

والحكومة السويدية مستمرة على نهجها بدعم الشعب الكبير لسياستها، رغم خذلانها الأكبر لكبار السن الذين يعيشون المعاناة في ظل هذه الجائحة، حيث بلغوا الـ90% من اجمالي عدد الوفيات بالسويد، بمتوسط عمر يناهز السبعين.
وضربت السويد أربعة أضعاف عدد الإصابات بالنسبة لجيرانها في شمال أوروبا، والذين دونها اتخذوا الاجراءات اللازمة بالوقت المناسب.

وحتى المرضى الذين فقدوا الحرية بسبب كورونا يعارضون فرض القيود الاحترازية، “أندرس إلدسفيك” ورغم معاناته الصعبة أظهر رفضه الشديد للاغلاق وأكد على تأييده الحكومة السويدية، “أعتقد أن أنه لا ينبغي أن يكون اغلاق المجتمع أمرًا سهلًا”، والسويد بشكل عام تعتمد على الموافقة الجماعية كنهج بدلًا من استخدام القوة المفوضة للسلطة، فإلى أين ستأخذها سياستها؟

albwaabh

صحيفة البوابة الإلكترونية || الإعلام بمفهومه الجديد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى