كيف اتعامل مع من يسيء إلي
الكثير منا يتسائل كيف أتعامل مع من يسيء إلي ؟ وهل أرد الإساءة بالإساءة أو أرد الإساءة بالإحسان؟، حيث أن بعض الناس لابد من عقابه حتى لا يتمادى في الإساءة.
كيف نتعامل مع من يسيء إلينا ؟
- الدين الإسلامي هو دين التسامح والإخاء بين الناس، ويقول النبي الكريم “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي”.
- يعطينا النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال للتسامح يوم فتح مكة، حين قال المشركين الذين دبروا لقتله وقتل المؤمنين، وعذبوهم وأخرجوهم من ديارهم، حين قال “ماذا تظنون أني فاعل بكم؟” فقالوا “أخ كريم وابن أخ كريم”، فرد صلى الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
- وفيما يلي يقدم موقع البوابة من خلال آراء علماء الدين، كيف اتعامل مع من يسيء إلي؟.
مقابلة الإساءة بالإحسان
- من مباديء الدين الإسلامي الحنيف العفو والتسامح ونبذ العنف، من أجل نشر المودة والمحبة وقيم الرحمة والأخوة بين الناس داخل المجتمع.
- يدعونا ديننا إلى البعد عن الكراهية والبغض، حيث أن الإنسان ذو الخلق الحسن له مكانة عالية عند الله، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى في كتابه الكريم، “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”.
- وتدعونا سماحة الدين الإسلامي إلى عدم العنف، ورد الإساءة بالإحسان، حيث أنه عندما يسيء إلينا أحد بالقول أو الفعل، فإن الرد بالإحسان يجعل المسيء يراجع نفسه ويعلم خطأه، مما يجعله يرجع إلى الحق ويشعر بالندم والأسف، مما يدفعه إلى التوبة وطلب العفو.
- ويقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن، “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلين قالوا سلامًا”، فهذا هو حال المؤمن كالشجرة المثمرة التي يرميها الناس بالحجارة، فتلقي إليهم أفضل الثمار.
- عندما يقوم المؤمن برد الإساءة بالإساءة، يشعر المؤمن في قرارة نفسه بأنه وضع نفسه في نفس كفة وقدر المسيء، مما يجعله يشعر بعدم الرضا عن نفسه، وإثارة غضب الله.
العفو عن المسيء
- يدعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العفو عن من يسيء إلينا، حين يقول “وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا”، وليس هناك أصعب من شعور المسيء بتأنيب الضمير حين يراك تمتنع عن الرد، مما يشعره بحقارة منزلته أمام ترفعك عن أن ترد على الإساءة بالإساءة.
- الإنسان الذي يعيش وسط الناس لابد أن يتعرض للإساءة بالقول أو بالفعل، ولم يتضح نوع الإساءة التي يدعونا الله ورسوله أن نعفو عنها، حيث يقول الله تعالى “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
- من كمال إيمان المؤمن أن يصل رحمه مع من يقطعه، ويعفو عن من يظلمه، ويعرض عن من يسيء إليه، حيث أنه من يسيء إلى غيره هو من يشعر بالنقص والضعف ويعوض شعوره بالنقص، في أن ينقص من شأن الناس الذين يشعر بالضآلة والنقص أمامهم.
- الله تعالى يمدح العافين في آيات كثيرة، “والذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”، وأيضًا في قوله تعالى “وأن تعفوا أقرب للتقوى”.
الصبر على الأذى
- الصبر من صفات المؤمن الحق، حيث أن الصبر اختبارا لقوة الإيمان، فالمؤمن مبتلى، وأكثر الناس ابتلاءاً كانوا هم الأنبياء، ويقول الله تعالى، “وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين”.
- جزاء الصبر على الأذى الأجر العظيم يوم القيامة، “إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”، “يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور”.
هل العفو مطلق ؟
- لا، العفو ليس أمرًا مطلقًا، وليس واجب علينا أن نعفو في كل الأوقات، حيث يقول النبي الكريم “العفو عند المقدرة”، ومعنى ذلك أن المسيء إذا كان ذو جبروت، وكان المساء إليه ضعيفًا أمامه، بالعفو ليس محمودًا في هذه الحالة، لأن الظالم سوف يزداد طغيانه وظلمه.
- شرط العفو أن يتعادل الظالم والمظلوم، حيث يجب أن يكون للمظلوم القدرة على أن يأخذ حقه، وإذا لم تكن لديه هذه القدرة، فهو مقهور ومغلوب على أمره، ولا يمكن أن يكون المغلوب على أمره في استطاعة للعفو عن من يسيء إليه.
- العفو يشترط فيه الحرية والقوة، فهو لا يمكن أن يصدر من شخص مسلوب الإرادة، ولا يسمى تسامح المغضوب المضطر عفوًا، حيث أن العفو يصدر ممن لديه القدرة على العقاب تصديقًا لقوله تعالى، “وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين”.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كيف اتعامل مع من يسيء إلي ؟:
- من خلال معرفتك لشخصية من يسيء إليك، فيجب أن تحدد كيفية التعامل معه، أما أن تعفو وتسامح أو أن تعاقب، حيث أن من شروط العفو الإصلاح، فإن كنت ترى أن العفو سوف يصلح من شأن المسيء وبرده إلى طريق الحق، ففي هذه الحالة يكون العفو واجبًا.
- إن كان العفو سوف يجعل المسيء يتمادى في ظلمه، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الواجب في هذه الحالة.
- وإن كان المبغي عليه ضعيفًا، فيجب أن يطلب من شخص له سلطة على المسيء أن يأخذ حقه، حتى لا يولد شعور المظلوم بالقهر والظلم، العداوة والبغضاء في قلبه، مما يجعله يعيش وينتظر الفرصة للانتقام.