طلقه واحده في المحكمه
تعتبر أمور الطلاق من الأمور المعقدة والتي تشمل الكثير من الحالات، ومن هنا تجد البعض يتساءل ماذا يحدث إن طلقت زوجتي طلقه واحده في المحكمه، هل يجوز أن أرجعها مرة أخرى.
حكم الرجعة إذا حصل طلقه واحده في المحكمه
مما لا شك فيه أن هناك الكثير يتساءل ما حكم الرجعة في حالة حدوث طلاق مرة واحدة في المحكمة، ومن هنا يمكن القول أنه في حالة الطلاق الرجعي الذي يوقعه الرجل على زوجته بدون حكم قضائي فإنه يجوز للرجل أن يرجع زوجته مرة أخرى إليه قبل انتهاء مدة العدة الخاص بها، حيث من الممكن أن يحدث ذلك بدون حاجة إلى تجديد العقد الخاص بالزواج.
أما إن حدث الطلاق من خلال حكم قضائي ففي هذه الحالة يكون الطلاق بائنًا وواضحًا بدون رجعة، إلا في بعض الصور التي قد اختلف فيها العلماء والفقهاء، حيث أنه قد ذكر مختصر خليل للخرشي أنه أي طلاق يحدث بناء على حكم قاضي أو حاكم فإنه يكون طلاق بائن إلا في حالة الطلاق على المولى والمعسر بالنفقة، ففهي هذه الحالة يكون الطلاق به رجعة.
ومن خلال موقع البوابة سنوضح أن ابن قدامة رحمه الله قد قال أن الطلاق الذي يتم من خلال مولي فهو طلاق رجعي، سواء إن أوقعه بنفسه أو من خلال الحاكم عليه، أما الشافعي فقد رجح هذا الرأي أيضًا وكان مناصفًا له، ويمكن توضيح أن الأثرم قد قال: قلت لأبي عبد الله في المولى فإن طلقها، قال: تكون واحدة وهو أحق بها، أما أبو حنيفة فقد قال أن الطلاق يقع بانقضاء المدة البائنة.
حكم الرجعة في الطلاق البائن
من المؤكد أن الأصل في الطلاق أنه رجعي، ومن هنا يصبح للزوج الحق في أن يرجع زوجته إليه في شهور العدة، حتى وإن لم تكن الزوجة راضية بذلك أو عندها علم بالرجعة، وهذا يسير على جميع الحالات إلا إن حدث الطلاق قبل أن يدخل بها أو كان على مال أو أوقعه القاضي أو كان مكمل للثلاث طلقات، ففي هذه الحالة يكون الطلاق بائن ولا يستطيع الزوج أن يرجع زوجته إلا بعقد جديد.
قد وضحت دار الإفتاء المصرية أن أي طلاق يقع يكون طلاق رجعي إلا الطلاق المكمل للثلاث أو الطلاق الذي حدث قبل أن يدخل الزوج بزوجته أو الطلاق على مال.
ما هي عدة المرأة بعد الطلقة الأولى
وضحت الشريعة الإسلامية أنه يجوز للزوج أن يرجع زوجته التي قام بتطليقها مرة واحدة فقط بعد أن دخل بها، حيث يكون ذلك في فترة العدة، والتي تقدر على نحو ثلاث حيضات، وبهذا يصبح من حق الزوج أن يرجع زوجته إليه في هذه الفترة بأن يقول لها راجعتك.
أما إن كانت المرأة المطلقة حامل ففي هذه الحالة تكون عدتها حتى تضع مولودها، فإذا ولدت مولودها فيصبح ليس من حق الزوج إرجاعها له مرة أخرى، وبالنسبة للمرأة التي لا تحيض فتكون فترة عدتها ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يصبح من حقه إرجاعها بعقد جديد ومهر وشهود أيضًا.
أما بالنسبة للمرأة التي لم يُدخل بها زوجها فهذه المرأة لا عدة لها، حيث تبين من زوجها بينونة صغرى، ولا يجوز له أن يرجعها إليه إلا بعد أن يدفع مهر جديد ويكتب عقد جديد كذلك، وذلك بوجود الشهود وموافقة ولي الأمر، وقد وضح بعض العلماء أن الخلوة تأخذ حكم الجماع، وبهذا يصبح للزوج الحق في إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى إذا حدث بينهم خلوة ولم يحدث جماع، حيث قالوا بعض العلماء والفقهاء أنه إذا طلق الرجل زوجته قبل أن يدخل بها وبعد الخلوة الشرعية فحينها يصبح من حق المرأة الحصول على شهور عدة، إلا أن الإمام الشافعي قد خالف هذا الرأي وقال أن العدة لا تجوز إلا بعد الدخول.
أمور لا تشترط في الرجعة
هناك بعض الأمور التي لا تشترط وجودها وتوافرها عند الرجعة وهي كما يلي:
- الإشهاد على الرجعة: حيث أنه إن قام الزوج بإرجاع زوجته فلا يشترط أن يكون هناك شهود على ذلك، لأن هذا من حق الزوج ويجوز له الإرجاع في أي وقت من شهور العدة.
- رضا الزوجة: من ضمن الأمور التي لا يشترط توافرها عند الإرجاع هو رضا الزوجة، حيث يجوز أن يقوم الرجل بإرجاع زوجته دون رضاها أو موافقتها.
- الولي أو الصداق: لا يشترط عند إرجاع الزوج لزوجته الولي أو الصداق ذلك لأن الرجعية نكون في حكم الزوجة.
- إعلام الزوجة: يعتبر إعلام الزوجة أو إخبارها بالإرجاع ليس من ضمن الشروط، إلا أنه يفضل أن يتم إخبارها حتى لا تتزوج رجل آخر بعد أن تنتهي عدتها من زوجها.
ما يجوز للرجل في الطلاق الرجعي
هناك بعض الأمور التي تجوز للرجل أن يقوم بها في حالة حدوث طلاق رجعي، ومن ضمن هذه الأمور هي أن يجلس مع زوجته المطلقة رجعياً وأن ينفرد بها ويضحك معها ويمازحها، كما يجوز أيضًا أن تسافر معه وتتحدث معه بشكل طبيعي وعادي، بالإضافة إلى ذلك فإنه يجوز للزوجة المطلقة رجعياً أن تتزين لزوجها وتتعطر له، وإذا حدث جماع بينهم ففي هذه الحالة تعتبر أنها رجعت له ورجعت إلى ذمته، وبهذا يسقط الطلاق ويفسد.
اختلف العلماء والفقهاء حول هذا الأمر فمنهم من أيد استمتاع الزوج بزوجته المطلقة بشكل رجعي ومنهم من نفى ذلك، حيث وضحوا الشافعية والمالكية أنه لا يجوز للزوج أن يستمتع بزوجته المطلقة رجعياً، أما الحنابلة والحنفية فقد قالوا أنه يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته التي طلقها طلاق رجعي، ويمكن توضيح أن القول الراجح والواضح هو قول الله تعالى، حيث قال: “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحًا”.