الموسوعةإسلاميات

متى يكون الثلث الاخير من الليل ؟

متى يكون الثلث الاخير من الليل

لا يعرف بعض المسلمين متى يكون الثلث الاخير من الليل، على الرغم من علمهم بأنه من أجمل الأوقات المباركة وأشرفها، ‏‏حيث يتجلى فيه الله جل جلاله ليبارك سماء الدنيا، ليستجيب سؤال عبادة ويغفر لهم خطاياهم.‏

متى يكون الثلث الأخير من الليل

حتى لأن أجمع الأئمة والمشايخ المسلمين أنه لا يوجد ميعاد أو وقت محدد يمكن تعميمه بأنه وقت بداية ‏الثلث الأخير من الليل، ‏وللإجابة على سؤال متى يكون الثلث الاخير من الليل نذكر أنه يتم استخدام عملية ‏حسابية بسيطة جدًا، تمكن أي شخص من ‏معرفة أو حساب الوقت الذي يبدأ عنده الثلث الأخير من الليل، ‏حتى يتمكن من المواظبة على القيام بهذه العبادة العظيمة.‏

وهذه الطريقة هي أن يقوم الشخص بالانتظار ومراقبة الوقت الفعلي الذي يبدأ فيه الليل على حسب المنطقة ‏التي يعيش بها وعلى ‏حسب الفصول الجوية لمكان عيشه، وأيضًا ينتظر ويراقب موعد طلوع الفجر ‏بالتحديد، فمثلاً إذا كان الليل يبدأ في تمام الساعة ‏السادسة مساءً بالتحديد، ويبدأ الفجر في الساعة السادسة ‏صباحًا فمجموعهم 12 ساعة، هنا يقوم هذا الشخص بتقسيم هذه المدة ‏إلى ثلاثة، وهنا تكون بداية الثلث ‏الأخير في تمام الساعة الثانية فجرًا.‏

ويمكن تلخيص ما سبق ذكره في قول إن على الرغم من اختلاف الأزمنة بين بعض البلدان، إلا أن طريقة حساب متى يكون الثلث ‏الاخير من الليل ‏واحدة، وهي أن يتم تحديد وقت بداية الليل ووقت بداية الفجر، ويقوم بجمعهم وقسمة الناتج على ثلاثة، والقسم ‏الأخير منهم يكون هو ثلث الأخير، فهذه من أسهل الطرق التي يمكن من خلالها حساب متى يكون الثلث الاخير من الليل.  ‏

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الثلث الأخير من رمضان

من أكثر الأوقات التي حظيت على مكانة كبيرة عند رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم، وكان له قيمة عالية، فقد كان لنبي الله ‏صلى الله ‏عليه وسلم الكثير من العبادات التي كان يقوم بها ويحرص عليها باستمرار، ويبدأ في القيام بها عند استهلال موعد الثلث ‏الأخير من ‏الليل، فقد كان أشرف خلق الله إذا حضر موعد الثلث الأخير من الليل، اجتهد في أداء العبادات المكلفة التي تقربه من ‏الله عز وجل.‏

كما كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أدائه للطاعات، واعتكافه طمعًا في أن يفوز بليلة القدر وفضلها، فقد كان رسولنا ‏الكريم ‏صل الله عليه وسلم يحيي هذه النافلة العظيمة بصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء والذكر والقيام واعتزاله للنساء، كما كان ‏صلى الله ‏عليه وسلم يحرص على أن يوقظ أهل بيته لأداء هذه النافلة والقيام بالصلاه والعبادة والتقرب من الله خصوصًا في شهر ‏رمضان الكريم.‏

كان يجتهد في العبادة بالثلث الأخير من الليل، فقد كان المصطفى يحرص عند دول العشر الأواخر من الشهر الكريم على الاجتهاد ‏‏فيهما أكثر مما كان يجتهد في غيرهم من الأيام، والدليل على ذلك حديث عائشة رضي عنها الله وأرضاها حين قالت” كان رسول ‏الله ‏صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”، وأيضًا قالت” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ‏العشر شد ‏مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.‏

الدعاء في ثلث الليل الآخر

يعتبر الدعاء أخر الليل أو بالثلث الأخير منه وقنوته من أحد سنن رسول الله الذي أمرنا بالقيام بها، ‏حيث أنه إذا دعا الفرد في أخر الليل كان ذلك كافياً، وذلك لأن هذا الوقت من الأوقات التي تتأكد فيها ‏إجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء، كما كان يفعل رسول الله صل الله علية وسلم، ويحث أصحابه وأهل ‏بيته والمسلمين على ذلك.

‏ كما أن لهذا الوقت تقدير كبير وعظيم حيث أنه يعد وقت النزول، والمقصود هنا بالنزول هو تجلي الله ‏جل جلاله لسماء الدنيا، نزولاً يليق بعظمته وجلاله، فقد ذكر ذلك في حيث أبي هريرة رض الله عنه أنَّ ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ ‏اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”‏

ونقل أبي كعب رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد انتهائه من أداء صلاه ‏الوتر” سبحان الملك القدوس” ثلاث مرات، والدليل على ذلك هو حديث أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه ‏قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ﴾ و ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا ‏الكافرون ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴾ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»، وفي حديث عبد ‏الرحمن بن أبزى رضي الله عنه: «وَيَرْفَعُ بِسُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ”

فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ”

الأسباب المُعينة على قيام الليل على نهج النبي

  • صدق النية من داخل العبد في أن يكون الهدف من قيامه هو العبادة والتقرب لله رب العالمين، وعزم النفس والجوارح على القيام، ‏والبعد عن الرياء أو التظاهر فقط بأداء هذه العبادة العظيمة.‏
  • التبكير بالنوم والاستيقاظ لعبادة الله والتقرب إليه، حيث فعن عبد لله بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم قال: “أحبُّ الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحبُّ الصيام إلى الله صيام داود وكان يَنام نصف الليل، ويقوم ‏ثلثَه، ويَنام سدسه، ويصوم يومًا، ويُفطر يومًا”.‏
  • الحرص على الوضوء قبل الذهاب للنوم، وأيضًا المحافظة والمداومة على قول أذكار النوم.‏
  • التعرف فضل القيام للعبادة والذكر في الثلث الأخير من الليل، حيث أنه عن معقل بن يسار رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه ‏وسلم قال: “العبادة في الهرج كهجرة إليَّ”، رواه مسلم، وعند أحمد عنه رضي الله عنه “العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ”.‏
  • قال الإمام النووي رحمة الله عليه: “وسبب كثرة فضْل العبادة فيه أن الناس يَغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد”.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى