إسلامياتالموسوعة

ما حكم دعاء اللهم اضرب الظالمين بالظالمين؟

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين

صيغة الدعاء اللهم اضرب الظالمين بالظالمين من أكثر الصيغ التي يستخدمها الشعوب التي تتعرض لظلم وقهر من قبل حكامها، أو أولياء أمورها، لذلك يتسائل الجميع حول حكم جواز الدعاء بالصيغة هذه.

حكم الدعاء على الظالم

هناك من يردد صيغة دعاء اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وبداخله شك حول ماهية جواز الدعاء هذا، لذلك سوف نجد حكم الدعاء على الظالمين كما ورد في موقع البوابة كالتالي :

يجوز للعبد أن يدعو على الظالم، فقد قال الله -تعالى- في القرآن الكريم )  لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ).

وجاء في تفسير ابن كثير حول الآية الكريمة السابقة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن الله لا يحب بأن يدعو أحداً على أحد إلا إن كان مظلوماً.

فقد أجاز له سبحانه أن يدعو على من ظلمه، كما جاء في تفسير السعدي حولها أيضاً، أي يجوز للعبد أن يدعو على من ظلمه ويشتكي منه ويجهر له بالسوء كما جهر له.

ولكن بشرط ألا يكذب عليه أو يزيد في مظلمته، ودون أن يتعدى بشتم غيره، والعفو عنه أولى وأفضل.

أحوال الدعاء على الظالم

الدعاء عليه بما يعزله ويُزيل ظلمه فقط، وهذا حسنٌ.

الدعاء عليه بهلاك أولاده وذهاب أهله ونحو ذلك من الدعاء على من له علاقةٌ به رغم عدم حصول جنايةٍ منهم على العبد، وهذا منهيٌّ عنه لما فيه من أذيّةٍ لمن لم يتعدّ عليه.

الدعاء عليه بحصول آلامٍ كبيرةٍ في جسمه تفوق ما يستحقّه من عقوبةٍ، وهذا أيضاً لا يُتّجه إليه.

الدعاء عليه بأن يقع في معصيةٍ من المعاصي، كأن يُبتلى بشرب الخمر أو الوقوع في الزنا او نحو ذلك، وهذا من المنهيّ عنه أيضاً؛ لأنّ إرادة المعصية للغير تُعدّ معصيةً.

أحوال المظلوم مع الظالم

للمظلوم مع ظالمه ثلاثة أحوالٍ وخياراتٍ، وفيما يأتي بيانها :

إمّا أن يعفو ويصفح عنه راجياً بذلك ما وعده الله -تعالى- به من أجرٍ جزيلٍ وثوابٍ عظيمٍ، وهذا هو أفضل الخيارات.

إمّا أن يأخذ حقّه ويقابل إساءة الظالم بإساءةٍ مثلها دون الزيادة عليها.

إمّا ألّا يعفو وعنه ويحتفظ بحقّه ليلقى الظالم عقابه وحسابه عند الله تعالى.

دعاء على الظالمين

لم نجد في السنة النبوية الشريفة نصوص لأدعية على الظالمين، إلا أن نجد هناك مجموعة من الأدعية التي تقال في العموم، ومن هذه الأدعية :

يا ربّ أغلقت الأبواب إلّا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلّا بك.

اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك.

اللهمّ إنّي أستغيث بك بعدما خذلني كلّ مغيث من البشر، وأستصرخك إذ قعد عنّي كلّ نصير من عبادك، وأطرق بابك بعدما أغلقت الأبواب المرجوّة، اللهمّ إنّك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.

أدعية من المظلوم على الظالم

اللهم أحص الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، وسلّط عليهم جنودك، ودمّرهم بقدرتك وجبروتك، وأذلّهم لعبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض يا رب العالمين، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.

اللهم اجعل حظّ عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض وافراً ونصيبهم كبيراً، وما أنزلت من شر وبلاء وداء وسوء وفتنة فاصرفه عنا وعن الإسلام والمسلمين، واجعله في الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم ممّن يصرّون على ما يفعلون وهم يعلمون، يا رب العالمين.

اللهم لا تجعل لكافر على مؤمن سبيلاً ولا لظالم على مظلوم سبيلاً، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.

أحاديث نبوية شريفة عن الظلم

نجد أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الظلم، ومنها :

عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ :

) يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ،

 يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ،

يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ،

يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي،

 يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا،

يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا،

 يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ،

يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا ).

قال الرسول صلى الله عليه وسلّم  ( اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم ).

قال الرسول صلى الله عليه وسلم  :

( الظُّلْمُ ثلاثةٌ، فظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ اللهُ، وظُلْمٌ يُغْفَرُ، وظُلْمٌ لا يُغْفَرُ. فأمَّا الظُّلْمُ الَّذي لا يُغْفَرُ، فالشِّركُ لا يَغفِرُهُ اللهُ. وأمَّا الظُّلْمُ الَّذي يُغفَرُ، فظُلْمُ العبدِ فيما بيْنهُ و بيْن ربِّهِ. وأمَّا الظُّلْمُ الَّذى لا يُتْرَكُ، فظُلْمُ العِبادِ، فيَقتَصُّ اللهُ لبَعضِهِم مِن بعضٍ ).

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ، أوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى