كُتاب البوابة

القيادة ما بين ركائز النجاح وأسباب الإخفاق

على مشارف ختام دراسة المنهجية لمرحلة الماجستير تخصص “إدارة تربوية”، طُلب مني كتابة مقال، وقد كان آخر تكليف. حينئذٍ تشتت فكري في أي بحرٍ من بحار القيادة التربوية أُبحر ؟ لأرسو على شواطئه ويكنْ خير ختام ، وبينما كُنتُ أسترجع المواضيع والمحاور التي درستها خلال سنة ونصف، قررت في نهاية المطاف أنْ أُبحر في نفسي وفكري وما آمنت به واتخذته منهجًا لي بصفتي قائدةً تربويةً في المستقبل ، فقلتُ لماذا لا أبينَ ماهو مفهوم القيادة ؟
وما صفات القائد الناجح ؟
وما أسباب إخفاق القادة؟
لأنني تيقنتُ أنَّ القيادة هي مفتاح النجاح لأي مؤسسة، سواءً كانت حكوميةً أو خاصةً أو غير ربحية، أو لأي عمل جماعي ، وأنَّ المناصب الإدارية لا تمنح الفرد صفة القيادة ، فكم من مدير ليس قائدًا ناجحًا ، وأدركت حينها أن القيادة هي القدرة على التأثير في الأتباع، وبثّ روح التعاون والشغف بالعمل، وإظهار أفضل ما لدى المرؤوسين لتحريكهم نحو تحقيق الأهداف ، وتوصلت إلى أن القيادة قد تكون لدى بعض الأفراد فطرية، إلا أنه يمكن اكتسابها وتعلُّمها ، فهي تُبنى بالقراءة والتدريب والاقتداء بالناجحين والاستفادة من تجارِبهم وخبراتهم ، واستخلصت صفات القائد الناجح ، ولخصتها في خمس صفات:
1) الوعي بالذات؛ فهو يعزز من ثقة القائد بنفسه، ومن ثمَّ يظهر أثر ذلك في ثقة المرؤوسين به.
2) الكفاءة، وهي تتطلب التصرف بشكل يقتدى به، والإلمام بمهارات القيادة ومقدرات المؤسسة.
3) وضوح الرؤية المستقبلية؛ فهو يعرف ماذا يريد، وكيف يستميل الموظفين لأهمية رؤيته ويحركهم لتحقيقها.
4) الثقة بالتابعين؛ فهم الجنود الذين يستقيم بهم المسار، وينتظم إتمام الأعمال، وتحقيق الأهداف.
5) المصداقية، وتعني تحمُّل المسؤولية وقول الحقيقة للجميع، وفي الحالات كلها. وقد استنبطتُ بعض الأسباب التي قد تتسبب في إخفاق القادة وانحرافهم عن الطريق الصحيح، سواءً في قيادتهم لأنفسهم أو لأتباعهم، ومنها أربعة أسباب:
1) التركيز على نقاط الضعف بدون التركيز على نقاط القوة.
2) إدارة الوقت وليس الطاقة من خلال ملء جدول عملهم لمحاولة استغلال الوقت، واستنزاف الجهد والطاقة.
3) تقديم النجاح والإنتاجية على السعادة والراحة ، إذ أنه عندما يخلق القائد بيئة سعيدة يسودها الولاء والانتماء سيجني نجاحًا طويل الأمد.
4) إحاطة نفسه بأتباع وليس بقادة فالقائد المميز والفعال هو من يصنع قادة متمكنين يعبِّرون عن رأيهم بشفافية واثقين في قدراتهم على حل المشكلات.

خاتمة :

يمكن القول بأن القائد والأتباع يمثلون الجسم المحرك للمؤسسات؛ فالقائد يمثل العمود الفقري الذي يُرتكز عليه، والأتباع يمثلون أعضاء الجسم التي من دونها لا قيمة للعامود الفقري
(والعكس صحيح).

هذا المقال إهداء
للـدكتورة : هيلة التويجري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى