إسلامياتالموسوعة

من هم اولي العزم من الرسل؟

من هم اولي العزم من الرسل

تردد في أذهان العديد من البشر سؤال من هم اولي العزم من الرسل، فقد ذكر الله في كتابه العزيز عدد ليس بقليل من رسله وأنبيائه ‏والمرسلين الذين كلفوا بتبليغ الرسالة من الله عز وجل لعباده.‏

معنى أولي العزم ‏

أتي تعريفًا لأولي العزم في اللغة بأن الأصل من كلمة العزم باللغة العربية هو عقد النية من ‏القلب والعزم لفعل شيء، مع استيعاب الغاية والهدف من هذا الفعل أو الشيء، لذلك يطلق ‏على أي رجل صاحب النشاط والهمة والسعي وراء تحقيق غاياته أنه صاحب عزيمة وحازم ‏وثابت العزم.‏

وذكر لفظ أولو العزم في الاصطلاح وكان القصد منه وصف أو لقب يطلق على أنبياء الله ‏ورسله والصالحين الصابرين والمجاهدين في الدعوة لسبيل الله ونشر الدعوة التي كلفهم الله ‏بها بالتحديد المرسلين بها عن غيرهم، وأيضًا أعتبر أغلب الفقهاء أن جميع الأنبياء والرسل ‏المبعثين هم من أصحاب العزم والهمة والتبليغ ونشر الدعوة.‏

من هم أولي العزم من الرسل

ورد في آيات عديدة وأحاديث نبوية صحيحة، أقوال عديدة تجيب على سؤال من هم اولي العزم من الرسل، ‏كما أن العلماء قد استدلوا بهذه الآيات والأحاديث في تحديدهم لأولي العزم من الرسل، وذلك لما أختلف مراد ‏بعض الحروف والكلمات، مثلما جاء في قوله سبحانه وتعالى: من الرسل، فقد كان الغرض من هذا الحرف ‏‏(من) التبعيض أي أن الله لم يشير بقوله أولي العزم من الرسل جميع الرسل، بل خص بهذا القول بعضهم ‏فقط.‏

ذكر الله في سورة الأحقاف أسماء أربعة من الرسل إلى جانب رسولنا محمد صل الله عليه وسلم وخصهم ‏بالقول أولي العزم، وذلك هو أقوى تحديد وتوضيح لإجابة سؤال من هم اولي العزم من الرسل حيث قال الله ‏جل وعلا (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم)، وفسر العلماء ‏الغرض من حرف الجر من في هذه الآية هو البيان بمعنى أن الله يأمر نبيه محمد بالصبر كما فعل أولو ‏العزم أو أصحاب العزم السابقون.

 لماذا سموا بأولي العزم

يرجع سبب في تسميتهم بهذا الاسم، هو ثناء الله جل جلاله على عبادة الصالحين ‏المختارين وما تميزوا وانفردوا به من الهمة والتحمل والقوى العظيمة خلال أدائهم ‏بدعوة الناس إلى الأيمان بالله وعبادته، كما أن هذا المصطلح يطلق في اللغة ‏العربية على رسل الله سبحانه وتعالى.‏

‏ أيضًا أطلق عليهم لصبرهم وتحملهم لكل ما تعرضوا له من الأذى الشديد أثناء ‏قيامهم بما كلفهم الله به والدعوة لعبادة الله، وشجاعتهم وثباتهم في تبليغ الحق ‏ومحاربة وصمودهم أمام كل باطل والقوة، وكل ما وصفهم به الله وميزهم به ‏صلوات الله وسلامه عليهم.‏

عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق يَقُولُ: ” سَادَةُ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ، وهُمْ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، وعَلَيْهِمْ دَارَتِ الرَّحَى: نُوحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ”.

ترتيب أولي العزم من الرسل حسب الأفضلية

بعد توضيح الإجابة على سؤال من هم اولي العزم من الرسل، يوضح موقع البوابة ‏ترتيبهم بناءً على أفضليتهم، حيث أن ما أجمع عليه المسلمين أن أعلى أولي العزم ‏منزله هو رسول الله محمد صل الله عليه وسلم وذلك لما جاء في حديثه الشريف وما جاء عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ” رواه مسلم.

ويأتي نبي الله إبراهيم في المنزلة التالية لرسول الله صل الله عليه وسلم في المكانة، ‏وذلك على لما ورد عن كثير من علماء المسلمين وكبار الأئمة وأجمعوا عليه من ‏القوال، كما أنه أبو الأنبياء جميعًا، كما تعد ملته هي أصل كل مله.‏

أختلف العلماء في ترتيب أولي العزم من الرسل الثلاث المتبقية بعد محمدًا وإبراهيم ‏عليهما السلام، حيث أن أنبياء الله موسي ونوح وعيسى عليهم السلام يأتون في ‏منزلة تلي نبي الله إبراهيم، لتجعلهم الأفضل من بين سائر أنبياء الله في الترتيب، ففي كتاب الله جل وعلا ‏حين قال: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ {البقرة:253}.‏

لماذا خصهم الله بلقب أولي العزم

محمد عليه الصلاة والسلام: خصه الله سبحانه وتعالى بهذا اللقب لأنه خاتم الأنبياء، ‏والمعجزة التي ميزته هي ومعجزة القرآن الكريم وخلوده إلى يوم البعث، والداعي ‏لدين الحق دين الإسلام.‏

إبراهيم عليه السلام: خصه الله عز وجل ولقبه بخليله وجعله إمام للمسلمين ‏أجمعين، كما كان أول من وضع أساس بنى الكعبة المشرفة، التي يعلوها عرش ‏الرحمن جعلها الله قبلة للمسلمين، قال تعالى:” وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ‏فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي ‏الظَّالِمِينَ” وفي آية أخرى ” وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ ‏خَلِيلً‏”.‏

نوح عليه السلام: خصه الله جل وعلا بهذا اللقب لأنه من أوائل الرسول المبعوثين ‏لبني آدم كما أطلق عليه لقب العبد الشكور في كتاب الله الكريم، حين قال تعالى:” ‏ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا”.‏

موسى عليه السلام: خصه الله جل جلاله وجعله كليمه، فقد كلمه الله مباشرة، وقال ‏تعالى” قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ ‏وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ”.‏

عيسى عليه السلام: خصه الله سبحانه وتعالى بأن جعل به روح منه، كما أنعم عليه ‏بكلمته التي قالها على أمه مريم عليها السلام، كما جعله يكلم الناس في الصغر ‏يخبرهم بأنه رسول مبعوث من الله، ورفعه وحفظه في السماء.‏

‏ قال تعالى” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وعلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ ‏بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ” وفي آية أخرى قال تعالى:” إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ‏إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ ‏كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”‏.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى