إسلامياتالموسوعة

ما المقصود بقول ولا أقسم بالنفس اللوامة ؟

ولا أقسم بالنفس اللوامة

يبحث الكثير عن تفسير قول ولا أقسم بالنفس اللوامة والتي هي مقتبسة من القرآن الكريم من سورة القيامة حيث قام الكثير من علماء الدين وتفسير القرآن والحديث بتوضيح المعنى الصحيح لهذه الآية.

سورة القيامة

أوضح موقع البوابة أن جمله ولا أقسم بالنفس اللوامة والتي أصلها قول الله تعالى: ” وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” توجد في سورة القيامة وهي سورة مكية مكونة من تسع وثلاثون آية.

نص الآية

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.

تفسير ولا اقسم بالنفس اللوامة

بدأ الله سبحانه وتعالى الآية بقوله: ” لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وتفسيرها هنا هو ان لا ليست أداة نفي ولكنها أداة صلة ذكرها الله عز وجل في أول السورة لأن القرآن سوره متصلة ببعضها وتعتبر إثبات وجواب لبعضها البعض وهذا ما نستوعبه بكل بوضوح من قراءة القرآن.

فهناك آية قال الله عز وجل: ” وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ” وجاء الرد في سورة أخرى وهو قول الله تعالى: ” مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ” وهذا هو المقصود من وضع لا في أول سورة القيامة.

روي عن أبو الليث السمرقندي ومن معه من المفسرين أن المقصود بلا أقسم هو أقسم ولكن “لا” جاءت من أجل الزينة فقط لا غير واستشهدوا بقول الله تعالى: ” قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ” وهنا يقصد الله عز وجل أن تسجد.

ولكن بعض المفسيرين قاموا بتفسير بداية سور القيامة وهي “لا” أقسم بأن “لا” جاءت من أجل الرد على كلام من كذب بيوم القيامة ولم يؤمن بالآخرة.

وهنا لابد من أن نفهم باقي تفسير الآية وهي بعد أن اقسم الله بيوم القيامة فسر العلماء وقالوا ان ولا أقسم بالنفس اللوامة أن الله لم يقسم بنفس المؤمن الذي تجده يلوم نفسه كثيرًا على ما فعله وهذا ما اتفق عليه ابن عباس ومجاهد والحسن.

حيث قال حسن: هي والله نفس المؤمن، ما يرى المؤمن إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلامي؟ ما أردت باكلي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه.

أما مجاهد فقال بالنسبة لجملة ولا أقسم بالنفس اللوامة المقصود بها هي النفس التي دائمًا تلوم نفسها على ما فاتها فربما تلوم نفسها على شر لم تفعله وعلى خير لم تسكثر منه وسميت بأنها ذات اللوم.

وبعض العلماء المفسيرين قالوا: أن النفس اللوامة دائمًا تلوم نفسها على ما فعله غيرها ولذلك فيأتي معنى اللوامة باللائمة وبهذا تكون صفحة حسنة وإذا اقسم الله بها فيكون قسم حسن.

ولكن فريق آخر من العلماء فسرها بأنها صفة ذم وأخذ مثال على ذلك هو أن سيدنا آدم عليه لاسلام كان كثيرًا ما يلوم نفسه بسبب أنه أكل من شجرة نهاه الله عنها وتسببت في إنزاله للأرض وأيد هذا الرأي ابن عباس.

كما قل مقاتل: ان لوامة تنطبق على الكافر الذي يدخل النار ويعرف أن الله حق ويبدأ في لوم نفسه لأنه لم يسير في طريق الحق.

اما الفراء قال: ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها فالمحسن يلوم نفسه أن لوكان ازداد حسنًا والمسئ بوم نفسه ألا يكون أرعوي.

أي ان جميع الأنفس بها صفة اللوم لا تفرقة بين نفس صالحة او طالحة حيث أن النفس الصالحة تلوم نفسها لأنها كانت تريد أن تزيد من إحسانها أما الشخص المسيء يندم على إساءته ويقول كان من الضروري ان يعفو ولا يرد الإساء بالإساءة.

قال الزجاج: أقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة ليجمعن العظام للبعث فهذا يعبتر جواب القسم.

ولكن جاء النحاس وقال أن جواب القسم محذوف وهذا طبقًا لقول الله تعالى: ” أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ” حيث أن المقصود من قول الله عز وجل او تأكيد لوجود يوم البعث وهو يوم لم يؤمن به او يصدقه الكافر.

ما سبب نزول سورة القيامة

أنزل الله سورة القيامة وخاصة الآية: “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” هو:

عدي بن ربيعة حينما قال للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: حدثني عن يوم القيامة متى تكون، وكيف أمرها وحالها؟ فأخبره النبي علية الصلاة والسلام بذلك، فقال: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد ولم اؤمن به أويجمع الله العظام؟! ولهذا كان النبي صل الله عليه وسلم يقول: اللهم اكفني جاري السوء عدي بن ربيعة والأخنس بن شريق”.

ولكن هناك رأي آخر في سبب نزولها وهو أنزلت من أجل أبي جهل الذي لم يؤمن بيوم البعث والإحياء بعد الموت والتحلل، كما ان السبب وراء ذكر الله للعظام فقد لأنها حينما تعود مرة أخرى يعود الجسم كله فالعظام عماد الجسم.

ما هي النفس اللوامة

بعد التعرف على تفسير ولا أقسم بالنفس اللوامة لابد من معرفة ما هي النفس اللوامة حيث أنها هي النفس التي تلوم نفسها بشكل متكرر لذلك فهي نفس غير ثابتة على حالة واحد فأوقات تفرح وبعدها تحزن وغيرها من الأطوار المتغيرة التي تجعلها نفس مترددة.

أنواع الأنفس اللوامة

النفس اللوامة الملومة: هي نفس من يلومها هو الله وملائكته وهي نفس الظالم والجاهل والغير مؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر.

النفس اللوامة الغير ملومة: وهي النفس التي تعتبر هي مراقبة لنفسها فإذا فعلت شيء مشين تقوم بتهذيب نفسها عن طريق تكرار اللوم والعتاب وهي نفس لا تلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى