محليات

بدقة 98%.. مبتعث الدكتوراه السعودي “أحمد الكناني” يكتشف طريقة للكشف عن “الخرف” مبكرًا

قام الطالب السعودي المبتعث “أحمد الكناني” بعمل بحث علمي للكشف المبكر عن “الخرف” باستخدام تقنية البيانات وتحليل لغويات لتطوير متحدث آلي للكشف المبكر عن هذا المرض.

ويعرف “الخرف” بأنه عملية تدهور مستمرة بوظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الادراكية يحوج الفرد لرعاية طبية متكاملة، ويوضح ذلك “الكناني” مبتعث الدكتوراه في علم البيانات في أستراليا.

يقول “الكناني” عبر مقابلة افتراضية مع قناة “الإخبارية” بأن فكرة بحثه بدأت بالتعاون مع المركز البحثي الصحي الأسترالي وتحت مظلة مشروع بحثي وتطبيقي يُعنى بابتكار وتطوير تقنيات تعزز جودة حياة الأفراد وتمكنهم من العيش بمفردهم دون رعاية صحية.

ويتابع: “بعد دراسة التحديات الصحية وجدنا أن مرض الخرف هو أبرز تلك المعوقات كونه المسبب الثاني للوفاة في دولة أستراليا والعديد من دول العالم” ويضيف بأن الإصابات بمرض الخرف قد بلغت الـ50 مليون إصابة حول العالم وفقًا لآخر احصائية قامت بها منظمة الصحة العالمية.

ويذكر تقرير الصحة العالمية ازدياد حالة جديدة كل ثلاث ثواني، وبناءً على ذلك يتوقع أن يتضاعف العدد بحلول العام الميلادي 2050، وما وجب طرحه هو عدم وجود علاج لمرض “الخرف” حتى الآن مما دعى للحاجة الملحة للكشف المبكر له والوقاية منه.

يوضح “الكناني” ذلك بأن تشخيص المرض بمراحله الأولى قد يساعد على إيقافه ويحقق نتائج أفضل لعلاج الأعراض المصاحبة له، ويقول: “بناءً عليه وجهنا البحث لمناقشة ودراسة تطوير آلية جديدة للتعزيز.. وأثبتت كشف المرض في مراحله المبكرة”.

ويجيب “الكناني” على سؤال ما هو الدافع الحقيقي وراء البحث بـ”يتم التشخيص المبدئي حاليًا عن طريق نماذج ورقية وتكون عادة في العيادة المختصة” وبرأيه أن هذه الطريقة تستلزم زيارة الطبيب الذي يُلجأ إليه عادةً إذا دعت الحاجة فقط.

وتوضيحًا لمرض “الخرف” أو التدهور العقلي فإن الشعور بأعراضه يعني بلوغ المصاب لمراحل متقدمة منه، وانطلاقًا من هنا سلط البحث العلمي الضوء على اكتشاف المرض بمراحل مبكرة قبل تداعي الحالة عن طريق آلية منزلية روتينية بحيث تغني عن زيارة الطبيب.

ويذكر “الكناني” أنه من خلال الدراسات السابقة لوحظ أن “الخرف” يؤثر بشكل كبير على “اللُغويات” واستخدامها بشكل صحيح، ومن هنا نشأت فكرة استخدام “علم البيانات” وتسخيره لتحليل وتطوير متحدث آلي يقوم بعمل محادثات دورية مع المستخدم وبالتالي تشخيصه بناءً على هذه المحادثات.

ويختصر الفكرة الأساسية بشكل مبسط بأنها نماذج وخوارزميات توجه الآلة لتصنيف المحادثات بناءً على خصائص وأنماط مستخرجة من هذه المحادثات، يقول الكناني بأنه “تم استخراج العديد من الخصائص والأنماط واستخدامها في تطوير عدة نماذج لتصنيف ثلاث مراحل لهذا المرض”.

وأهم ما يميز النماذج التي خرجت بها الدراسة هو الدقة العالية في تصنيف المراحل الثلاثة لتشخيص المرضى والتي تتراوح ما بين 95 – 98% وتعد نسبة عالية جدًا مقارنةً بالدراسات السابقة الخاصة بمرض التدهور العقلي “الخرف”.

ولدى المقارنة بين تشخيص الطبيب اليدوي وتشخيص النماذج الآلي فيجب النظر إلى مدى تمرس الطبيب وكذلك حالة المريض التعليمية بالنسبة للأول، وينوّه “الكناني” على أن ما تقوم به الدراسة ليس استبدال الطبيب بآلة وإنما أتمتة الكشف المبدئي وتجريده من المؤثرات سلبًا على دقة الفحص.

ويشير إلى أن الفحص مبدئي بالنسبة للنماذج الآلية، إذ يتم تحويل المريض بعد ظهور علامات على الإصابة لمختص حتى يتابع حالته ويعمل اختبارات إضافية كفحص الدم والأشعة والتصوير بالرنين المغناطيسي.
وبيّن أن الخطوة التالية للدراسة الحالية هي تطوير نماذج إضافية بخوارزميات أكثر تعقيدًا ومن ثم ربطها بالمتحدث الآلي لتقييمه من قبل المختصين، وأخيرًا دمجه بـ”روبوت ذكي” لإتاحة استخدامه منزليًا كواحد من احدى أهم المشروعات المدرجة للمركز البحثي الصحي الأسترالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى