كُتاب البوابة

جنود التعليم ليسوا آلات

منذ أن حلت علينا جائحة كورونا والكادر الطبي والتمريضي مستنفرًا على مدار الساعة ، حتى وُصفوا بجنود الصف الأول وتلك حقيقة يُشكرون عليها ، وعلينا ألا ننكر جهود القطاعات الأخرى في تعاونهم وجهودهم حتى تستمر الحياة في ظل الجائحة المرعبة للعالم أجمع ، فبتكاتف الجميع حكومة وشعبًا استطعنا تجاوز الثورة الأولى من هذه الجائحة القاتلة وتقيدنا بتعليمات وزارة الصحة حتى لا يتعقّد الوضع ويُصبح صعبًا كما حدث في بعض الدول . لا تخفى علينا جهود جميع قطاعات الدولة، الجميع له دور عظيم في تخطي هذه المرحلة العصيبة ، ولكن قطاع التعليم بكادره التعليمي والإداري في كل مدرسة كانوا جنودًا عظماء بعد أن وقع على عواتقهم كثيرًا من المصاعب والمتاعب بعد الإعلان الرسمي من وزارة التعليم وتحوّل التعليم من حضوريّ إلى تعليم عن بُعد عبر المنصات التعليمية والبرامج المساعدة لها ، فالتحوّل كان جذريًا وصادمًا لكل من ينتسب للتعليم من معلمين وطلاب وأولياء أمور . تقبّل المعلمون والمعلمات هذا التغيّر وشمّروا عن سواعدهم واستنفروا استنفارًا يُثلج الصدور ، لم تكن المرحلة بالشيء السهل بل واجه المعلمون والمعلمات كثيرًا من المشاكل في التدريس والمتابعة والاختبارات وانقطاع الإنترنت وضعفه بما ذلك تعثر الدخول إلى المنصة والتعطل المتكرر بسبب الضغط على المنصة من معلمين وطلاب . في بداية الأمر كان أولياء الأمور متذمرين جدًا من هذا الوضع البائس ، وكان المعلمين والمعلمات يتحملون ويتجاوزون ويثابرون لإنجاح عملية التعليم واستمرارها، فلم تكن التجربة سهلة كما يتصور بعض المنتقدين . أما الآن وبعد أن انقضى الفصل الدراسي الأول وتُوّج بالنجاح استبشر الكادر التعليمي رغم الصعوبات والتحديات التي اجتازوها بكل بسالة ، وأشاد الجميع بثباتهم واستماتتهم في تسيير العملية التعليمية نحو الهدف المرجوّ ، فبالإضافة للضغط الذي كان عليهم من ناحية المناهج والتحضير ورصد الغياب واستمرار العملية التعليمية وحصول الفائدة للطلبة ، كان هناك ضغطًا كبيرًا وبغيضًا من بعض المشرفين التعليميين لبعض المعلمين والمعلمات ، فقد أثقلوا كواهلهم بالطلبات المعقّدة ، فلو كان الموضوع متابعة فقط لاستفاد الجميع ؛ ولكن الموضوع كان أكبر من متابعة وتوجيه، طلبات لا تنتهي وكأنهم يعاقبون المعلمين والمعلمات ببقائهم في منازلهم وإعطاء الدروس عن بعد، كما شرح ذلك بعضًا من المعلمين والمعلمات ، حتى بات كثيرًا من المعلمين المعلمات يشعرون بأنهم تحت سياط جلاد ؛ بل إنهم شعروا أن التقارير والبرامج الإثرائية أهم من المادة العلمية. حقيقة الفصل الدراسي الأول كان اختبارًا لكل معلم ومعلمة قام بإعطاء الدروس لعدد كبير من المناهج عن بعد عبر المنصات التعليمية، فلهم كل التقدير جنود التعليم وورثة الأنبياء، وأرجو كما يرجون هم ؛ أن ينظر لهم الجميع نظرةً إنسانية لا أكثر ، وأنهم بشر وليس آلات لا تكل ولا تتعب.

رسالة معلم ومعلمة :

علّمنا أجيال المستقبل حروفًا لا تنسى تُخلّد ذكرانا في أذهانهم ؛ فاحترموا جهودنا ولا تنسفوها متجاهلين ما نُعاني منه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى