كُتاب البوابة

هل تقبل التحدي ؟

تختلف درجات كبرياء الأشخاص وذلك يرجع لعمق و قوة الاختبارات التي وضعها المرء لنفسه وتحدياته لذاته ومدى نجاحه فيها ، فيضطر بعد ذلك لتصعيد وتيرة تحدياته في محاولة لكسر حدوده وتجاوزها أو الحفاظ على تاريخ بطولاته وتذكير نفسه بقدراته ، وسيكسب احترامه لذاته واعتزازه بنفسه فيتعاظم كبرياؤه ؛ بخلاف من يحب نفسه بصورة نرجسية جوفاء وسطحية خاليه من الاحترام الجوهري المستحق ؛ لأن نظرته لنفسه تحمل كل هزائمه السابقة وانسحاباته ومواقف ضعفه وعجزه حتى أصبح لا يقبل أي تحدٍ جديد سوى تجديد أساليب التهرب من التحديات واختلاق الأعذار ، جاهلاً بأن من يحب نفسه فعلاً ويحترمها لا يقبل الانسحاب من التحديات بسبب غيرته على سجل انتصاراته ولأن نظرته لنفسه ” أنه قادر على الانتصار و النجاح ” مسلمة لا تقبل المراهنة ، فهو يحمل تاريخ انتصاراته ويمضي في حياته ويشعر إن لهذا التاريخ واجب الحماية بينما يحمل غيره غروره ونرجسيته فقط وكل ما يخشاه أن ينكسر غروره أمام أول تحدي ! وهذا هو الفرق بين النرجسي الذي يحب نفسه بلا احترام حقيقي للذات ويحيط نفسه بهالة من غرور ليحافظ على شكل يحمي شظاياه الداخلية ، وبين المعتد بنفسه صاحب الكبرياء الحقيقي من يحب نفسه ويحترمها ويحترم تاريخها ..

كيف نكسب احترامنا لذواتنا دون اختبارات ودون أن نواجه تحديات الحياة ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى