هل تقبل التحدي ؟
تختلف درجات كبرياء الأشخاص وذلك يرجع لعمق و قوة الاختبارات التي وضعها المرء لنفسه وتحدياته لذاته ومدى نجاحه فيها ، فيضطر بعد ذلك لتصعيد وتيرة تحدياته في محاولة لكسر حدوده وتجاوزها أو الحفاظ على تاريخ بطولاته وتذكير نفسه بقدراته ، وسيكسب احترامه لذاته واعتزازه بنفسه فيتعاظم كبرياؤه ؛ بخلاف من يحب نفسه بصورة نرجسية جوفاء وسطحية خاليه من الاحترام الجوهري المستحق ؛ لأن نظرته لنفسه تحمل كل هزائمه السابقة وانسحاباته ومواقف ضعفه وعجزه حتى أصبح لا يقبل أي تحدٍ جديد سوى تجديد أساليب التهرب من التحديات واختلاق الأعذار ، جاهلاً بأن من يحب نفسه فعلاً ويحترمها لا يقبل الانسحاب من التحديات بسبب غيرته على سجل انتصاراته ولأن نظرته لنفسه ” أنه قادر على الانتصار و النجاح ” مسلمة لا تقبل المراهنة ، فهو يحمل تاريخ انتصاراته ويمضي في حياته ويشعر إن لهذا التاريخ واجب الحماية بينما يحمل غيره غروره ونرجسيته فقط وكل ما يخشاه أن ينكسر غروره أمام أول تحدي ! وهذا هو الفرق بين النرجسي الذي يحب نفسه بلا احترام حقيقي للذات ويحيط نفسه بهالة من غرور ليحافظ على شكل يحمي شظاياه الداخلية ، وبين المعتد بنفسه صاحب الكبرياء الحقيقي من يحب نفسه ويحترمها ويحترم تاريخها ..
كيف نكسب احترامنا لذواتنا دون اختبارات ودون أن نواجه تحديات الحياة ؟!