كُتاب البوابة

عبدالغني والبلطان من السبب ؟ من المتسبب ؟!

مبادئ وأخلاقيات الرياضة تدعو للتعاون والتضامن والتسامح بحب وفق القيم الأخلاقية والإنسانية ، وبوعي وإدراك للدور المهم الذي يشكله كل أطراف اللعبة أجهزة إدارية وفنية ولاعبين وجهات ذات العلاقة ، لتنعكس على مستوى المدرجات أو الشارع الرياضي قاطبة، على أن لا يخرج عن إطار الالتزام بهذه القيم المرتكزة على مرجعياتنا الدينية والإنسانية، وذلك بالتخلص من كل لفظ أو تصرف أو مفهوم خاطئ لمعنى الرياضة، لأن الرياضة متعة بريئة ترتقي بالنفوس وتسمو بها، ويجب على كافّة الأطراف أن تعي تماما دورها الفعال في ترسيخ هذه المفاهيم وضبطها بالمعايير اللازمة، وأن يكون دورها فعالا يعكس مهنيتها ووعيها.
كرة القدم لعبةٌ لها خصوصيتها ولها سحرها وممتعة بحد ذاتها ؛ إذا تم التعامل معها كلعبة ترويحية بغض النظر عن نتائجها، فهي بالنهاية وسيلة من وسائل تحقيق المتعة الحسيّة ، أما إذا تم التعامل معها على أساس حرب بين عدوين، لا تنافس بين فريقين، حتماً ستكون مصدر شقاء وإزعاج ومرض لمحبيها ومتابيعها دون استثناء ، وعلى سمعة الرياضة ككل.
تابعنا ولا زالنا نترقب قرار عقوبة لجنة الانضباط النهائي تجاه الأحداث التي صاحبت مباراة الشباب والنصر، والتي كانت من أجمل مباريات الجولة متعة وتكتيكيًا وحضورًا فنيًا على أعلى مستوى، ذابت كل هذه الصور الجميلة بعدما رصدت عدسات الكاميرات تجاوزات حصلت بين المدير التنفيذي لنادي النصر الكابتن حسين عبدالغني ومحترف نادي الشباب سيباستياو ورئيس نادي الشباب أ. خالد البلطان، لا نعلم حتى اللحظة من السبب ومن المتسبب ! وعلى من ستقع العقوبة المستحقة ؟ ولكن الأكيد أن جميعنا ضد كل عنصري مريض وبذات الوقت ضد التشهير أو إلصاق التهم بشخص برئ ، كما أننا ضد التعاطي أو التراشق إنْ صح التعبير على الهواء وتحت الهواء للمسؤولين الرسميين (القدوة)، وضد كل عمل يعكس صورة سوداوية لدوري عظيم يحمل اسم أعظم وهو “دوري MBS للمحترفين”، في بلد كبير كالمملكة العربية السعودية.
التعاطي السريع من قبل لجنة الانضباط في قرارها الأول للتعامل مع القضية ينم عن إحساس بالمسؤولية وحضور مهني يشكرون عليه ، والذي نص على “توقف مؤقت لمسؤول نادي النصر عبدالغني عن مرافقة الفريق، وحرمان رئيس الشباب البلطان من دخول الملاعب أثناء المباريات لمدة (15) يوماً، طبقاً للمادتين (149) و (152)، لحين إكمال التحقيقات والاستماع للأطراف.
ختاماً لست متخصصاً في القانون الرياضي ولكنيّ ممن قرأ اللوائح الخاصة بلجان الانضباط ، وعطفاً على ما تم اتخاذه من إجراء يبدو أن هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة والله أعلم:
الأول : في حال اختلف تقرير الحكم المعني بأحداث داخل الملعب وتقرير المراقب المعني بأحداث خارج الملعب .. سيعتمد تقرير حكم الساحة وبالتالي ستنحصر الدعوى بين حسين وسيبا، وسيفصل فيها وفق ما تضمنه تقرير الحكم.
الثاني : في حال تطابق التقريرين ستكون الأطراف الثلاثة متهمة وسيتم الفصل وفق مضمون التقارير بعد الاستماع للإفادة الشفهية.
الثالث : في حال تم إثبات التلفظ العنصري من قبل أحد الأطراف فهو من سيتحمل العقوبة القاسية وستكون العقوبة إيقاف خمس مباريات وحرمانه من دخول الملعب مع فرض غرامة (50,000) الف ريال ، وإن كان مرتكب المخالفة مسئول فستكون الغرامة (150,000) مع ما سبق وفق المادة (68) الفقرة (1) من لائحة الانضباط (التفرقة العنصرية).
إلى ذلك الوقت يفترض بي وبكم التريث حتى يتم الفصل في القضية المنظورة أمام جهة الاختصاص وبعدها لكل مقام مقال.

كن بخير عزيزي القارئ حتى ألقاك في مضمار رياضي جديد إن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى