كُتاب البوابة

التواصل المؤسسي وصول أم أثر

تتعدد الأحاديث حول التواصل المؤسسي وأدواته المساعدة في تحقيق الأهداف المنتهية بإنجاز محدد يذكر في التقارير السنوية، أو يكون مساهماً في تحقيق هدف آخر، وتختلف وجهات النظر حول ممارسيه وخبراءه، وتتعدد دراساته العلمية، وتستمر تطوراته التطبيقية، ونخصص الحديث هنا عن التواصل المؤسسي ونقاط التركيز السائدة بين ممارسيه.
ومن واقع سؤال للعديد من المتخصصين الممارسين في هذا المجال بجهات مرموقة يكون تركيز التواصل المؤسسي على تفاصيل لحظية تتمثل في جدولة حملة إعلامية، أو تنسيق زيارات رسمية، أو تخطيط لجدولة محتوى أسبوعية، أو إعداد منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أو كتابة الكلمات وغيرها..، وهذه ما هي إلا وسائل لتحقيق هدف محدد، ولا شك أن هذا التخطيط والعمل يعد من الأمور الهامة جداً، ولكن التركيز العالي على هذه المهام يصرفنا عن الاهتمام بتفاصيل استراتيجية أهم؛ وهو التواصل الفعال والمؤثر والذي يحدث تغييراً في السلوك والاتجاه لدى الفئة المستهدفة، بناء على أهداف استراتيجية مخططة بعناية تتوافق مع مستهدفات المنظمة المستقبلية.
ونستدل بمثال ذكره عبدالله بن جمعة الرئيس السابق لشركة أرامكو في أحد مقالاته المتخصصة في هذا الجانب، ذكر فيه أننا ندفع للنجار أجراً ليصنع لنا صناديق أو أرفف أو حتى بيوت وليس ليرينا قوة نشر منشاره، وسائق سيارة الأجرة يكسب دخله بإيصاله الناس إلى وجهاتهم وليس فقط لأنه يقود السيارة من شارع إلى آخر، وبناء على هذه الأمثلة فتقاس توجهات إدارات التواصل المؤسسي، فيفترض علينا صناعة الحملات الإعلامية لنحدث تغييراً في التفكير، والاتجاه، والصورة الذهنية، ليتوافق مع توجهات المنظمة المستقبلية، ويفترض علينا تنسيق الزيارات لنحدث بروتوكولات تعرف بها المنظمة مستقبلاً لجودة أداءها وتنسيقها وتنظيمها، ويفترض علينا كتابة المحتوى ليس للظهور فقط إنما لتحقيق هدف مستقبلي يتوافق مع توجهات المنظمة مما يعزز من لغتها وهويتها وطريقة ظهورها.
لنسأل أنفسنا لماذا نتواصل؟ ولماذا نظهر؟ ولنهتم بالعوائد المرجوة من كل عملية تواصل مهما اختلفت أشكالها، ولنعرف هل العائد يتوافق مع أهدافنا المستقبلية أو يساهم في تحقيقها أم لا؟، ولا يكن قياسنا في معدل الوصول بل في معدل التأثير، فالكثير يقرأ ولا يعي، وينظر ولا يتأثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى