كُتاب البوابة

غارقون في نعم الله فهل من شاكر ؟!

نِعم الله علينا لا تعد ولا تحصى فلو تأمل الإنسان فيما حوله يجدها ظاهرة واضحة , فالنعمة تعني حسن الحال والمــال وهــي الخير الذي يصل إلى المرء في دينه ودنياه قال تعالى ( يستبشرون بنعمة من الله وفضل ) آية 171 سورة آل عمران
هل فكر أحدنا في يوم من الأيام أن يحتسب عدد النعم التي يتنعم بها في حياته ؟! بالطــــبع لا ! كيــف وأنها لا حصــر لهـــا وكيف يحصيها وهي تملأ الكون كله من هواء وماء وطعام وشراب وملبس ومأكل وصحة وسعادة وراحة للبال وفوق كل ذلك نعمة الأمن والأمان ونعمة الوطن المستقر التي تجعلنا نسير يمينا ويسارا ونزاول أعمالنا في سكـــون وهـــدوء وطمأنينة في كل أنمـــاط الحياة قال تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) آية 18 سورة النحل .
وعلى عكس ذلك تماما نجد النقمة أو البؤس والتي قد يصل إليه الفرد بسبب عدم شكر النعمة , فزوال النعم يصل إلى الإنسان مـن فقدانه الإحساس بنعم الله عليه ونسيانه شكر الله وحمده على ما رزقه من نعم بالغة .
ألا وإن أول النعم التي يجب على الإنسان أن يحمد ربه عليهــــا هـــي أن رزقه نعمــــــــة التوحيد والإسلام فهذا هو قمة الشعــــور بالرضـــــا والاعتراف بالفضل لله , وثانيها هي نعمــة الوطن الكــريم الآمن التي جعــله الله من نصيبك فــي وطــــن يســعى جــاهدا لتحقيق كيانك في العيش المستقر , وثالثها هي نعمة الصحة والعافية في البدن فهي التاج على رؤوس الأصــــحاء ولا يشــعر بهذه النعمــــة إلا من حرم منها فالجسد بكل ما فيه من عمليات حيوية تعمل بدقة متناهية من أعظم نعم الله على الإنسان , بل إن الكــون ومــا فيــه مــن مكــــونات نعمة عظيمة تجعل الفرد مواصلا رحلته في الحياة .
ومن أعظم الأدلة التي تصف النعم على الإنسان قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشــريف ( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالأمن والصحة والغذاء كلها نعم أساسية يجب علينا أن نستمر في حمد الله وشكره عليها لأن الاســــتمرار والمــــداومة على شكر النعم يزيدها والبعد عن حمد الله على نعمه يقلل دوام واستمرار النعم .
وقد لا تكون النعم أشياء مادية محسوسة فقط ولكنها قد تكون أشياء غير مباشرة وهبها الله لعبده فينعم عليه بها ويجعــله في نعيم دائم بحرصه عليها كمساعدة الناس والمحتاجين , والصدقات ومساعدة الفقراء والمساكين , وصلة الأرحام وبر الوالدين , والدوام على الدعاء للوطن وللناس أجمعين .
أكرم الله عباده بالنعم في كل أمور حياتهـــــم وصحتهم ووطنهم ومسكنهم وأبنائهم فلا تتراجـــــع عن الاستمرار في شكـــر الله واجعل دائما نفسك متصلة بالحرص على المحافظة عليها وكن سبيلا لغرس الشعور بنعمة الحياة في اتباع مســـــالك الخير وطرق الحب والسلام والأمن والتسامح .
اللهم اجعلنا من الدائمين على طاعتك المستمرين لحمدك المعترفين بفضلك الشاكرين لنعمك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى