كُتاب البوابة

بِطاقةُ حق

نؤمنُ بما أقرهُ الله علينا، نُرددُ هذهِ العِبارة دائمًا، ولكن هل قُلوبنا مؤمنةٌ بها؟

الإعاقةُ هيَّ مشيئةُ الله للعبد بمختلفِ أشكالِها، فلا بد أن نعي لا أحدًا مُحصنًا من الإعاقة، والدك، والدتك، ابنك، ابنتك، ربما تكون أنت يومًا ما مِن ذوي الإعاقة فلا أحد مِنا يعلمُ الغيب .
أهلنا ، أقاربنا ، أصدقاؤنا ، جيراننا لهم علينا ” بِطاقةُ حق ” ستلازِمنا مدى الحياة، ستكونُ في أيدينا نستعملها متى ما رأينا أحدًا منهم، هذه البطاقة ساريةُ المفعول، لايوجد لها تاريخُ انتهاء ، تتجددُ تلقائيًا عند استعمالها .

يتبادر الأن في ذهنك كيف أستعملُ هذه البطاقة ؟ و مِن أين سأحصل عليها ؟ ولما تلازِمُني ؟

استعمالك لهذه البطاقة سيكون عبر إحسانك لهم، مساعدتك، ابتسامتك، إجابتك عن سؤالٍ عابر من أحدهم في الطريق، احترامك لِخصوصياتِهم، عدم استخدامك الأماكن المخصصة لهم، عدم النظر لهم بنظرة الشفقة فهم ليسوا مساكين، تغضبهم هذه النظرة التي لا تمتُ للشفقةِ بصلة، هذه النظرة تفضحُ القلب وما يؤمن به، فإن كنت بالفعل مؤمن بما أقره الله لِما هذه النظرة إذن ؟

لابد أن يكون إحسانُك مبني على تقبلك لهم، لابد أن تؤمن بحقهم، لهم حق العيش بحريةٌ مطلقة، فأنت لا ترضى من أحد أن ينظر إليك في الطريق أو في مقر عملك أو عند خروجك لنزهة بهذه النظرات، وهذا من حقك وهم أيضًا يملكون هذا الحق.

أما بالنسبةِ لطريقة حصولك على هذه البطاقة فستكون عبر قلبك، إن كان قلبُكَ نقيٌّ، يؤمِن بما أقرهُ الله عليه ، مليءٌ بالإحسان، صادق الود، ستكونُ البِطاقة بين يديك، وحتمًا ستلازِمك، لإيمانك التام أن الجميع معرض للإعاقة، فإن أحسنت سيُحسنُ إليك ذاتَ يوم، و إن قسوت ولو بنظرةٍ حتمًا ستُردُ لك .

الحياةُ بها متغيرات، لا تدومُ لأحد ولا يبقى شكلُها هكذا، قاعدةٌ ثابتة مَن جعلها نصب عينه سينجو من منعطفات الحياة القوية.

فالحياةُ لحظةٌ عابرة ، مِثلُها مِثلُ الصورة، الصورةُ تؤخذ في ثوانٍ معدودة ولكن تبقى طويلًا، بل أن مَن في الصورة يرحلون وهي باقية، لذلك الحياة مثل الصورة تمامًا، سترحلُ عنها ولكن سيبقى إحسانُك وذكرك الجميل يُرافِقُ اسمك ، فلا تبخل على نفسك بالإحسان ، فمِن الإحسان بالنفسِ تهذيبُها على الإحسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى