أخبار عربية و عالمية

أم الديمقراطيات تهٌُْجر مسلمي آسام على خطى إسرائيل

في وقت أدلى فيه رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي»خطابه الخاص أمام الأمم المتحدة قائلًا «العالم يواجه خطر التفكير الرجعي والتطرف» ومشددًا على مؤهلات بلاده الديمقراطية لتعزيز وجهة نظره ، ومطلقًا لقبًا جديدًا للهند: بأنها «أم كل الديمقراطيات» : ما زالت هناك أم هندية تحاول فهم وفاة طفلها البالغ من العمر 12 عامًا ، والذي قُتل برصاصة شرطة طائشة في ولاية آسام الشمالية الشرقية القريبة من بنغلادش قبل مايقارب الأسبوعين إثر محاولت الشرطة لتهجير800 اسرة من منازلهم والاستيلاء على اراضيهم على خطى إسرائيل ، بعد ان فاجئوهم بقوة تجاوزت 1500 جندي وشرطي وعدد من الجرافات تجاوزات الـ 14 تم أستخدامها لتدمير المنازل ودور العبادة.

الشيخ فريد
كشفت والدة الطفل «الشيخ فريد» ، المقتول برصاص الشرطة الهندية «حسينة» عندما زارها صحفيون في قرية نائية على ضفاف نهر «براهمابوترا» وذلك بحسب مانشرته صحيفة التايمز : أن طفلها اصيب عندما فتحت الشرطة النار على قرويين بنغاليين مسلمين قاموا بالاحتجاجات ضد الإخلاء الجبري من أراضيهم والتي ترغب الحكومة الحالية منحها للهندوس الأساميين الذين تطلق عليهم «مجتمع السكان الأصليين»، وأضافت : أنه قبل لحظات من وفاة «فريد» كان قد حصل على بطاقة هوية «بيومترية» وطنية تثبت أصله كانت قد وصلت عبر مكتب البريد.

المصور الطائر
وأدت حملة الإخلاء إلى مزيد من الرعب عندما هاجم أحد جيران الطفل «فريد» يدعى “هوك” الشرطة حاملاً عصاه، بعد أن قاموا بتفكيك منزله حوالي الـ 5000 هندوسي، بحضور رجال الشرطة المدججون بالسلاح ،في حين كان بإمكانهم القبض عليه بسهولة ، لم يترددوا في إطلاق النار وقتله من مسافة قريبة مع توثيق ذلك بمقطع فيديو يظهر المصور الهندوسي «بيجوي بانيا» الذي كان يرافقهم وهو يقوم بالقفز والطيران على جثته الهامدة في مشهد أثار غضب ناشطين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على نطاق واسع، واضهر المقطع الشرطة وهم يمطرونه ضربًا بالهراوات، ويتناوبون على ذلك مع المصور الهندوسي الذي يرافق فريق الشرطة بينما يفارق «هوك» الحياة.

بهاراتيا جاناتا
وعلى الرغم من طول الحكم الإسلامي للهند الذي استمر على أقل التقديرات حوالي الثمانية قرون الا أن الهندوس يشكلون 84٪ من السكان مقابل 14٪ من المسلمين ، وحقق حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) الذي يتزعمه «مودي» إنجازًا يتمثل في خلق إحساس عميق بان الضحية هو الهندوسي، وإذكاء انفصال المسلمين عن طريق التضليل وكان خطاب الكراهية ،قد فتح الجراح الدينية القديمة ، والتلاعب بوسائل الإعلام الهندية ، وإسكات الأصوات التقدمية ، وتمكين «مجموعات القصاصون» الأهلية الهندوسية في متلازمة يمينية يتردد صداها بعمق ، ونتيجة لذلك ، تم إقناع العديد من الهندوس بالاعتقاد بأن أكبر مشكلة تواجه الهند هم مسلموها مرددين شعار «الهندوس خاطر مين هين»أي (الهندوس في خطر).

المهاتما غاندي
لاشك أن القادة الهنود يحبون التحدث عن «المهاتما غاندي » عندما يسافرون إلى الخارج. بأنه يعزز للفكرة الشعبية عن الهند كأرض سلام ومحبة ، ويعزز سلطتها الأخلاقية كديمقراطية مسؤولة على المسرح العالمي . لذلك ، ظهرت أفكار «غاندي» كثيرًا مع خروج رئيس الوزراء «اريندرا مودي» من الهند مؤخرًا للمرة الأولى منذ حوالي عام ونصف ، و خلال لقاء «مودي» في البيت الأبيض في 24 سبتمبر الماضي ، قال الرئيس الامريكي «جو بايدن» إن رسالة غاندي من اللاعنف والاحترام والتسامح مهمة اليوم ربما أكثر من أي وقت مضى.

تراج الحزب
قبل تولي «مودي» زمام الأمور في عام 2014 ، اعتقد معظم المواطنين أن همومهم الرئيسية هي الفقر ، والنمو الاقتصادي غير الكافي ، والفساد. ركب إلى السلطة على وعد بإصلاح كل ذلك. ولكن مع استمرار تدهور الاقتصاد ، وارتفاع معدلات البطالة والفقر في ظل حكمه ، تراجع حزب «بهاراتيا جاناتا» بشكل متزايد عن سياسات التفوق لصرف الانتباه والتهرب من المسؤولية، وذلك للاستمرار في الفوز بالانتخابات ، حيث يسعى للاستمرار في استقطاب الناخبين الهندوس ضد المسلمين ، وتدوير حملات شائنة أكثر من أي وقت مضى لتشويه صورة المسلمين، و نشرت الهند النسخة الأخيرة لقائمة بأسماء نحو 1.9 مليون شخص من ولاية آسام سيجردون من جنسيتهم ، معللةً إن الهدف من هذه العملية هو التعرف على المهاجرين غير الشرعيين القادمين من بنغلاديش. وذلك بحسب مانشرته BBC وكانت نسخة من قائمة سابقة نشرت العام الماضي، قد استبعدت 4 ملايين شخص. حيث أثار إعلان القائمة انتقادات بأنها قد تكون حملة موجهة ضد الأقلية المتواجدة في ولاية آسام، وبالتحديد الأقلية المسلمة.

حياة المسلمين مهمة
وعلى خلاف تلك الاحداث المتسارعة شن نشطاء عرب ومسلمون حملة لمقاطعة المنتجات الهندية ردًا على اضطهاد المسلمين الهنود في ولاية اسام ، وتصدر وسم «مقاطعة لمنتجات الهندية» قائمة الهاشتاق الأكثر تداولا على تويتر خلال الاحداث، حيث تم تداولة في عدة دول عربية وإسلامية وانتشرت آلاف التغريدات التي تدين السياسات العنصرية للحكومة الهندية ضد المسلمين في البلاد، وكانت قد أطلقت القوات الهندية النار على مسلمين احتجوا على عمليات الطرد والتهجير، وقتل في هذه الأحداث الاف من الفلاحين وجرح آخرون، من جانب اخر خرجت مظاهرات في «كالكوتا» تنديدًا بالعنف ضد المدنيين في آسام وأحرقت خلالها صور لحاكم آسام ورفعت لافتات كتب على بعضها «حياة المسلمين مهمة»، وأفادت وسائل إعلامية في آسام بأن 20 ألفا من الأقلية المسلمة هجّروا من بيوتهم بعد قرار السلطات إزالة أحياء سكنية للمسلمين، بذريعة أنها أقيمت فوق أراض مملوكة للدولة.

أم الديمقراطيات تهٌُْجر مسلمي آسام على خطى إسرائيل

أم الديمقراطيات تهٌُْجر مسلمي آسام على خطى إسرائيل

أم الديمقراطيات تهٌُْجر مسلمي آسام على خطى إسرائيل

أم الديمقراطيات تهٌُْجر مسلمي آسام على خطى إسرائيل

albwaabh

صحيفة البوابة الإلكترونية || الإعلام بمفهومه الجديد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى