أخبار عربية و عالمية

60 دقيقة تضليل.. لن تٌنسى العالم اختلاس 11 مليار دولار

في وقتٍ يشنُ فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، أكبر حملة شرسة لمكافحة الفساد وترسيخ الشفافية في المجتمع: أطلقت السعودية في 2017 عملية واسعة النطاق أوقف على إثرها مسؤولين كبار من أمراء  ووزراء ، كانوا قد اُتِهموا بالتورط في قضايا فساد وتم تبرئة بعضهم ليعودوا إلى مناصبهم بعد إنهاء التحقيقات ، إلا أن «سعد الجبري» والذي عمل في الداخلية السعودية على مدى 4 عقود ، اختار الهروب عن طريق تركيا للعيش في دولة أجنبية بأمريكا الشمالية حاملًا جنسية أخرى لأصغر عاشر دولة في العام ، و مستخدمًا الإعلام الغربي منصة للتضليل والتشتيت من خلال برنامج  60 دقيقة على قناة CBS NEWS ، في محاولة لإخفاء الجرائم المالية التي ارتكبها بعد ثبوت هدر واختلاس 11 مليار دولار من أموال الدولة إبان عمله في وزارة الداخلية.

بيان السعودية

أوضحت سفارة المملكة العربية السعودية لدى واشنطن في بيان أصدرته لبرنامج «60 دقيقة» التي أجراها «سكوت بيلي» ، والتي ستبث الأحد القادم 24 أكتوبر على قناة CBS NEWS، مفاده : أن سعد الجبري «مسؤول حكومي سابق فاقد للمصداقية وله تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء الجرائم المالية التي ارتكبها والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لتوفير أسلوب حياة مُسرف لنفسه ولأسرته» ، وأضاف البيان أن الجبري «لم ينكر جرائمه، بل إنه في الحقيقة يشير إلى أن السرقة كانت مقبولة في ذلك الوقت ، لكنها لم تكن مقبولة ولا قانونية في ذلك الوقت، ولا الآن»

اختلاس وهروب

ومن المفارقات العجيبة ، أن سعد الجبري هرب من السعودية إلى أحد البلدان الأجنبية ، ليعيش في “كندا”، بجنسية “مالطية” ، حتي لا يعاقب علي ما قام به من فساد وإتلاف لمال الحكومة ، خلال عمله في وزارة الداخلية حين إشرافه  علي «صندوق مكافحة الإرهاب» ، وفي تحقيق يتعلق بإحدى قضايا الفساد قدمت السلطات السعودية أوراقًا تثبت سوء استخدام «الجبري» للسُلطة و سرقة 11 مليار دولار، من أصل 19 مليار دولار كانت مخصصة لمكافحة الإرهاب عقب احداث هجمات 11 سبتمبر 2001.

تدخل امريكي

و تدخلت وزارة العدل الامريكية في الدعوة القضائية المدنية الموجهة ضد الجبري  في الخامس من أغسطس آب 2021 و التي رفعتها شركة قابضة سعودية مملوكة للدولة عبر خطاب وجهته مديرة الاستخبارات القومية  بأمريكا « افريل هاينز» بالمحكمة في خطوة وصفت بأنها «غير عادية ونادرة» واستندت في ذلك بحسب قولها على ما يسمى  «امتياز أسرار الدولة» وقالت: إن ذلك جاء «بناءً على معرفتي الخاصة» بما يمكن أن يتم كشفه في هذه القضية من معلومات سرية قد تضر بالأمن القومي للولايات المتحدة ، و عمل الجبري لواء و مستشار أمني في وزارة الداخلية السعودية، وتولي منصب مستشار للأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي السابق ، ومن ثم تمت إقالته في عام 2015.

صحف أجنبية

وكانت قد أعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن سعد الجبري قد أهدر ما يقرب من 11 مليار دولار من خزينة السعودية ، إلى جانب حصوله علي مليار دولار هو ومن معه،  وقد راجعت الحكومة السعودية ملف عمل الجبري السابق داخل الهيئات، لتتوصل إلى أنه  تم دخول 19 مليار دولار إلى صندوق الدولة خلال فترة توليه، ومن بينهم 11 مليار تم صرفهم على تحويلات ورسوم عقود مما أدى إلى إهدارهم بشكل عشوائي وعدم الاستفادة من المبلغ،  وما زالت التحقيقات في القضية مستمرة , يذكر أن السلطات السعودية  قد أرسلت إنذار إلى الانتربول والسلطات الخارجية لأنها لا تقوم بتسليم الفارين من الدول إليها لمعاقبتهم علي ما ارتكبوه من أفعال ، وترفض «كندا» تسليم الهاربين إليها.

صفقات مشبوهة

وكشفت الصحيفة أيضًا ، وجود صفقات تجارية مشبوهة قام بهاالجبري  تقدر بمليارات الدولارات كمدفوعات مباشرة تتم باسم مكافحة الإرهاب ، و تنوعت أغراضها لدفعها لمخبرين وقادة أجانب مثلعمر البشيربالإضافة لشراء معدات للشرطة وهواتف مشفرة ، كما قام الجبريبالفساد بتحميل الحكومة مزيدًا  من الرسوم والعقود التي كانت تبرم مع شركات غربية كبيرة وشراكات من القطاع الخاص تتعلق بالأمن ، حيث استخدم حسابات بنكية خارجية لمزاولة اعماله .

صندوق الجبري

وذكرت الصحيفة أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيرأنشأ صندوق للقضاء على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر ، لكن الجبري استخدم  نظاماً يمكنه هو وشركائه من الاستفادة من تلك الأموال لصالحه الشخصي ، حيث تلقى هذا الصندوق أكثر من 19 مليار دولار من وزارة الداخلية ، من جهتهم  أكد المحققين السعوديين بأن مسؤول مع مجموعة أخرى ، كان يديرها الجبري أساؤوا إنفاق  11 مليار دولار من هذه المبالغ ، كما دفعوا لأنفسهم مليار دولار على الأقل من أموال الدولة.

محققين سعوديين

ووفقا للمحققين السعوديين والوثائق المصرفية ،  قام الجبري بإنشاء شركات تم تسجيلها منذ عام 2018 ذات علاقة مالية خاصة مثل شركة « تحكم التقنية والبرمجيات» وشركة «سكيب»، تحت إطار مكافحة الإرهاب ، وقامت الداخلية السعودية بتمويلها وبدأت الشركات لجني الأرباح وتحويل جزء منها لوزارة الداخلية ، وجرى أيضًا من خلال هذه الشركات شراء برامج من شركات أمريكية كبيرة مثل IBM و Oracal وغيرها من البرامج التي استخدمت لبناء قواعد بيانات لتعرف على بصمات الأصابع ومراقبة Twitter للبحث عن تهديدات أمنية محتملة بالإضافة إلى أمور أخرى.

دورة الفساد

وعن دورة عمل الفساد لصندوق الجبري ، كانت وزارة الداخلية ترسل ما يقارب 40% من الإيرادات  من الفئات ، بما في ذلك رسوم التأشيرات ، وتذاكر سفر لصالح صندوق مكافحة الإرهاب الذي يخضع لسيطرة وإدارة “الجبريثم بعد ذلك يتم تحويل الأموال لشركات ذات علاقة مالية وخاصه لـ سعد الجبريوشركائه ، و تشكل «شركة  سكب» مهمتها بتمويل الأموال إلى شركات أخرى يتحكم بها هو وشركائه.

———-

أهم تجاوزات شركات الجبري ؛

1- كشف المحققون السعوديون بعد نقل ملكية الشركات إلى حكومة السعودية بأن وزارة الداخلية دفعت للشركات أكثر من 11 الف دولار مقابل كل قطعة للحصول على عدد الفين هاتف أرضي وأجهزة هواتف محمولة تكلفتها 500 دولار فقط ، وتم التخلص منها لأنها لا تعمل بشكل جيد.

2- قام الجبري بابتكار أوراق تفيد أن الشركات مدينة لهم بقروض بقيمة 30 مليون دولار.

3- عام 2013 أشرت الشركات التابعة لـ سعد الجبري شقةبنت هاوسفيبوستنبمبلغ ثلاثة ونصف مليون دولار امريكي.

4- قامت الشركة بشراء 4 وحدات أخرى في نفس المبنى تبلغ قيمتها 670 الف دولار إلى ما يزيد عن مليون دولار امريكي ، وفقًا لسجلات الدولة وإيصالات الإيداع الخاصة بالشركات.

5- ووفقًا لسجلات الدولة ، قام بشراء شقة بقيمة 4 ملايين  و300 ألف دولار فيفندق ماندرينفيبوسطنعام 2017.

6- وفي 2017 أنفقت شركاتالجبريأكثر من 13 مليون دولار على شقق فاخرة في فندقفور سيزونفي بوسطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى