فيما يعد توافق الرؤية الاقتصادية العمانية 2040 مع روية المملكة 2030 ، أحد أركان التعاون المشترك بين البلدين ، تُوِجَت أهداف زيارة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، الى سلطنة عُمان بتوقيع عددٍ من الاتفاقيات لمشروعات استثمارية بمليارات الدولارات في قطاعات: النفط والطاقة، والصناعات البتروكيماوية، والخدمات اللوجستية البحرية والبرية، والتعدين، والمشروعات العقارية، والصناعات الغذائية. وستدعم هذه الاتفاقيات تحول الموانئ العمانية إلى منفذ للصادرات السعودية النفطية وغير النفطية إلى العالم بالإضافة لتوقيع عددٍ من الشراكات
إجراءات عديدة
بحسب خبراء من سلطنة عُمان، فإن العديد من الخطوات والاتفاقيات الاقتصادية ضمن أهداف زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى عُمان ، يتبعها العديد من الإجراءات ضمن استراتيجية التعاون بين البلدين والتي تشمل العديد من المجالات، وتحتل عُمان المركز 20 في قائمة الدول التي تستورد من السعودية و يبحث ولي العهد خلال الزيارة العديد من القضايا الثنائية والإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، و وفق ما ذكر خبراء فان زيارة ولي العهد ستفتح المجال لتعاون أكبر بين السعودية و عُمان خاصة بعد زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى السعودية يوليو /تموز الماضي، وهي الزيارة الأولى لسلطان عمان إلى المملكة.
الدعم المحلي
شملت الاتفاقيات الموقعة توفير شركة «الخريف» للبترول، بالتعاون والاشتراك مع شركة تطوير الأعمال الدولية العمانية (IDB)، الدعم المحلي في العديد من المشروعات الخاصة بشركات: أوكسيدنتال – عمان، وتنمية نفط عمان، وبترول عمان، ومن أبرزها تصميم وبناء وتشغيل وصيانة منشآت لمعالجة النفط والغاز.
سلسلة التوريد
و على هامش الزيارة تم توقيع اتفاقية بين شركة النقل البحري السعودية والمجموعة العُمانية العالمية للوجستيات (أسياد)، لتنفيذ مشروع للخدمات اللوجستية والمناطق الحرة، ومشروع للإرساء الجاف للسفن، وإتاحة فرصة الاستثمار في التخزين وتوريد سلاسل الإمدادات الطبية والاستهلاكية.
فرص للمواءمة
وتسهم اتفاقية التعاون، التي وقعت بين شركتي «معادن» السعودية و«تنمية معادن عمان»، في تعزيز فرص الموائمة بين عمليات التشغيل وسلسلة التوريد، ومشاركة الخبرات والتقنيات في مجال الاستكشاف والتطوير، وتشكيل فريق مشترك، لتقييم التعاون المحتمل بمشروع «شليم للحجر الجيري والديلومايت».
الصادرات السعودية
وأورد تقرير، صادر عن مركز الدراسات الاقتصادية في اتحاد الغرف التجارية السعودية، أن الصادرات السعودية إلى سلطنة عُمان بلغت العام الماضي 4.4 مليارات ريال. في حين وصلت الواردات العمانية إلى 6.2 مليارات ريال، لتحتل بذلك عُمان المرتبة الـ28 ضمن الدول التي تُصدّر إليها المملكة، والمرتبة الـ20 بين الدول التي تستورد منها. في حين قدرت وكالة «بلومبرج» التبادل التجاري بين البلدين في2020 بنحو 2.34 مليار دولار. ومن أبرز السلع المُصدّرة من السعودية إلى عُمان: المنتجات المعدنية والألبان والمنتجات الحيوانية واللدائن ومصنوعاتها. أما المستوردة، فأهمها الحديد والصلب والمنتجات المعدنية والشحوم والزيوت الحيوانية أو النباتية واللدائن ومصنوعاتها.
منطقة الدقم
تعتبر منطقة الدقم الاقتصادية من أكبر المناطق الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط، حيث تحتل أولوية في الفكر الاستثماري للملكة نظرا لموقعها الامن لخطوط النفط والغاز على بحر العرب ، وتضمنت الزيارة، توقيع اتفاقية بين شركتي «أرامكو» للتجارة و«نفط عمان»، لتزويد مصفاة الدقم بالمواد البترولية، وشراء مشتقات النفط من المصفاة، وتقييم مدى ملاءمة تخزين منتجات «أرامكو» في «الدقم»، من النفط والمنتجات البتروكيماوية، واتفاقية أخرى بين شركتي «سابك» السعودية و«نفط عمان»، لدراسة إنشاء مجمع بتروكيماويات مشترك في «الدقم»،
الطريق البري
وشملت أهداف الزيارة أيضا افتتاح الطريق البري الرابط بين البلدين بطول 800 كيلومتر عبر الربع الخالي، وهو ما يعزز الرؤى والشراكة الاقتصادية بين البلدين. كما تعد السعودية شريكا استراتيجيا في عدد من المشاريع الاقتصادية في عُمان، منها تطوير مدينة خزائن الاقتصادية التي تأسست في 2018 بشراكة عمانية سعودية.
السوق المالية
تعد شركة «أكوا باور» السعودية من أبرز الشركات السعودية المستثمرة في السوق العُمانية، وستعزز مشروعاتها السابقة باتفاقية ضخمة مع شركتي «نفط عُمان» و«Air Products»، لتنفيذ مشروعات في المنطقة الحرة في «صلالة» (SFZ)، تتعلق بإنتاج «الهيدروجين الأخضر» في السلطنة، وتقدر تكلفتها بـ7 مليارات دولار، وإنتاج «الأمونيا الخضراء» بمتوسط قدره 1.003 مليون طن سنويا.
وتعزز اتفاقية التعاون، التي تم توقيعها بين مجموعة «تداول» السعودية وبورصة مسقط، العلاقات المشتركة بين الجانبين، من خلال تبادلا الخبرات والمعلومات، والعمل على تطوير السوق المالية بالبلدين في مجالات: الإدراج المزدوج للشركات في البلدين، والتقنية المالية، ومشاركة البحوث والبيانات، وكذلك مجالات: الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، والفعاليات المشتركة.
مذكرة تفاهم
وخلال الزيارة ، وقعت شركة «دار الأركان» السعودية ونظيرتها «عمران» العُمانية مذكرة تفاهم، لإطلاق مشروع مجمع مغلق (كومباوند) فاخر ومميز، يحتوي على وحدات سكنية وفندقية وضيافة على مساحة 3.5 ملايين متر مربع في شاطئ «يتي» بمسقط، وتقدر مدة تنفيذ المشروع بـ10 سنوات، وتفوق قيمة البيع المتوقعة 2.1 مليار دولار.