كُتاب البوابة

أبي أين خطيبنا ؟

قبل فترة ليست بالبعيدة كنت في جلسة أدبية عامرة بالأدب وفنونه وتاريخه واستشهاداته ، واستطرقنا باب فن الخطابة وجمالياته ومقومات الخطيب الناجح ، من اختياره لموضوع خطبته ، وملائمتها للظروف المكانية والزمانية لبيئته ، وملامستها لواقع مجتمعه وقضاياه وتلبيتها لاحتياجاته الدينية والمجتمعية والحياتية ،وكلما مسَّت الخطبة حياة الناس كانت ألصق بهم وأكثر تأثيرًا فيهم، ومنها قناعة الخطيب بما يقول وإيمانه به ، وليست خطبة من (السيد قوقل)جاهزة قد لا يعي الخطيب كل محتواها !
وشدني أحد الزملاء الحاضرين بحادثة قريبة له في الطائف ، يقول : كنت أصلي كل جمعة في جامع حينا الذي وفق بخطيبٍ تنطبق عليه كل مقومات الخطيب الناجح ، وكان يرافقني للصلاة ابني الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره ،وكنا نتناقش في موضوع الخطابة في طريق عودتنا للمنزل ونستوضح بعض نقاطها وعناصرها ، وذات جمعة لم يخطب إمامنا ! وحضر خطيباً آخر ، لغته ركيكة ، ومرتبك ، على الرغم من أنه يقرأ من ورقة !!
فعندما ركبنا السيارة قال لي ابني :
أبي اليوم يوم جمعة أو يوم أحد ..
فقلت له : خير إن شاء الله اليوم الجمعة !
فقال : خطبتنا اليوم ذكرتني بإذاعتنا الصباحية في المدرسة !
فضحكت ثم نظر إليّ وقال : أبي أين خطيبنا ؟؟ قلت : لا أعلم !!!

خاتمة :

قد قيل : ما خرج من القلب استقر في القلب، وما خرج من اللسان لا يكاد يجاوز الآذان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى