من كان يستوعب أن جماعة قليلة بهذا العدد الضئيل تستطيع أن تصمد كل هذه المدة الطويلة دون مساعدة خارجية تمدها بالسلاح والعتاد ؟
العالم بأكمله يعلم أن إيران هي الدولة الوحيد التي تدعم الحوثيين في اليمن وتدعم تمرده وتسعى جاهدةً لتشتيت الشعب اليمني المغلوب على أمره دون مراعاةٍ للقوانين الدولية المتعارف عليها ضاربةً بذلك عرض الحائط ، وهذا التوغل الإيراني الغاشم داخل اليمن هدفه نشر المذهب الرافضي في البلاد العربية ابتداءً من العراق ثم لبنان ثم سوريا وانتهاءً باليمن مع المحاولات الدائمة في زعزعة الأمن في كلٍ من الكويت والبحرين ، ولابد أن يعيَ الشعب اليمني الشجاع أن الحوثي والأيادي الإيرانية لن يجتثها إلا تكاتفهم وتلاحمهم ووقوفهم يدًا واحدة ضد العدو الفارسي بعدما عاث في الأرض فسادًا وأوجع الشعب اليمني وجنّد الحوثيين لقتالهم وتشريدهم وتجويعهم دون رأفة ورحمة ، فالمخطط الإيراني القذر يستميت في محاصرة السعودية بدعمه للجماعات الإرهابية المتطرفة في العراق شمالًا والكويت والبحرين شرقًا وصولًا لليمن جنوبًا ، وهذا المخطط الجبان فشل فشلًا ذريعًا في زعزعة أمن السعودية ولازال الإيرانيون على قدمٍ وساق يدعمون كل جماعة متطرفة في الشرق الأوسط تخدم مخططاتهم ليتمكن المذهب الشيعي في السيطرة على المنطقة ونشر نفوذه ومعتقداته . إن جماعة الحوثي تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية بدعمٍ فارسي بحت ولايهمهم مستقبل اليمن وشعبه الأبيّ ، فالحوثي وإيران وجهان لعملة واحدة يجمعهم المذهب والرغبة في زعزعة أمن المنطقة ، وقد صرّح بذلك الإيرانيين أنفسهم في قنواتهم بدعمهم الكامل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا للحراك الحوثي في اليمن وهذا ماجعل الحوثي يتمرد ويصمد حتى هذه اللحظة . بل إن الحكومة الشرعية في اليمن أعلنت في مراتٍ عدة عن مصادرتها للكثير من الأسلحة الثقيلة والخفيفة إيرانية الصنع ، والشعب اليمني الشقيق يعي تمامًا مايدور حوله ويُشاهد الاجتياح الحوثي وسيطرته على مفاصل الدولة في صنعاء بدعمٍ إيراني كامل العدة والعتاد . إن التواطؤ الشعبي في اليمن مع الحوثي والسكوت عن انتهاكاته لأمر يحتاج إلى ثورة شعبية تجتث التمرد الحوثي وتقطع الأيادي الإيرانية الغاشمة . وعلى القبائل اليمنية أن تقف وقفة رجلٍ واحد تاركين خلفهم كل مايقف عثرةً أمام مستقبل اليمن من خلافات وثأر ومصالح شخصية ، فاليمن سيبقى صامدًا برجاله وقبائله إذا اتحدوا وتكاتفوا يدًا بيد شعبًا وقبائل مع الحكومة الشرعية ضد التمرد الحوثي المدعوم . انكشف كل شيء أمام الشعب اليمني وعليه أن يُعيد حساباته وينظر إلى مصلحة اليمن واليمنيين لا إلى مصالحهم الشخصية ، فالمشروع الإيراني لن ينهدم إلا بالوقفة الجادة ، والتلاحم الشعبي ، فإذا اتحدت السواعد اليمنية الحرة ساعدًا بساعد انتصر اليمنيين وعانقت ” الله أكبر ” سماء اليمن .
