كُتاب البوابة

السعودية .. العمق والإرث

عمق تاريخي وإرث حضاري ، هي العبارة الأكثر بلاغة حين نتحدث عن الأرض التي مرت بالكثير من الأحداث التاريخية حتى أخذ بيدها من غياهب البؤس وسطوة الجوع ودموية الصراع ، من أسس أركانها وأعادها للحياة من جديد ليبدأ العهد الجديد الذي غير شكل المنطقة ومفهوم الدولة ، أعاد لها صبغة التوحيد وانطلق بها في العام 1727م ليستمر التوافق لقرون ثلاثة كانت أيامها في حراك مستمر لصناعة التاريخ . ثلاثمائة عام كانت السعودية ومنذ تأسيسها في فترتها الأولى على يد المغفور له الإمام محمد بن سعود رحمه الله وهي تسير بحنكة تبدأ بأساس متين ومتماسك وتسير بخطى هادئة في تعاملها مع الأحداث لكنها متسارعة في السباق نحو غد أفضل والتاريخ يشهد الكثير من تلك الأحداث.
الماضي العريق الذي نسترجعه اليوم وبكل فخر ونحن نشعر بقيمة الأحداث وكيفية صناعة الدولة في عرف قادتها الأوائل يشعرنا بالفخر كون تلك الأحداث التي باتت فصول حكايتنا من (يوم بدينا) وحتى اليوم هي التي جعلتنا نعيش مانحن فيه اليوم ، صحراء القبائل المتناحرة وقبائلها العريقة المتجذرة باتت اليوم قبلة النمو والتطور وحديث العالم ، وعندما نقول حديث العالم اليوم فهذا لايعني أننا كنا بمعزل أو دولة على هامش التاريخ بالأمس القريب ، فقادة الدولة الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد لهم مواقفهم والتاريخ ودول العالم تعرف هذا ، واليوم نحتفي لأول مرة بذكرى الأعوام الثلاثمائة التي غيرت الأرض وأعادت إعمار الإنسان فيها واستثمرت كل طاقاتها ، ولن يستغرب العالم أجمع كيف أننا لم نحتفل بأهم الأحداث التاريخية في مسيرة الدولة عندما يقرأ مابين الأسطر في علاقة نادرة ليس لها مثيل بين شعب هذه الأرض وقادتها ، فالولاء ليس بحاجة لدليل أو مناسبة تؤكده .القيادة التي أعادت للأرض طمأنيتها بتوفيق الله ثم بقوة وإرادة شعبها حتى باتت قوة سياسية لها سيادتها وسيادية القرار والشأن تدير واحداً من أكبر الإقتصادات في العالم وتتمسك بالأساس وتحتفي بالإرث .

أخيرا :
أجمل مايمكن قوله هي تلك الكلمات البليغة والشامخة التي أطلقها سمو ‎وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان: ‎السعودية لم تؤسس بتوقيع قرار من الأمم المتحدة ولم تعط لنا بعد إزالة إحتلال بل أسسناها نحن لأنفسنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى