كُتاب البوابة

إيران واللعب على الوتر المذهبي

الخلاف المذهبي (السني الشيعي) عند المسلمين له تواجد منذ القِدَمْ؛ تواجد أسهم في شق وحدة صف المسلمين وخَلْق التناحر فيما بينهم والسبب لم يكن في المجمل خلاف مذهبي محض بقدر ما كان خلاف على أمور أخرى لا علاقة لها في العموم بخدمة المذهب أو بخدمة أتباعه وحتى نكون منصفين فإن هذا المنهج يشمل كلا الطرفين السني والشيعي وإن اختلفت طبعاً نسبة وجوده عند كل منهما؛ حيث يقول الواقع بأن الطائفة الشيعية (الاثنى عشرية تحديداً) في واقعنا المعاصر هي أشد ممارسةً وتشجيعاً وتبنياً للخلاف المذهبي من قرينتها السنّية بتحفيز مباشر من قِبَل دولة معينة تعتنق نفس المذهب في عصرنا الحاضر؛ دولة يبرز فيها التشنج المذهبي في أقبح صوره؛ صور تستند عليها هذه الدولة في جميع سكناتها وتحركاتها التي تحاول تجميلها بالتدليس وبإستحضار اقوال مذهبية زائفة فقط لتسويق أفكارها وضلالاتها.

ولقد أسهم تحريض تلك الدولة في جعل الاصطفاف الطائفي عنصر مهم تستخدمه هي وأوليائها من الشيعة العرب في جذب المزيد من الأتباع وتحفيزهم على القيام بممارسات في بلدانهم لا يمكن وصفها إلا بأنها ممارسات “إرهابية”.

وفي هذا الإطار يبرز تساؤل مشروع يطلب ذكر هوية هذه الدولة؟.

والجواب إن هذه الدولة المشار إليها أعلاه هي الدولة المجوسية الفارسية “إيران” التي عملت ولازالت تعمل على نشر ضلالاتها والدعوة لتبنيها والتمسك بها بين أفراد طائفتها حتى تُحقق هدف مرحلي مهم يُساعدها في تحقيق هدف آخر أهم وأعظم بالنسبة لها والهدف المرحلي المشار إليه يتمثل في التركيز على استمالة أتباع الطائفة الشيعية العرب المتواجدين في البلدان العربية المجاورة لها؛ وقد نجحت إيران في تفعيل هذا المسعى إلى حدٍ ما حيث نراها تمكنت من شراء ولاءات الكثير من الشيعة العرب المنتمين للمذهب الاثنى عشري والذين بسبب تأثرهم الكبير بإيران مذهبياً أصبحنا نشاهدهم يرفعون صور زعماء وقادة إيران علناً في معظم مناشطهم الدينية أو الحزبية التي يُباشرونها داخل بلدانهم العربية؛ بلدان كالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين؛ هذا من ناحية هدفها المرحلي أما من ناحية هدفها الأعظم والأهم الذي تسعى للوصول إليه فهو يتمثل في محاولتها استغلال الارتباك الفكري والعقدي الذي نجحت في زرعه في فكر ووجدان الكثير من أبناء الشيعة العرب حتى تتمكن لاحقاً من تغذية ولعها الشديد المتعلق باستعادة أمجاد امبراطورية بائدة ومقبورة كانت تتمتع بها في فترة من الفترات وأيضاً لتغذية رغبتها “السيكوباثية” ونزعتها الاجرامية التي يتم تمويهها وتزيينها برغبة كاذبة تقول بأن هدفها الوحيد من وراء الحرب والتآمر التي تشنها من حين لآخر هو فقط لحماية الدين ولحماية مقدساته.

وهذا التوجه الخطير الذي نجحت إيران في تحقيق الكثير من محاوره جعل منها المستفيد الأكبر من الانجرار خلف مثل هذه التجاذبات الطائفية بين المذهبين وهذا الواقع يستدعي منّا كعرب منتمين للمذهبين السنّي والشيعي على حدٍ سواء أن نوضح موقفنا الديني والمجتمعي لبعضنا البعض على أمل أن نتمكن من تحييد خلافاتنا المذهبية والتوحد خلف من يستطيع حماية نفسه وحمايتنا وكذلك من يمنحنا فرصة إيقاظ أنصار الارتماء في حضن إيران من غفلتهم من خلال إيصال رسالة مهمة لهم فحواها تقول بأن كل ما نتمناه لهم نحن العرب السنّة هو فقط أن يستفيقوا من الضلال الذي زرعته دولة المجوس في عقولهم وقلوبهم وأن يدركوا الحقيقة الناصعة البياض التي تؤكد بأن إيران عدوة للجميع وأنها لن ترحم أحد حتى أتباعها إذا حصحص الحق ورأت أن في مساندتهم أخطار حقيقية تهددها وتهدد وجودها وبقاءها سليمةً معافاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى