كُتاب البوابة

ويسألونك عن الهياط

تكتظ وسائل التواصل الاجتماعي بمظاهر الهياط ( البذخ المفتعل ) اليومي بشكل واسع في بعض المجتمعات السعودية ولا أعمم هنا حيث لا تمت هذه المظاهر للمجتمع السعودي بصلة ولا تعكس طبائعه وآدابه وقيمه لاسيما البذخ المشهود في بعض الحفلات من إسراف وتلاعب وهدر لا محدود في كمية الأطعمة والأموال دون مراعاة لحدود الله وسنة نبيّه التي تنهى عن التبذير بكافة أنواعه حيث قال تعالى : (( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ))
وقال تعالى : (( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) وكما هو الحال في المشتروات بكافة أنواعها في شهر رمضان الكريم على وجه التخصيص وباق الشهور الأخرى ، وكذلك في أيام الأعياد المقبلة حيث تُستهلك أنواع المأكولات والملبوسات بشكل جنوني لا بشكل عقلاني.
إن ماتقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وماسار عليه أبناءه البرره من تأمين تام لسبل العيش بالمملكة في المأكل والملبس والمركب لا يعني التفاخر والتباهي والكفر بالنعم ولكن ثقافة احترام النعم مغيّبة لدى بعض أفراد المجتمع ويتوجب على خطباء المساجد توجيه وتوعية من تسول له نفسه بالبذخ غير المقبول في المأكل والملبس والأموال التي تصرف دون تأنٍ ، ناهيك أيضاً عن مناسبات ما يدعى بحفل الملكة أو عقد القران التي يتحمل الشاب فيها تكاليفاً باهظة من أجل إقامة هذا المحفل الذي أشبه أو قد يكون أكبر من حفل الزواج ذاته وقد يترتب على هذا الحفل إحراج المدعوين حيث أن بعضهم لا يملك قيمة لبس الفستان لزوجته المدعوه أو لعائلته وقد يترتب على ذلك تحمل ديوناً باهظة من أجل الحضور لهذه المناسبة التي لا أساس لها شرعاً ، فلعّل أحدهم لو ألقى نظرةً سريعةً على كشوفات بعض الجمعيات الخيرية أو الوقوف على بعض حالات الأسر المؤسفة لتغير سلوكه وتصرفاته . فعندما أفكر دائماً مع نفسي أنظر لتلك التصرفات الحمقاء مقارنة مع تلك القرون الماضية وأهلها ، نِعمٌ لاتعد ولا تُحصى لم تدم لصفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولا للذين بعده . أفلا تستحق الشكر والاحترام حتى لا تزول ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى