كُتاب البوابة

قوى كامنة في داخلنا

خلقنا الله عز وجل وأعطانا الكثير من الإمكانيات والقدرات الكامنة في دواخلنا ولكن متى ما عرفنا تلك القوى وكيفية التعامل معها ستسهل علينا مهمة التعامل مع الكثير من الضغوطات والصدمات التي تواجهنا في هذه الحياة، ومن منا يخلو من الضغوطات أو من منا لم يتعرض لكثير من الصدمات التي قد تؤدي بالإنسان إلى التحطيم والانهيار الكامل، وفي حقيقة الأمر أن الله أعطانا العقل ليرى كيف نستخدمه وكيف نفكر به وكيف ننيره بالعلم والمعرفة أو نُدمره بالجهل والسلبية ، دعوني أسرد لكم بعض تلك القوى؛

أولاً: عقدة النقص
عدم الشعور بالكمال وتقبل ذلك وأن الكمال لله وحده يجعلك تتعامل مع الأمور أكثر سلاسة بينما من يشعر بالنقص هو من لا يتقبل تلك العقدة التي وضعها كعائق أمام نفسه.

ثانياً : توليد العطاء
كلنا يعرف أن ما تقدمه سوف يعود عليك ولكن يجب أن نعلم أن العطاء يولد محركاً محفزاً للذات وهو ناتج عن الشعور بالرضا عما تقدمه وتسعد به الآخرين وأنت تعلم أن ذلك سيعود عليك بالخير مهما طال الزمن.

ثالثاً : الإقناع والتأثير
قد لا تعرف أنك تمتلك القدرة في التأثير على الآخرين ولكنك فعلآ تمتلك تلك القوة وتستطيع أطلقها من خلال عملية تعلم مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين ومن خلال الممارسة الواقعية والبعد عن العزلة الاجتماعية.

رابعاً : الروتين اليومي
وضع عادة أو روتين يومي لعمل شيء ما هو أمر مهم للتخلص من الفراغ الذي يؤدي إلى اجترار التفكير في الماضي.

خامساً : الرضا
أن ترضى بكل مالديك وأن تتقبل كل ما يحدث لك هي قوة كامنة وضعها الله في عقل الإنسان الذي له الخيار في الرضا وتقبل الذات والذي يساوي الراحة وسلامة القلب والصحة النفسية السليمة أو السخط والتذمر والتشكي من كل شيء حوله ، وهنا الشقاء والضياع وهو ما يؤدي بالنفس إلى الدوران في حلقة مُفرغة من السلبيات والأمراض النفسية.

سادساً :التخلص من الحنين

لا تجعل عقلك يعيش في الماضي، بل يجب أن تتخلص وتنظف ملفات الماضي خاصة الذكريات السلبية والمؤلمة منها،يحب أن تعرف أنه ليس بيدك تغيير الماضي ، وقد لا يمكنك نسيان كل الذكريات المؤلمة ، لكن
يمكنك تخفيف ذلك كثيراً بأن تصنع في حاضرك إنجازات وأحداث جميلة تتحول لذكريات ممتعة تزاحم تلك الذكريات المؤلمة، واعلم أنك على قدر ما تتألم على قدر ما تتعلم.

سابعا : الشغف
شغف الإنسان واهتماماته قد تزيد وقد تنقص تجاه شخص أو شيء ما حسب احتياجاته ورغباته، لكن أهم أمر لكي نزيد شغفنا تجاه أمرٍ ما هو أن نبحث عن
الجمال فيه ونبتعد عن التدقيق في النواقص وأن نبتعد عن جلد الذات وتأنيب الضمير على كل التجارب الفاشلة التي مررنا بها.

ثامناً : قوة القلق
يستطيع الإنسان ترسيخ القلق من كل ما يجري حوله وبذلك يعيش حياة بائسة مليئة بالأمراض النفسية والعضوية، بينما يستطيع التغلب على ذلك القلق بتقبل القدر الذي قدره الله عليه وتقبل كل ما يحدث له وطرد كل مشاعر القلق السلبية بحسن الظن والتوكل على الله، وانه لا يوجد شيء يستحق القلق أو الخوف فأقدارنا مكتوبة وأرزاقنا محسوبة، لذا كل ما علينا فعله هو المحاولة والتسبب بالأسباب دون قلق او خوف من فشل فالنجاح الحقيقي يأتي من بعد الفشل.

أخيراً : الأمل والإيمان
قوة الإيمان بالله وحسن الظن به وبأن القادم أجمل هي ما تجعلنا كمسلمين نتجاوز تحديات وصعوبات الحياة، ومتى ما أيقنت أن الله سيعوضك وأن مع العسر يسرا ستتقبل كل ما يحدث لك لأنك لديك أمل أن كُل مُر سيمر وأن هذا الوقت سيمضي وأنك تستطيع التغيير من خلال تغيير طريقة تفكيرك ومشاعرك وتعزيزها بالأمل والايجابية.

الكاتب الدكتور / فراس الحربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى