كُتاب البوابة

لصالح من هذا التزامن؟

ما إن يعم الهدوء منطقة الشرق الأوسط حتى تعود موجة صراع أو تلوح بوادر حرب باردة أهلية كانت أو كلامية أو ربما يتجاوز ذلك لحرب حزبية الظاهر فيها امتلاك القوة وما خلف ذلك قوى ونظام عالمي تتحكم فيه القوى الثلاث في العالم .
ارتباط تلك الصراعات بالسعودية واضح وجلي ولا ينكره عاقل خصوصا في الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم في رمضان .
القدس والحوثي والقرآن عناوين عريضة لصراعات دموية في بعضها وانتهاكات للمواثيق والأعراف الدولية في بعضها الآخر .
ارتباط السعودية بتلك الأطراف الثلاثة هو ارتباط وثيق لا يمكن التشكيك فيه وإن ظهرت بعض الأصوات التي تتبع سياسات معينه أو إيديولوجيات مقيتة .
فالقرآن الكريم الذي له ماله من قدسية واعتبار لدى قادة وشعب هذا البلد وغيره من شعوب العالم الإسلامي لم يكن لدى بعض الجماعات في السويد سوى أوراق يتم إحراقها لتأييد فكرة أو الانتقام لأخرى تم إشعال جذوتها عمداً .
بعيداً عن ارتباط القرآن بالعالم الإسلامي ككل لكن لنأخذ هذه البلاد -السعودية- من منظور ضيق لعلنا نتمكن من فك اللغز في تزامن الأحداث بين دول ثلاث في ثلاث محاور وثلاث جبهات .
في القدس كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي ذات الوقت تنفذ عملية عسكرية مدعومة بتأييد شعبي وسياسي في اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته وتكثيف موجة الاعتقالات التي لم تكن جديدة لكن المثير في الأمر وكما ذكرنا أنها متزامنة وكأنها تعلن التحدي على صعيد دولي لكافة الأعراف والقوانين الدولية وحقوق الإنسان التي تحترم الأديان وحرية ممارستها .
المشهد في صنعاء كان أكثر مأساوية فالصراع يمني يمني لكنه كان بين ميليشيا ومواطنين ليس لهم ذنب إلا إقامة شعيرة في شهر فضيل وتم مداهمتهم وترويعهم وإغلاق المساجد بحجج واهية كان أكثرها إثارة للضحك والاشمئزاز أنه سيتم الإغلاق لسماع خطبة السيد ويتضح بعد ذلك تحولها إلى ساحة (قات) .
ارتباط الأقصى واليمن بالسعودية هو ارتباط عميق متجذر صنعته في الأولى روابط الدين والعروبة والإسلام وتوجهات القيادات السياسية المتعاقبة في السعودية وفي الثانية هو ارتباط سعودي يمني لنصرة اليمن أولا وللحفاظ على العمق الاستراتيجي والذي تحاول الميليشيا الضرب بكل المعاهدات والاتفاقيات المؤقتة عرض الحائط ومثلها ما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين.
هذا التزامن الثلاثي مريب جدا وقد تبدو الصورة ذات أبعاد أكبر وأكثر قباحة مما تبدو عليه .

أخيرا :
هل أصبحت محورية السعودية الاقتصادية والسياسية بكل هذه القوة لتحاول القوى العظمى سياسيا إشعال فتيل حرب وتحريض الأبواق والعملاء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى