كُتاب البوابة

مطاطية المنطق والفكرة الأولى

وأنا أستعرض مواقع التواصل الاجتماعي أسرني هذا التنوع الثقافي والفكري الناتج عن حالة استثناء وتستوقفني تلك التحولات والاختلافات التي أراها صحيّة خصوصاً في مرحلة انتقالية تمر بها المنطقة. في المجالس وفي الشارع تكاد الصورة تكون متقاربة نوعا ما مع يحدث في مواقع التواصل.
مشكلتنا العامة في تقبل الآخر كشخص وربما لذلك مسبباته العميقة والتاريخية التي تنطلق من فكرة أو عادة أو تقليد دون احتكام لدين أو عقل .أما المنطق فأعتقد أنه أرحب من نظرة المختلفين المطاطية لهذا المنطق وزواياه ! نعم نختلف مع هذا فيقودنا الاختلاف إلى نبذ الشخص وربما تتطور الحالة إلى شخصنة الأمور ونسيان موضوع أو نقطة الخلاف .
نقطة الانطلاق التي تؤذن ببدء النقاش في عالم التواصل الذي كان ثم أصبح أكثر اتساعا من محاولة الإدراك أو اللحاق بمتغيراته وتقنياته وكيفية التعامل معه أو ما يحدث فيه وما يضاف إليه ، ويهمني في هذا العالم وما يحدث فيه تلك النقاشات التي تنطلق بفكرة ثم طرح ثم خلاف ثم استشهادات تحمل اعتقاد الصحة ثم تأخذ منحنى آخر تكون الحرب الشخصية والعداء أكبر .
خذ مثلاً ما تشهده البلاد من نقلة نوعية برؤية أصبحت عالمية يقودها مفكر ويحملها مثقفون ويؤمن بها شعب في عموميتها وتفاصيلها .
قلة هم من يخوضون في تفاصيل هذا التطور والانفتاح على العالم ومحاولة الإمساك بجزء يعتقد في سلبيته أنها ستغير نظام الكون وتخرج من الملة .
يأتي متعصب للعادات بكلّيتها وآخر يرى الحرية بأبعادها ويحدث النقاش ،الفجوة بين الاثنين كبيرة لكن النقاش ربما يأخذ منحنيات أخرى لأن نقطة البداية لم تكن صحيحة وتطلق الوسوم ويستغل آخرون لا يهمهم الاثنان ولا البلد ولا الدين ولا الحرية إنما دس السم في العسل تحت ستار الكبت للحريات أو حرب الدين .
أنا لست إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ويكفي أنني مع ما يراه المفكر لأنني مع سرب المثقفين والذين يؤمنون بأصالة وعالمية الفكر من هذا المفكر الشاب.
حينما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
(رؤية 2030) كان يرى أبعد مما نرى ..أعمق من سطحية أفكارهم وأبعد من آفاقهم وفي السقف المرتفع وقيد المخطئ ضبط لكل هذا .
جميل أن نختلف بأدبيات .

أخيراً:
يقول علي شريعتي :
“كم من حرب باطلة بلا معنى تقع بيننا في هذا الزمان، فيتضح عبثها بعد انتصار أحد طرفي النزاع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى