لن يضطر سكان الكوكب لتقليل تناول اللحوم.. خبير يكشف

أكد أحد الخبراء البارزين أن التوجهات إلى المطالبة بتناول سكان الكرة الأرضية لكميات أقل من اللحوم هي أمر “خيالي”، مشيراً إلى أنه يجب أن ينصب التركيز عوضاً عن ذلك على إيجاد طرق مستقبلية لخفض غازات الاحتباس الحراري في الزراعة لإنقاذ الكوكب.

وفي هذا السياق، رأى بروفيسور ميك واتسون، المتخصص في استراتيجيات الحد من غاز الميثان في الماشية، أن الأبقار منخفضة الانبعاثات التي يتم تربيتها بواسطة علماء الوراثة بالإضافة للاستخدام الأوسع للمضافات الغذائية مثل “مثبطات الميثان” يأتيان على رأس الخيارات الفعالة، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.

وقال بروفيسور واتسون إن التحول إلى النظم الغذائية القائمة على النباتات يمكن أن يساعد في تقليل الانبعاثات، لكنه حذر من أنه “لا توجد مؤشرات على إمكانية إحلاله محل الطرق الشائعة بسرعة كافية لإحداث فرق.

مصادر علف بديلة
كذلك، أوضح أن التحول إلى مصادر علف بديلة يمكن أن يساعد في تقليل اعتماد الصناعة الزراعية على فول الصويا، الذي يستخدم أراضي عالية الجودة يمكن استخدامها في إعادة البناء أو التقاط الكربون.

وشرح بروفيسور واتسون تلك الفكرة قائلًا إن “الأنظمة القائمة على المراعي، تعني أن الماشية تحصل على معظم غذائها من العشب، والذي يعتقد أنه يؤدي إلى احتباس المزيد من الكربون ويحمي التنوع البيولوجي أكثر من أنظمة العلف المكثفة”.

تجارب جينية
كما، ناقش كيف يقوم علماء الوراثة بتربية الماشية ذات الانبعاثات المنخفضة وهو ابتكار قال إنه يمكن أن يؤتي ثماره في غضون السنوات القليلة المقبلة، حيث كشفت الأبحاث، التي أجرتها جامعة أبردين في عام 2019، أن مجموعة أساسية من ميكروبات الأمعاء تلعب دورًا رئيسيًا في كمية الميثان التي تنتجها البقرة.

وترتبط البكتيريا ارتباطًا وثيقًا بجينات الأبقار، وبالتالي فإن تربية الماشية منخفضة الانبعاثات مع بعضها البعض يمكن أن يؤدي إلى التخلص من الصفة الجينية التي تؤدي إلى الأبقار المنتفخة بشكل خاص، مما يقلل الميثان بنسبة تصل إلى 50%.

وأضاف بروفيسور واتسون قائلًا إنه “بمرور الوقت سيكون لدينا سلالات من الماشية” منخفضة الكربون، والتي سيتم تشجيع المزارعين على استخدامها، كما سيتم تشجيع المستهلكين على شراء لحومها وحليبها.

فيما يمكن أن تساعد التربية الانتقائية أيضاً في تقليل كمية الموارد التي يحتاجها كل حيوان لإنتاج نفس الكمية من اللحوم أو الحليب، مما يسمح للمزارعين بإنتاج المزيد من الغذاء باستخدام عدد أقل من الحيوانات أو موارد أقل.

اتفاقية باريس
يشار على أنه يُنظر إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما يشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان، على أنه مفتاح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للحد من تغير المناخ.

وتهدف اتفاقية باريس، التي تم تبنيها في عام 2016، إلى الحفاظ على زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية ومواصلة الجهود للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، من أجل تجنب دمار في شكل كوارث مناخية متكررة وملايين الوفيات.

يذكر أن تصريحات الأكاديمي بروفيسور واتسون من معهد روزلين بجامعة إدنبرة جاءت رداً على تصريحات أدلى بها في وقت سابق من هذا الأسبوع وزير البيئة البريطاني، جورج يوستيس، الذي قال إن الحكومة “ليس لديها نية” لمطالبة المواطنين بتناول كميات أقل من اللحوم في المعركة لحماية البيئة والتصدي لمسببات تغير المناخ.

Exit mobile version