من سيغلب الآخر
ظل الإعلام التقليدي بوسائله المعروفة (الصحافة، الإذاعة، التلفاز) مهيمناً على الساحة الإعلامية ومستحوذاً على الجمهور منذ أمد بعيد، إلى أن ظهر الإعلام الجديد بخصائصه النوعية وظل منافساً للإعلام التقليدي في القيام بجميع أدواره تجاه الجمهور
فقد أفرزت ثورة الإعلام الجديد التي نعيشها في الوقت الحاضر ظاهرة نشطة بين المرسل والمستقبل ولم تعد عملية الاتصال أحادية الاتجاه کما کان من قبل, ولم يعد المتلقي سلبياً کما کان من قبل، بل أصبح يلعب دورا إيجابيا ومؤثراً في العملية الاتصالية، فلقد فرضت تلک التطورات تحولات جذرية أدت بدورها إلى التأثير على وسائل الإعلام التقليدية في ظل النمو المتسارع لوسائل الإعلام الجديدة.
حيث أن الإعلام الجديد دخل في السنوات الأخيرة بتفاصيل حياة المجتمعات الإنسانية ،ويعد الإعلام الجديد من أهم مميزات ثورة التقنية الحديثة، وأن هذا الإعلام جاء ليحل محل الإعلام التقليدي بغية التواصل الاجتماعي بكل سهولة وسرعة في تلقي المعلومات،
فلو أردنا أن نقارن بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، سيظهر أهم فارق وهو أن الإعلام الجديد قادر على إضافة خاصية جديدة لا يوفرها الإعلام القديم وهي التفاعل، والذي كان بدوره أن أنتج لنا مواقع للتواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية مثل توتير ويوتيوب وعالم الفيس بوك وسناب شات والتك توك .. واستخدم كبار الشخصيات هذه الوسائل الجديدة والتي تستطيع من خلالها أن تكون الأسرع ظهوراً، والأکثر انتشاراً، والأشد أثراً، والأکثر تفاعلية في وصولها للجماهير المستهدفة، وإحداث التأثير المطلوب، وخاصة بعد أن تزايد عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، وتعاملهم معه بكل فعالية لإيمانهم بأنها البوابة الحقيقة والجادة للتواصل وسماع الناس وآرائهم،
في نهاية المطاف هل سيصمد الإعلام التقليدي؟! أم سيزيحه الإعلام الجديد في ظل التحديات المتواصلة في خضم الثورات التقنية الحديثة ؟