ما لأحد مِنّة .. الله اللي عزّنا ..
حبى الله هذا البلاد الطيبة من الخيرات الكثير ، وخصها عن ما سواها من بلدان العالم بفضائل وكرامات ، فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين في شتى بقاع الأرض ، ومن أجزل الهبات والخيرات والفضائل التي تنعم بها المملكة العربية السعودية هي وجود بيت الله العتيق في مكة المكرمة
، أقولها ؛ لأن الله اجتبانا من بين كل المسلمين على اختلاف ألوانهم وثقافاتهم ولغاتهم بخدمة حجاج بيت الله الحرام الذي أتوهُ من كل فجً عميق كما جاء في كتاب الله -( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )-
أن تكون خادمًا لحجاج بيت الله الذين أتوا طمعاً في الرحمة والمغفرة والعتق من النار لهو شرف عظيم لا يضاهيه شرف منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة ، وهذا ما جعل أغلب ملوك السعودية يلقبون أنفسهم بـ ( خادم الحرمين الشريفين ) تشرفاً بهذا العمل الجليل الذي يعلي من مكانتهم ويرفع من شأنهم عند الله وعند كل المسلمين ، وقد طبقوا هذا المسمى فعلياً حيث سخروا جميع موارد الدولة وكامل إمكانياتها لتوفير الراحة للحجيج والقيام على خدمتهم حتى يؤدوا مناسكهم بسهولة وراحة ، فشُقت الجبال ومُهدت الطرق وبنيت المباني وأُنشئت الهيئات لعمل الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى ؛ لتنظيم حركة الجموع وتسهيل التنقل وحفظ الأمن حتى يتحقق للحاج مسعاه ومقصده بعيداً عن الرفث والفسوق كما قال تعالى: -( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) .
إن إدارة الحشود عمل لا يمكن التنبؤ بنجاحه وعادة ما يكون محفوفاً بالمخاطر ونسب نجاحه ضئيلة جداً إلى الحد المقلق لأي منظم حيث أن التحكم بالجموع مرهون بالإمكانيات المتاحة والخبرة الكافية والقدرة على التخطيط الدقيق لتفادي الكوارث الناجمة عن أي سو التقدير، ولكن في الحج
هناك عدد ضخم يتجاوز الـ 2 مليون إنسان من كل أصقاع الأرض يتم احتواؤهم في مكان واحد وزمن محدد، ولأن هناك نواياً صافية وتطلعات صادقة تسعى لعمل الخير بعيداً عن الرياء الإعلامي والمباهاة الكاذبة انعدمت كل الصعوبات وتهاوت كل العقبات ونجح شعب طويق سنة تلو الأخرى في خدمة حجاج بيت الله الحرام .
كل الشعب السعودي يتشرف بالعمل على خدمة الحجيج في المشاعر المقدسة لأنهم يعلمون أن هذه هبة من الرحمن لأهل هذا البلاد الطيبة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يحضر بنفسه سنويا للوقوف على راحة الحجيج ومتابعة متطلباتهم وما يسهل أداء مناسكهم على الوجه المطلوب ومن خلفه ولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم وسدد للخير خطاهم
نحمد الله أولا أن أعزنا بالإسلام وثانياً أن خصنا بخدمة ضيوف بيت الله الحرام .