مشاعر الفرح تغمر ضيوف الرحمن لدى وصولهم المملكة
فريضة الحج وأيامه المباركة فضائلها عظيمة، تتسابق على اغتنامها ، أفئدة اصطفاها الله من الناس إلى حج هذا البيت المعمور ، الذي فرضه الله تعالى على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع مرة في العمر ، قال تعالى ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).
وتلخص مشاعر الفرح التي ارتسمت على محيا الحجيج لحظة الوصول إلى أرض الحرمين الشريفين عبر المنافذ المختلفة برا وبحرا وجوا ، ما يمثله هذا الركن من حلم تحقق لقلوب وأرواح تسعى إلى خالقها ، وظلت متعلقة بزيارة البيت الحرام وكانت متشوقة للحج ، خرجوا من مشاغل الدنيا وأخلصوا قلوبهم لله ، راجين عفوه وغفرانه (من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه).
وجل من التقت بهم ” واس ” من ضيوف الرحمن لحظة قدومهم، وصفوا اشتياقهم وهم يتهيئون للذهاب إلى مكة المكرمة ورؤية الكعبة المشرفة لأول مرة في حياتهم لينفردوا بعدها بالوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار، وغير ذلك من أعمال الحج ، في رحلة تحمل معها أغلى الذكريات، وأعزها على نفس كل حاج، وتبقى قلوبهم متلهفة لزيارة تلك البقاع المباركة مرة أخرى.
وتمتد فرحة البشارة بزيارة الأراضي المقدسة حسب حديث العديد من الحجاج القادمين ، لتشمل الأهل والأحباب والجيران وهم يحتفون ويجتمعون لتهنئتهم وتوديعهم ومصافحتهم ، وسط أياد مرفوعة وعيون دامعة من الجموع بأن يتقبل الله حجهم وسعيهم ، وأن يعودوا سالمين غانمين وقد غُفرت ذنوبهم وحُطت عنهم سيئاتهم .
ولم يغفل الحجاج في ظل فرحتهم بهذا الفضل العظيم ، حسن الوفادة وكرم الضيافة والإنسانية من حكومة المملكة وشعبها لقاصديها من كافة أقطار الأرض لأداء مناسك الحج ، إما بتقديم ماء زمزم المبارك والقهوة السعودية والتمور الفاخرة وباقات الورود ، أو بإنهاء إجراءاتهم في وقت وجيز ، أو الاشراف على سلامتهم، وتقديم جميع التسهيلات لهم ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.