كُتاب البوابة

البطولة في الحج

بعد أن خفّت وطأة الفايروس الأكثر انتشاراً والذي شلّ اقتصادات أغلب دول العالم وأغلق حركة النقل بين الدول عادت المملكة لتفتح أبوابها بعد عامين لاستقبال ضيوف الرحمن من شتى بقاع العالم لأداء فريضة الحج .
العدد المليوني الذي توافد من داخل المملكة وخارجها والذي وثقت وتفاعلت معه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية المختلفة لم يكن طارئاً ولم تكن المملكة حديثة عهد باستقبال الوفود وإدارة الحشود ؛ لكن الملفت حقّاً هي تلك القصص التي سطرها وسجلها أبناء هذا الوطن بمداد من حب ينطلق من رابط الإسلام والسلام تجاه شعوب العالم المختلفة ووفق رؤية ثابتة وراسخة.
الحفاوة الدائمة والتفاعل الشعبي المنقطع النظير والتي تناقلتها الوسائل العالمية عبر منصاتها وبهذا الزخم الذي لم نشهده من قبل تؤكد على الدور الفاعل لمؤسسات الدولة في ترسيخ القيم وتنمية ذلك في أفراد المجتمع .
شدتني قصة كوب الشاي لذلك الحاج المصري وقصة الإستراحة التي باتت محطة الحجاج الروس وغيرهم .
أذهلتني حكاية الفتاة التي كسرت يدها وأصرت على الإستمرار في خدمة ضيوف الرحمن ولاننسى المتطوعون أبطال المواسم في كل مرة وغير هذا كثير وكل أنموذج هو قصة تستحق أن تروى .
منظومة متكاملة من القطاعات التي تؤدي أعمالها بتكاملية مذهلة حتى يظن المتابع أنها جهة واحدة تعمل بتناسق وتنسيق مذهلين.
أن تعمل وفق ظروف مناخية صعبة وتواجه كل تلك الحشود وتبقى مبتسماً وفي حراك مستمر وبإنسانية عالية مع من لاتعرف ولايربطك به سوى هذا الرابط السامي فهي بطولة تستحق الإشادة والوقوف مليّاً أمامها .
جهود عظيمة جعلت الحجاج يؤدون هذه الشعيرة بكل يسر وسهولة في جو آمن مطمئن تصحبهم رعاية الله واهتمام القيادة وتضحيات لامحدودة تجعلنا نؤكد في كل موسم على أن انسيابية الحج والحجيج والنجاحات المتكررة ليست دليلاً فقط على قوة مالية تدير هذا العمل ؛ بل هي قوة في الإدارة والتخطيط واستثمار الطاقات وتسخير الإمكانيات لتكون تجربة سعودية متفردة لايمكن تكرارها بهذه الكيفية على مستوى العالم .

أخيرا :
كل عام وحكومة المملكة وشعبها وأبطال حدها وميادينها المختلفة بخير حال.. وهنيئا لنا نجاح موسم الحج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى