بايدن .. ماذا لو ؟!
لأول مرة أجد نفسي في حيرة كهذه أمام شخصية بحجم رئيس في لقاء وقمة ومحادثات ورؤية تستحق بعض التأمل دون إسهاب .
ماذا لو لم يلتفت للعنة الأحزاب وهتافات الديمقراطيين ووضع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أولا؟
ماذا لو سار منذ البداية بذات النهج وفق رؤيته التي ينوي التعامل بها مع الشرق الأوسط الجديد؟
الحيرة التي أعنيها هي الشعارات الفضفاضة والمطاطية التي لم يأخذها جو بايدن من زاوية المصالح المشتركة والمعاهدات القائمة والتحالفات القديمة ؟
عاد معتذراً وإن لم يصرح بذلك لكن سؤال الصحفية الأميركية على طاولة المباحثات السعودية – الأميركية وإجابته المقتضبة وكذلك كشفت عن وجه الاعتذار الذي يحاول الرئيس إخفاء ملامحه تحت ضغط الكونجرس ومخاوف عزله وربما عاد بعد أن أدرك أن القوى العالمية اختلفت وأن السيادة والسياسة السعودية بقوتيهما ومحورية دورهما في الشرق الأوسط جعلت الرئيس يؤمن أن الشعارات التي تدعو للحقوق والإنسانية ربما تصبح معادلة يمكن التحكم فيها من خلال النفط ودول المنظمة وقوة كل دولة فيها .
لا يختلف الجمهوريون والديمقراطيون في التعامل مع الملفات المختلفة إذا ما كانت المصالح الأمريكية هي الأهم وهو فقط ما يجمعهم ليضعونها جميعا (الحقوق والتنمية والمساواة والحريات ) خلف شعارهم الدائم ( القوة والازدهار لأمريكا) وربما تقدم بعض التنازلات التي ليس خطاب ( السعودية المنبوذة) أولها ولن يكون سحب قوات حفظ السلام من الجزيرتين السعوديتين آخرها.
السؤال العريض حالياً في ظل سعادة الحزبين بعودة العلاقات وضمان دول المنظمة النفطية للحفاظ على القوة الأمريكية وعلى السطح محاولة الاستمرار في رداء القوة والمعارضة وإبقاء الشخصية الأمريكية التي ترفض التنازلات
السؤال هنا :
هل حققت الأحزاب السرية في المجلس والكونغرس أهدافها من الخطاب الأول وعودة العلاقات وتسعى لعزل بايدن ؟
ربما فالحكاية تقول أن النخب تخطط للعزل أو إقصاء جو بايدن من الترشح لفترة رئاسية ثانية .
أخيراً :
ارفع رأسك أنت سعودي