كُتاب البوابة

السناب الذي لا أعرف!!

في عالمنا المتسارع والذي يشهد طفرة تقنية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة والتي شملت مجالات الحياة المختلفة. والإعلام أحد تلك المجالات التي شهدت في العقدين الأخيرة مرحلة انتقالية بين تقليديتها وحداثتها . ومع انتشار وسائل التواصل وبرامج المراسلة جاء إيفان شبيغل ابن العائلة الأرستقراطية في لوس أنجلوس بحكاية التطبيق العالمي ( سناب شات ) أحد تلك البرامج التي تشهد اهتمام عالٍ جدا من مطوريه ومتابعيه.
الملياردير الشاب الذي نقل برنامج التواصل هذا برنامج مراسلة ليصبح وسيلة إعلامية لحظية ومؤقتة تنقل الحدث في الجهات والمنظمات وللدعاية أحيانا مع احتفاظه بصبغته الرئيسية .
هذه المقدمة التي أكتبها وأنا أمر بمرحلة جميلة استدعتني لدخول المتجر الخاص بالأندرويد وإنزال هذا البرنامج ( فزعة ) وليست توافقية مع البرنامج الذي لا أؤمن بفائدته الخاصة ؛ لكنني أعترف بفاعليته العالمية . أتذكر أنّي حذفته بعد فترة وجيزة جدا منذ أول مرة قمت فيها بتحميله قبل سنوات فقط ؛ لأنه يأخذك إلى حيث لا تعلم وترى ما لا تحب .
يقول سعادة رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي العنزي قائلاً: «لا شك أن ممارسة العديد من الأشخاص للإعلام من خلال وسائله الجديدة كسناب شات لا يعني أنهم أصبحوا إعلاميين، فالإعلام اليوم يمارس بصورة عشوائية في وسائل التواصل الاجتماعي والكل يدعي هذه الصفة ويقتحم العديد من الأماكن والمؤسسات بحجتها الأمر الذي تسبب في ظهور العديد من الممارسات الخاطئة. وأضاف «في ظل الفضاء الإعلامي المفتوح أصبح من الواجب تقنين هذه الممارسات سواء من قبل وزارة الإعلام أو وزارة العمل والتنمية الاجتماعية»
أما عن مرحلة إعادته الأخيرة إلى هاتفي فقد كانت محاولة لسد فراغ سنابي يعمل في لجنة ما .
ضحكت كثيراً على نفسي وأنا أسابق الوقت لأجل صورة وأبحث عن فلترة الصور ومحاولة الرد وتجاهل الإضافة والسعي لتوثيق لست من أهله وإن كنت مستمتعاً بالتجربة .
يروقني هذا التنوع والاختلاف الذي نشهده في النقل والمتابعة وأحب الخوض في كل جديد وإن كنت في طريقي لحذف تطبيق ملياردير لوس أنجلوس الشاب .
يعاتبني أحدهم ظناً منه أنني محترف عصره وداهية زمانه في هذا التطبيق وهو لا يعلم أنني أخوض التجربة الأولى والأخيرة في هذا العالم الذي لا يشبهني ولست منه كوني أرى أنه ليس مكانًا لطرح ثقيل أو مهم ، ربما يأتي بالتوافق مع التوجهات واليوميات وأنا ممن لا يحبذون هذه التوجهات ولا تلك اليوميات.
من الجيد أن نخرج من روتينية اليوم لمتابعة أشياء خفيفة ومختلفة لكن لن نهرب من الجمود والرسمية إليها .
الإعلام بكل مكوناته وممكناته وتحولاته لم يقف يوماً على وسيلة .المذياع مثلاً أعقبه التلفاز ثم الأجهزة الذكية وثورة البرامج ولا نعلم ما هو القادم الذي سيعقب هذه الثورة التقنية المعلوماتية .

أخيراً:
بعد التجربة ..هذا العالم(السناب) جميل في رحابته لكنه لا يلتزم المرجعية ويمكن للهوية الإعلامية فيه أن لا تكون ثابتة وهو ما يسمى اضطراب الهوية الإعلامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى