كُتاب البوابة

إلهام الكاتب 

قد تأتي لنا لحظات تسمى بالجمود الفارغ وهي مرحلة البحث عن وحي الإلهام ، نحدق بالورقة البيضاء على أمل زيارة الإلهام لنا ، يُنير عتمة الظلام لتهطل الأفكار إلينا كالمطر، ولكن الواقع عكس ذلك تماماً،أنت من يجب عليك الذهاب إلى الإلهام ، ابحث عنه ولا تيأس أبدا، لأن ينابيع الكلمات تجف عندما تتوقف عن الكتابة ، لذا هناك من يجد إلهامه بالألم والمعاناة ، وآخرون يجدونه عند سماعهم للموسيقى والتأمل بها، وهناك من صاحبه الإلهام عند ممارسة عملاً ما مثل الرياضة أو الرسم والأعمال المنزلية والكثير من الطرق التي وجدو فيها الكُتّاب إلهامهم، أثناء كتابتي لهذه المقالة استحضرت إلهامي من خلال سماع الموسيقى ،وأحيانًا بعد الاستيقاظ من النوم يزورني وحي الإلهام. وبعد مروري بمرحلة القراءة العميقة،  يقال أن للإلهام طرق عديدة وربما تمر بأحد تجاربه .
اخلق لنفسك إلهامك الخاص ولا تنتظر مجيئه إليك ، كالكاتب دانيال هاندلر يستحضر إلهامه من خلال ملاحظة الأشياء اليومية ولكن بصورة مختلفة تماماً حيث إنه يقول: إذا كان لدي فكرة ورأيت شيئًا ما أو حدث ما أذهلني بطريقة معينة ، سأقوم بربطها على الفور وأفكر في المكان الذي يمكن أن تؤدي إليه وإلى أين ستذهب. 
وكالكاتبة غادة كريم حيث أنها تستمد في معظم كتاباتها من قصص الآخرين وما يواجهونه بالحياة من مواقف وتجارب أثرت عليهم ، أي أن الكلمات تتدفق وتنهمر الكتابة بسماع قصص أحدهم ،لأن وحي الكتابة يبدأ بقضية ما ثم قصة ثم كتابة. وأيضا الكاتب أروسولا كلوجين إذ أنه قال يستخدم الخيال لتحويل الحقائق فيبدأ بالكتابة عن بلاد خيالية ،مجتمعات غريبة على كواكب أخرى،أساطير قديمة ،تنانين وغيرها الكثير ، ويستلهم من الخيال ما يساعده بالكتابة بشغف كبير، وأن الخيال كالبحر ليس له نهاية معينة وعند تعمقك به أكثر تكتشف أفكار كثيرة لإلهامك بالكتابة الإبداعية
ومن تجربتي الشخصية أفضل الطرق الملهمة تكمن عند كتابتك لسؤال عميق يطوف بك إلى عدة تساؤلات وأجوبة مثلا ماذا لو استيقظت بأجنحة؟ تماماً كأسئلة الأطفال ؛لأنه تجذبك إلى ما هو أعمق بكثير وبهكذا يضيء إبداعك وينثر على الورقة . 
فالبعض يبني فكرته للكتابة من وحي مشهداً بفلمٍ ما ، وممكن من نص واحد من سيناريو كامل أن يلهمك بكتابة مقالة كاملة ، وبالإضافة يمكن أن تصطاد أفكار عظيمة تخلق لك إلهام من خلال أعمال أدبية قديمة مثل مسرحيات شكسبير أو كتب كتاب عظماء كالكاتب ديستوفسكي وفرانز كافكا ، يبقى الإلهام لا حدود له وأنت الوحيد القادر على استحضاره لديك لا العكس أبدا. 
فمن أجل أن يعيد الكاتب إلهامه مجدداً عليه أن يجرب جميع الطرق الأخرى المذكورة لاستحضاره بكل سهولة .

وفي الختام أحب أن أقول إنني مررت بتجربة الضجر حول بياض ورقتي واللحظات البائسة بارتخاء يدي وتوقف عقلي عن الكتابة عدة مرات ، حتى أدركت أن الإلهام كالنجاح تماماً لا يأتي إليك بسهولة ،بل أنت من يجب عليك الذهاب إليه والبحث عنه بشتى الطرق،ولابد بالنهاية تجد إلهامك وتفيض كلماتك في أوراقك ، عندما تحيط نفسك بالكتب وتبحر داخلها حتماً ستصطاد أفكار هائلة ومثرية تبعثرها بين صفحاتك ويرتوي قلمك بالحبر الفائض ليزهر في أوراقك الكثير من الكلمات والإلهام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى