دُنيا مظلمة

للاكتئاب ملامح يعرفها من يعيشه ، ويشعر به ، ويعاني منه مع من حوله”
فالاكتئاب مرض نفسي يجعل الفرد بحالة من الذبول والشعور الدائم بالحزن والألم وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع بها الشخص في يومياته ، لذا هو باختصار ( فقدان المعنى) فقدان الشعور وضعف الاعتقاد الإيماني وتراخي الصلة بالله تعالى وتشويش المعنى بالفعل اليومي. خطوات الحياة ثقيلة ورغبات خامدة متوقفة ، وإذا نظرنا فهو وقت يمر بلحظاته وتمر معه فرص لثمرات الشفاء ولا يزال الفرد في عتمة ظلام قاتلة.
يرتبط الاكتئاب دائمًا بالمعنى ، فكل إنسان من الضروري لديه معنى في حياته ، وفقدان الطموح فقدان الدافعية فقدان الشغف، هو زوال المعنى في حياة كل البشر بل فقدان الطابع الإنساني الحقيقي. وقد ذكر أحد العباقرة المشاهير حين فقد المعنى في حياته وقال : “وأشد ما أصابني من هذا اليأس أنه كان يأس من جميع الآمال ولم يكن يأسا من أمل واحد، كان يائسًا من معنى الحياة ومن كل غاية في الحياة” فقدان المعنى يجعلنا نعيش حياة رمادية من أجل برتوكول فقط لاغير.
فـالأشخاص المصابين بالاكتئاب والأعراض المؤلمة التي يتعايشون معها من الحزن واليأس وشحوب الوجه وتقلبات المزاج والأرق والانطواء وتوقف التفاعل الاجتماعي بسبب الأفكار السلبية المغلوطة، حاولت التوصل للفكرة التي تجعلهم مندفعين لممارسة الحياة المرهقة بنظرهم ورفع أدائهم اليومي المنخفض ، حيث أن لديهم صعوبة في العمل بشكل جيد ومستمر، يشعرون أنهم بلا قيمة وبلا أمل عاجزين تماماً عن الوصول للمعنى الحقيقي الذي يزهر وينير حياتهم، لذا أعتقد أن تدعيمهم نفسيًا يعطيهم طاقةً إيجابية مستمرة ، وبكل قوة لروحهم المعنوية والإنصات التام لهم، للوصول إلى محور يزيل العقبات ويعيد ترتيب جوانب الحياة المظلمة لديهم.
أخيرًا ، لابد أن نفهم المعنى الحقيقي في مسيرة الحياة ، ونعي جميعاً أن لدينا معنى ثابتًا بصفتنا مسلمين ، مُسلّمين بوجوده وهو أن وجودنا لعبادة الله يُحقق الاستقرار النفسي المبدئي، ولكن لابد أن يكن لدينا معاني شخصية لتسير قافلة الحياة بكل إيجابية بلا توقف.