الفشل نجاح
في بداية خطة أي عمل ضع بالحسبان وجود المفاجآت والعثرات ؛ وإلا ليست خطة على الإطلاق، فلا شيء مضمون في الحياة، ولا ينبغي علينا أن نتوقَّع أنَّنا سنتحرك نحو أهدافنا دون مواجهة أيَّة مشكلات أو عقبات، وإذا افترضنا أنَّه سوف يسير كل شيء على ما يرام، فقد لا يسير أي شيء على ما يرام . لا يوجد إنسان دون أمنيات أو أحلام، بيد أنَّ معظم الناس على الأرجح يَعُدُّون أمنياتهم وأحلامهم كلها غير واقعية وغير قابلة للتحقيق؛
في الحقيقة نحن جميعاً نخفق وتحدث إخفاقاتنا بوتيرة أكبر من قدرتنا على تقبل الاعتراف بها؛ لكن يجب علينا أن نتقبل إخفاقاتنا لكونها في النهاية تساعدنا على تطوير شخصياتنا، وهي دليل يثبت أنَّنا نعمل..لكن!! ربما لم يحالفنا التوفيق أو ربما لم تساعدنا الأدوات والإمكانيات ،
فأحيانا يصيبنا بعضاً من اليأس الكثير ؛لأننا لم نوفق في بعض المواقف غير ملتفتين إلى أن الأشياء التي أصابنا الحزن والكدر عليها ولم يتم التوفيق والنجاح فيها هي إرادة الله سبحانه و تعالي وهي من قبل علم الله سبحانه وتعالى بأن الخير في غيرها.
الفشل من وجهة نظري ليس عكس النجاح بل إنه جزء أصيل من معادلة النجاح ، فهنالك مقولة للرئيس الامريكي السابق (روزفلت)
”ليس الهام ذلك الناقد، ولا ذاك الذي يُسلِّط الضوء على عثرات الشجعان، أو على ما كان يجب القيام به بصورة أفضل؛ بل يعود الفضل إلى العامل الكادح الذي يعمل في الميدان ووجهه ملطخ بالعرق والدم، ويعمل بجد وكد ويُخطِئ ويُقصِّر مراراً وتكراراً؛ وذلك لأنَّه لا يوجد إنجاز بلا أخطاء أو عيوب، ويسعى جاهداً إلى أداء عمله بحماسة وإخلاص، ويُكرِّس نفسه في سبيل إرضاء ضميره، ويعرف أنَّه في أحسن الأحوال سيحقق نصراً كبيراً في النهاية، وفي أسوأ الأحوال إذا فشل، فقد نال شرف المحاولة، فلا يكون مكانه أبداً مع الجبناء الذين لا يعرفون طعماً للنصر ولا للهزيمة”.
أخيراً
يقول المثل الشعبي:
( من لايغبّر شاربه ما دسمه)