لماذا نحتفي بالمعلم ؟
أتذكر ويتذكر جيلي ومن سبقونا كيف كان يمر بنا المعلم؟ خارج حدود المدرسة ومايسببه مروره من إرتباك قد يجعلك تخطئ طريق المنزل وباب المسجد وتعمّد الاختباء !
كانت هيبته المستمدة من رسالته وإيمان المجتمع بها وثقة الأسرة أولاً بهذا المعلم كائناً من كان ولايهم هل يستحق أم لا ..يكفي أن يكون معلماً .
هل كان المعلم مجرد شخص يؤدي مهنة ويذهب ؟ لا بل كان المربي وصاحب الحضوة في المجالس وفي الأماكن العامة ،كان المثقف والمستشار قبل أن يؤدي تلك المهنة فقط . لكن السؤال ينسحب على المعلم في الوقت الحالي : هل المعلم مجرد شخص يؤدي مهنة ويذهب ؟ من تأخذه العزة سيقول نعم ومن يدرك بواطن الأمور ويتابع إبنه وابنته سيرى مالم يكن يعتقده .
لو لم يكن مربيّاً لرأينا المشهد أكثر بؤساً وألماً مما هو عليه في مدارسنا ؛ لكن من جرّد المعلم من دوره التربوي وشوّه تلك الصورة الجميلة للأب والمثقف والمستشار؟
سأقول وبكل تجرّد أن من فعل ذلك هم أنفسهم من يحتفلون بالمعلم فقط في 5 أكتوبر من كل عام ويمضون بقية أيام السنة في شكاوى شبه يومية لأسباب لاتتعدى (جرح مشاعر إبني قدام زملاؤه) !!
إلى كل أب يعتقد أن المعلم مجرد موظف لخدمة إبنه وإلى كل جهة تعتقد أنه مجرد موظف يؤدي مهنة فقط أقول : ( إن كانت التنمية والتطور والتحول ستبدأ بأبنائكم فلسنا بحاجة لجيل يخدم معلمه طالبه بلا إنسانية ولا قيم ..وإن كانت مخرجاتكم في الجهات والهيئات تجعل المعلم خادم وسائق فالقادم مخيف بحق ..التقدم والتطور الذي يجعلك في ذيل الأمم ويقدم السفيه على المتعلم هو الكارثة التي سنرى نتاجها بشكل تدريجي )
أخيراً :
لاتحتفوا بالمعلم نفاقاً ولا لتوثّقوا هداياكم المزيّفة ..هو أكثر من يشعر ببشاعتها!
لست مدافعاً عن معلّم ولست ناقماً على أحد ؛ لكن لندرك أولاً ماذا تعني كلمة معلم ولنعامل هذا المعلم بإنسانية تليق بما يقوم به .